خيارات القيادة الفلسطينية بعد رفض نتنياهو لـ"مبادرة فرنسا" ؟

خيارات القيادة الفلسطينية بعد رفض نتنياهو لـ"مبادرة فرنسا" ؟
غزة-دنيا الوطن-كمال عليان

أكد محللون سياسيون أن الرفض الاسرائيلي للمبادة الفرنسية كان متوقعا، في ظل حرص اسرائيل على الحصول على مزيد من الشروط والتنازلات من الجانب الفلسطيني، حتى تصبح المبادرة بلا معنى.

وشدد المحللون في أحاديث منفصلة لـ"دنيا الوطن" على أن الخيارات الفلسطينية تجاه هذا الرفض محدودة وتكاد تكون خجولة، ولن يكون أمام القيادة الفلسطينية سوى المزيد من الانتظار، ومجاملة المجتمع  الدولي لكسب ودهم.

ورفضت اسرائيل، اليوم الخميس، وبشكل رسمي المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام، مستبقة بذلك اجتماع وزراء خارجية الدول المعنية بهذه المبادرة المقرر في الـ 30 من الشهر القادم.

لم يكن لدينا أوهام

وأكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح فيصل أبو شهلا أن حركته لم يكن لديها أوهام بموافقة اسرائيل على المبادرة الفرنسية، إنما كانت الأوهام لدى الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي الذي يطالب القيادة الفلسطينية بالاستمرار في المفاوضات.

وقال أبو شهلا لـ"دنيا الوطن": "نحن وافقنا على المبادرة الفرنسية، لكن اسرائيل مازالت تصر على رفض أي حل عادل ودائم، وتعطّل عملية السلام، وهذه عادتها وليس جديدا عليها هذا الموقف".

وطالب القيادة الفلسطينية في اجتماعها المقبل أن تقيّم الوضع والتحرك السياسي المطلوب خلال الفترة المقبلة وبعد رفض اسرائيل المبادرة اليوم.

كما دعا القيادي الفتحاوي الحكومة الفرنسية والاتحاد الاوروبي بالقيام بدوره المطلوب منه وهو الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية، "وهو ما كان يعدنا به في حال رفضت اسرائيل هذه المبادرة"، مشددا على ضرورة الضغط على الادارة الأمريكية للتوقف عن دعم اسرائيل واستمرار احتلالها.

وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، غسان الشكعة قد كشف لدنيا الوطن عن اجتماع قريب للجنة التنفيذية للمنظمة، لبحث آخر الأوضاع والتطورات على الساحة الفلسطينية.

بدوره، قال نبيل أبو ردينه الناطق الرسمي باسم الرئاسة، مساء الخميس، إن "إسرائيل" لازالت ترفض أية مبادرة لحل الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي، ولازالت تتحدى الإرادة الدولية، والشرعية القائمة على أساس حل الدولتين

وأَضاف أن دولة فلسطين سوف تستمر بدعمها للمبادرة الفرنسية، وسعيها سواء في مجلس الأمن الدولي، أو من خلال الانضمام لكل المنظمات والهيئات الدولية للحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية.

وتابع أبو ردينة: كما نؤكد عدم شرعية الاستيطان واعتبار الاحتلال الإسرائيلي هو سبب كل الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة.

الانتظار سيد الموقف

من جهته، قال المحلل السياسي هاني المصري إن الانتظار هو السيد الموقف، ولن يكون هناك خيارات جديدة لدى السلطة الفلسطينية والقيادة للتهديد بها، سوى الانتظار لمزيد من المبادرات الجديدة خلال الفترة المقبلة.

وأضاف المصري لـ"دنيا الوطن" "موقف اسرائيل من المبادرة الفرنسية ليس جديدا وانما كان متوقعا، بهدف الحصول على المزيد  من التنازلات في شروط المبادرة من الجانب الفلسطيني بعد الموافقة على التنازل عن شرط تجميد الاستيطان، لمسخ المبادرة وجعلها تصبح بلا طعم أو معنى".

وأكد المحلل السياسي أن اسرائيل ومن يدعمها مثل الادارة الأمريكية ستبقى توعز للعالم بطرح مزيد من المبادرات خلال الفترة المقبلة لاكتساب الوقت في تآكل الأرض الفلسطينية، وجعل الفلسطينيين في حالة سكون وانتظار وحتى لا يفكر الفلسطينيين بأي خيارات أخرى.

مضيعة للوقت

ولم يكن المحلل المصري يغرد خارج السرب، فقد وافقه الرأي الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل الذي أكد أن نتائج جميع المبادرات الدولية هي صفر ومضيعة للوقت، مبينا أن الموقف الاسرائيلي من المبادرة كان متوقعا.

وقال عوكل لـ"دنيا الوطن" إن اسرائيل تسعى من وراء الرفض الحصول على مزيد من الشروط والتنازلات من الجانب الفلسطيني، موضحا أن الفلسطينيين ليس أمامهم خيار سوى أن يتابعوا الجهد مع فرنسا والدول المعنية بهذا الخصوص.

وأضاف "كما أنه لا يوجد أمام القيادة الفلسطينية سوى مجاملة المجتمع الدولي حتى يقتنع بأن الفلسطينيين ليس لهم أي مسئولية اتجاه فشل الجهد الدولي لوضع حد للصراع"، متوقعا الدخول فيما أسماه "الصراع المفتوح"