بالصور.."أبو الجود"..وحيدا في مواجهة التطرف

بالصور.."أبو الجود"..وحيدا في مواجهة التطرف
رام الله - دنيا الوطن - نهاد الطويل   
أدى عدد من المتطرفين اليهود الاثنين صلوات يهودية وطقوسًا تلمودية 'مقام ابو الجود' التاريخي,شرقي قرية فرعتا بمحافظة قلقيلية شمالي الضفة الغربية احتفالًا بعيد 'الفصح' اليهودي.

وكان هؤلاء اليهود تجمعوا منذ الصباح الباكر وباشروا بأداء صلوات وطقوس يهودية عند المقام،مستفزين المواطنين القاطنين شرقي البلدة.

ويحاول المستوطنون السيطرة على المعالم والمقامات الإسلامية بدعوى أنها جزء من الأماكن العبرية، من خلال كتابة الشعارات العبرية وأداء طقوس دينية تلمودية مزعومة، والسيطرة الكاملة عليها بمساعدة جنود الاحتلال وحراسته.قال الاهالي لـ"جراسا" الاردنية .

يقع مقام 'أبو الجود' على تلة مرتفعة إلى الشرق من بلدة فرعتا الواقعة شرق مدينة قلقيلية، ويحاذيه مباشرة منازل المواطنين في تلك البلدة، وهو عبارة عن بناء من الحجر والطين أو ما كان يعرف بإسم 'الشيد'، مربع الشكل بمساحة لا تزيد عن 7 متر مربع، به محراب ومنفذ تهوية صغير إلى جهة الغرب وبابه من جهة الشمال، وأمامه بئر ماء. 

تتحدث بعض الروايات أن المقام يعود لأحد الصالحين وكان اسمه ابو الجود حيث كان يعكف على العبادة فيه، حيث كان الناس قبل سنوات يزورون المقام ويضيئونه وكان مفروشا فيصلون به بعض الأوقات، وفي فترة السبعينيات عمل شيوخ المنطقة ويدعى عمر عبد القادر على ترميمه وكان في ذلك الوقت إماما لمسجد إماتين البلدة المحاذية لفرعتا. 

كما تتحدث روايات أخرى أن هذا المقام الذي يقابله مقامات ممثالة في كافة الجهات، كان يستعمل للبريد في زمن الحكم الإسلامي ومع بداية الحملات الصليبية كان يستعمل لطلب التجدة من خلال اشعال النار بطريقة متفق عليها، من كل المقامات المقابلة حتى تصل الرسالة إلى أماكن الجند فيتجهون للنجدة، وكان ايضا مكانا لاستراحة حملة الرسائل من القادة إلى الجنود.

وقبل اشهر استنكر اهالي البلدة دعوات بعض'الفلسطينين' المطالبين بهدمه بذريعة انه سبب في تعرض المنطقة لاعتداءات المستوطنين واستفزاز المواطنين القاطنين شرقي البلدة،الامر الذي لاقى استهجانا واسعا لهذه الدعوات التي اعتبرها البعض بانها جهلا بتاريخ المكان وبقيمته الاثرية وسط دعوات للجهات الفلسطينية وعلى رأسها وزارة السياحة والاثار بضرورة العمل على حمايته وتسجيله في الدليل الخاص بالاماكن التراثية الفلسطينية.

ونظرا لارتفاع البلدة عن سطح البحر بمقدار 728م وغناها بالأماكن الأثرية القديمة سواء ما تم الكشف عنه أو ما زال غير مُكتشف، تتكرر محاولات المستوطنون وبمساعدة من جيش الاحتلال السيطرة على المكان بهدف تدميره أو الإعلان عنه مناطق مغلقة للاستيلاء عليه لاحقا، حيث لوحظ اقتحام البلدة وأماكنها الأثرية عدة مرات وبيوت المواطنين القديمة، بهدف تصويرها من قبل علماء آثار اسرائليين.

يحاول أهالي البلدة صد محاولات المستوطنين من خلال ملاحقتهم بين المنازل والأشجار، واستثمار الأراضي المحيطة بشرائها وتعميرها من خلال زراعتها أو البناء والسكن فيها للحيلولة دون مصادرتها وضمها للتجمع الاستيطاني المحاذي لها، إلا أن جيش الاحتلال يتدخل باعتقال الشبان او ملاحقتهم وسحب تصاريح عملهم في الداخل الفلسطيني.