تركيا وإسرائيل: المصالحة تنتظر منتصف أيار

تركيا وإسرائيل: المصالحة تنتظر منتصف أيار
رام الله - دنيا الوطن
كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان النقاب عن أن ممثلي دولته وإسرائيل سيلتقون في منتصف أيار المقبل لإتمام اتفاقية المصالحة والتطبيع بين الطرفين. 

وأوضح أن تركيا وإسرائيل تناقشان أمر إنشاء سلسلة طويلة من المشاريع الإنسانية في غزة في قطاعي الكهرباء والماء كجزء من المفاوضات لتطبيع العلاقات وتحقيقاً للشرط التركي "رفع الحصار" عن غزة.

وأوضح أردوغان أن حكومته عرضت خلال المفاوضات مع إسرائيل إرسال سفينة لإنتاج الكهرباء ترسو في ميناء اسدود وتنتج الكهرباء لمصلحة غزة من أجل مواجهة أزمة الطاقة المزمنة هناك. وبحسب كلامه، فإن إسرائيل أبدت تحفظات تجاه الفكرة، وعرضت في المقابل حث مشروع لإنشاء محطة طاقة في القطاع تتم بالتعاون بين الحكومتين التركية والألمانية.

وأضاف أردوغان: "قلنا لهم إن الأمر من ناحيتنا ممكن، رغم أننا حتى الآن لم نتنازل عن فكرة إرسال السفينة. كما أن إسرائيل ردت بالإيجاب على اقتراحنا معالجة مشكلة المياه في غزة عن طريق إنشاء مشاريع تحلية مياه وحفر آبار. كما أن هناك حاجة إلى إنشاء مدارس ومستشفيات. ونحن نبحث عن متبرعين، وهناك من وعدنا بتقديم تبرعات".

غير أن مسؤولاً إسرائيلياً قال إن موعد الاجتماع المقبل بين الطرفين لم يتحدد بعد لإتمام محادثات المصالحة والتطبيع. وتعتبر الجلسة المقبلة حاسمة من وجهة نظر الطرفين، لكن المسؤولين الإسرائيليين لا يتوقعون أن تعقد في منتصف أيار. وأضاف المصدر الإسرائيلي أن مسألة إرسال سفينة إنتاج كهرباء أثيرت في الماضي من جانب الأتراك لكنها لم تعد مدرجة على جدول الأعمال حالياً بعدما عرضت إسرائيل تنفيذ مشاريع أخرى يمكن للأتراك القيام بها في غزة. وأعاد المسؤول الإسرائيلي تأكيد أن مكانة تركيا في القطاع لن تختلف في نظر إسرائيل عن مكانة أي دولة أخرى. 

وتحتاج إسرائيل لتكرار الحديث بهذه اللهجة بسبب حساسية الأمر للنظام المصري الذي له علاقات متوترة مع كل من تركيا وحكم "حماس" في قطاع غزة.

وكان المتحدث بلسان الرئاسة التركية إبراهيم قلين قد أكد قبل أيام أن موعد الجولة الجديدة والحاسمة من المفاوضات مع إسرائيل قريبة، لكنه رفض حينها تحديد موعد لها. وأشار إلى أنه بعد تطبيع العلاقات بين الدولتين، ستدرس تركيا كيفية لعب دور الوساطة في التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين. وأوضح أن تركيا لا تزال تنتظر من إسرائيل "اتخاذ التدابير المطلوبة لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة".

ومعروف أن المفاوضات بين إسرائيل وتركيا، التي تركز على تطبيع العلاقات، تنطلق في الأساس من مصالح استراتيجية جيوسياسية واقتصادية مشتركة.

ورغم التنافر الذي يبدو أحياناً في تصريحات مسؤولين إسرائيليين وأتراك، فإن الإدارة الأميركية من جهة، والقوى المصلحية النافذة في الدولتين من جهة أخرى، تدفع إلى التقارب. ومؤخراً طرأ تحسن كبير على العلاقات بين أنقرة وتل أبيب قاد إلى عودة السياح الإسرائيليين بمجموعهم إلى تركيا رغم تفجيرات اسطنبول. كما أن شركات المقاولات التركية تلعب دوراً رئيسياً في قطاع البناء في اسرائيل التي تحاول تقليص تكاليف البناء وبالتالي أسعار الشقق الجديدة.

وكثيراً ما نشر أن نقطة الخلاف المركزية بين طاقمي المفاوضات على طريق تحقيق اتفاق المصالحة لا تزال الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة من جهة، ووجود حركة "حماس" في تركيا من جهة أخرى. وتطالب إسرائيل تركيا بوقف نشاط "حماس" على أراضيها. ويبدو أن الأمور تتطور باتجاه حل هذا الخلاف رغم أن الطرفين كانا على وشك إعلان الاتفاق مرات عدة. وتشكل مسألة "حماس" وغزة جانباً حساساً في العلاقة، ليس فقط بين إسرائيل وتركيا، وإنما أيضاً في مثلث العلاقة الإسرائيلية - التركية المصرية.

في كل حال، عقدت آخر جولة للمحادثات التركية ـ الإسرائيلية في لندن قبل حوالي ثلاثة أسابيع، وقيل حينها إن تقدماً كبيراً على صعيد الاتفاق تحقق، وإن الجلسة المقبلة ستكون حاسمة ونهائية. ولكنّ هناك صحفاً في إسرائيل ترى أن الفيتو المصري على المصالحة التركية ـ الإسرائيلية ليس هو الفيتو الوحيد المأخوذ بالحسبان في تل أبيب. 

فإلى جانب ذلك، هناك الفيتو الروسي الذي لا يقل أهمية، وربما يزيد عن ذلك. فروسيا تعارض التعاون الإسرائيلي مع تركيا في ميادين السياسة والطاقة، وخصوصاً الغاز، ولكن أيضاً بسبب ما يجري في سوريا.

التعليقات