لماذا لا يُتابع الفلسطينيون مباريات أنديتهم المحلية ويتصارعون على "برشلونة - مدريد" !؟

لماذا لا يُتابع الفلسطينيون مباريات أنديتهم المحلية ويتصارعون على "برشلونة - مدريد" !؟
غزة- دنيا الوطن-من سوزان الصوراني

عقب المباريات الأخيرة و فوز فريق كرة القدم "ريال مدريد" على نظيره "برشلونة"المنتخب الاسباني ، بفارق نقطة واحدة ،و من ثم فوز "فينيسيا " النادي الإيطالي أيضا على "برشلونة "في مباراة أخيرة،شهدنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي و في أماكن العمل منافسة كبيرة و حادة بين مشجعي الفرق الأوروبية بين مؤيد و معارض.

فكانت الآراء تتباين بين تأييد لمنتخب برشلونة لتصدره ، وشجب واستنكار لتراجع المنتخب الذي عرف بالأداء المتميز، فيؤكدون أنهم  لا يعلمون ما سر التراجع الكبير في الأداء و الذي جاء في صالح النادي الملكي الاسباني "ريال مدريد".

في الوقت ذاته، شهدنا أحداث مباراة شباب جباليا و نادي غزة الرياضي و كذلك المنافسة ما بين شباب خانيونس و نادي خدمات خانيونس و لكن الاختلاف بين المنافسة الاسبانية و المنافسة المحلية في الجمهور الغزي في أننا لم نشهد الجدال أو التحليل أو المتابعة التي نشهدها في كل مباراة للأول.

العشق و الانتماء للنادي بالدرجة الأولى هو ما يجعل الفئة المتواضعة من الجمهور الغزي للكرة المحلية موجود بالفعل و ذلك بحسب ما عبر وائل عويضة الصحفي و المحلل الرياضي، و أضاف الى أن عدم وجود فرص عمل تعد أحد الأسباب التي تدفع الشباب للذهاب إلى الملاعب وحضور المباريات خاصة أن أغلب فترات الموسم تبدأ في وقت ما بعد الظهيرة و لكن لا يمكن إنكار تدني المستوى الفني للكرة الغزية مقارنة بما نشاهده على شاشات التلفزة.

وأضاف عويضة : "من الظلم والإجحاف أن نقارن رياضتنا المحلية بنظيرتها الأوربية و أرجع ذلك الى فارق الإمكانيات  حيث الدعم المادي المهول والأموال التي تصرفها أوروبا على كرة القدم والعقلية الاحترافية الموجودة في أوروبا، وعلى العكس فالدوري في غزة تحديدا دوري هواة، والدوري في الضفة الغربية هو المعتمد ويطلق عليه دوري المحترفين، إضافة إلى الإخراج التلفزيوني والصوت والصورة النقيتين اللتين يستقبلهما المتابع.

" نؤكد على دور الإعلام في زيادة متعة المشاهدة من خلال رصد كل الأحداث داخل الملعب و خارجه".

يوافقه في الأخيرة تامر عليان الصحفي و المحلل الرياضي حيث أكد على دور الإعلام في تغطيته للكرة المحلية و الأوروبية و أضاف الى اهتمام الاعلاميين في الشؤون الرياضية في الآونة الأخيرة بفارق عن الفترات الي سبقتها.

وأضاف عليان إلى أن تاريخ الأندية الأوروبية و تمتعها بالسلاسة و السرعة و الحركة الديناميكية له الدور في جذب انتباه الجمهور إن كان محليا أو أوروبيا.

بدوره أكد سمير كنعان المحلل الرياضي أن المستوى الفني للأداء في الملاعب الأوروبية و الفارق الخرافي بينها و بين الدوري المحلي له الدور في جذب الجمهور الى متابعة تاريخ و عراقة أبطال أوروبا.

وأضاف كنعان إلى أن الملاعب و عدم جاهزيتها لاستقبال أعداد كبيرة من جمهور النوادي القوية في قطاع غزة سبب كافي لامتناع الجمهور عن الحضور و المتابعة، مطالبا بإلغاء تذكرة بوابة الملعب التي تعد عائقا في وجه الكثيرين من هواة كرة القدم و متابعيها.

" المباريات المحسومة أفقدت متعة المتابعة و التشجيع و اقتصر ذلك على أبناء النادي و الإعلاميين ، لا يوجد أحد محايد يتابع المباراة للمتعة "

و بالاشارة و التأكيد على موضوع إلغاء تذكرة بوابة الملعب، فهناك الكثير من الجمهور من متابعي و عشاق كرة القدم من ينتظرون فتح الباب و الدخول المجاني و ذلك بحسب ما ذكره محمود وادي لاعب نادي خانيونس سابقا و الذي انتقل الى نادي أهلي الخليل في الآونة الأخيرة

و أضاف وادي لـ"دنيا الوطن" بأن الاختلاف واضح بين المدربين و الملاعب عند المقارنة بين قطاع غزة و الضفة الغربية و هذا يعد أحد الأسباب التي يمكن أن تجذب الجمهور للمباراة، و عدم استطاعة البعض مشاهدتها عبر البث المباشر.

من ناحيته قال أحمد النجار اللاعب في نادي غزة الرياضي : " التنظيم والخطط التي توضع من قبل المدربين و امتلاك عمالقة اللاعبين مهارات فردية وفكر كروي يجعلك تنبهر مما تشاهد، وكل ذلك غير متواجد في الدوري المحلي إلا ما ندر "

أما فيما يخص الجمهور الغزي للنوادي المحلية فأكد النجار أن هناك تفاعل و اهتمام من فئة معينة في قطاع غزة بالكرة المحلية ولكن ليس بالعدد المطلوب وليس بالعدد الذي نلقاه على صعيد تشجيع الدوريات الأوروبية.

حول ضعف أداء المنتخبات المحلية وبالتالي الانصراف عن متابعتها ،  بين عويضة لـ"دنيا الوطن " أن المنتخبات المحلية تعاني من ضعف التطوير والتمويل ،داعياً رجال الأعمال الفلسطينيين لدعم المنتخبات مالياً وبالتالي تتمكن النوادي المحلية من تطوير منظومتها الرياضية ،و دعا إلى ضرورة ابتعاث المواهب الرياضية والإدارية للخارج من أجل الاحتكاك والتعلم من الخبرات العربية والأوربية.

التعليقات