فصل الخطاب في خسارة فتح في انتخابات جامعة بيرزيت

فصل الخطاب في خسارة فتح في انتخابات جامعة بيرزيت
    الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل
 الظاهر أننا في حركة فتح لم نتعلم من أخطاء الماضي ولم نأخذ العبرة والدروس؛ وأن ما حصل سابقًا قبل شعر سنوات في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006م، وذلك حينما خسرت فتح الغلابة الأغلبية في مقاعد المجلس التشريعي؛ وتربعت على العشر وقتها حركة حماس بفوزها الكبير؛ حيث لم تأتي خسارة فتح لانتخابات التشريعي أنداك بنسبة كبيرة بسبب قوة حماس في الشارع، بل كان لذلك أسباب كثيرة وأهمها أن القاعدة الفتحاوية العريضة من أبناء فتح قررت معاقبة أشخاص بفتح وذلك بسبب الأخطاء الكثيرة والكبيرة وظهور شخوص متنفذة ممن أساؤوا للحركة في ذلك الوقت بتصرفاتهم السيئة وكذلك انسلاخهم عن القاعدة والبعد عن القاعدة الفتحاوية وعدم تقديم الخدمات المناسبة للناس؛ وكما هي الأن حماس تفعل بغزة اليوم، وبصورة أكبر وأسوأ وأكثر ظلمًا وبغيًا وجورًا وصلفًا وقالت في عام 2006م بالدعاية الانتخابية الإصلاح والتغير وتطبيق المساواة والعدل والحق!!! فإذا به فعلاً إصلاح وتغير للغني والثراء الفاحش لهم؛ وأما الناس كان تغيرًا فعلاً ولكن للفقر المدقع جدًا والانتحار.  وعودة لموضوعنا عن خسارة فتح بانتخابات مجلس الطلاب في جامعة بيرزيت؛ نجد أن من أهم أسباب تراجع فتح بانتخابات بيرزيت قريبة للأسباب نفسها لخسارة فتح بالانتخابات التشريعية عام 2006م، ومن أهمها وجود الظلم وعدم العدل، واجتياح الاحتلال وتدميره واضعافه للسلطة، وتنكرهِ لكل الاتفاقيات الموقعة وعدم تطبيقه لها وجعل السلطة بغير سلطة وجعل الاحتلال بغير كُلفه، والعكس صحيح عنا؛ ومن الأسباب أيضًا لخسارة فتح في التشريعي قديمًا اتساع الفوضى والمحسوبية والفساد، وعدم ترتيب البيت الفتحاوي الداخلي والصراعات الفتحاوية الفتحاوية الداخلية وعدم الالتزام بقرارات الحركة ومبادئها التنظيمية وعمل البعض حسب المزاج، وكذلك بسبب نزول قائمة فتحاوية للمجلس التشريعي عام 2006م جُلهم مغضوب عليهم من الشارع ولم يكن اختيارهم موفقًا لكون غالبيتهم محسوبين على الأجهزة الأمنية أو علي تيار فتحاوي كان متهم أما الشارع الفلسطيني بكثير من الاختلالات في العمل وسوء التصرفات للبعض المحسوب على الحركة والعربدة الخ...، وكذلك بسبب التشرذم الداخلي في البيت الفتحاوي "وكلٌ يغني على ليلاه" ووجود خلافات تنظيمية بين قيادات كبيرة بالحركة، ولا أريد أن أنكأ الجراح من جديد ولكن إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وانني على حالنا في فتح اليوم لمن المحزونون، إلا إن استيقظنا من سُباتنا العميق ووقفنا أمام الحقيقة الصعبة وهي أننا أخطأنا في السابق ومازلنا نخطأ اليوم، حيث أننا في كثير من الأحيان نضع الرجل الغير مناسب في المكان المناسب، ونضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب، فكيف بحالنا اليوم ومثال بسيط على ذلك: حيث أننا نري رجل يتم تعينهُ مُحافظ أي ما يعادل رتبة وزير وبالكاد يعرف يكتب اسمه أو يتكلم أمام العالم والاعلام، وللأسف يكون حاصل على رتبة  لواء" وأحيانًا كثيرة يكون لا يحمل مؤهلاً علميًا!!! ؛  ولا أعلم كيف يتم تهميش مناضلين وكوادر فتحاوية صادقة وشريفة وعفيفة اليد واللسان وقد أفنوا شبابهم وحياتهم مناضلين لفلسطين وبالحركة ودخلوا سجون الاحتلال زمن الانتفاضة الأولي وأصيبوا برصاص المحتلين، ويحملون أعلي الشهادات العلمية (الدكتوراه) وللأسف رتبتهم العسكرية لم تصل لرتبة عقيد أو حتي مقدم أو مدير أو نائب مدير فشرُ البليةِ ما يُضحك؛ وقيس أمورًا كثيرة على ما سبق!!! . وللعام الثاني تخسر فتح اليوم ممثلةً في كتلة الشهيد ياسر عرفات انتخابات مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت؛ وهي معقل وحصن حصين من حصون فتح وفلسطين؛ بحيث أنها لم تحصل إلا على 21 مقعدًا، بينما فازت اليوم كتلة الوفاء الإسلامية التابعة لحركة حماس، بواقع 25، وحصلت كتلة الوفاء الإسلامية على 3481 صوتًا، بفارق عن كتلة الشهيد ياسر عرفات، والتي حصلت على 3035 صوتاً، وحصل القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي التابع للجبهة الشعبية على 668 صوتاً؛ والظاهر أننا في حركة فتح لم نحسن التجهيز والاعداد للانتخابات، ولم ندرس جيدًا دروس الماضي ولم نعد الخطط الملاءمة للمستقبل، وكذلك لم نُحسن اختيار من يمثلنا ومن مخاطبة شريحة الطلاب أو الشارع الفلسطيني في الضفة بصورة مقنعة: ولم نتعلم من أخطاء الماضي.

وما يجب علينا في حركة فتح هو رص الصفوف ونبذ الفرقة والخلافات فيما بيننا وأن نبقي جسدًا واحدًا وموحدًا من أجل فلسطين، وعلينا أن نعيد تقييم سبب عدم الفوز في انتخابات جامعة بيرزيت و من قبلها جامعة البوليتكنك، وعلينا أن نتذكر قبل فترة ليست بالبعيدة عنا  إحدى الفتيات من طالبات الجامعة حينما رفعت راية حركة حماس وكانت الفتاة بكامل زينتها وحاز المشهد وقتها على الكثير من المشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي حيث لفتت  الصورة تسامح وانفتاح كتلة حماس الطلابية للجميع وحتي وإن كانت الفتاة متبرجة.
في نهاية مقالي نقول إن حماس وإن ظلمونا كثيرًا في غزة ببعض تصرفاتهم القاسية بحقنا ولكنهم من أبناء شعبنا وكما يقول المثل الشعبي العامي: المسامحين غلبوا الصالحين".   وبكل روح أخوية نبارك لحركة حماس فوزها بانتخابات مجلس الطلبة بجامعة بيرزيت ونقول لفتح لعل ما حصل أن يكون حافزًا وجرس إنذار لنا قبل انتخابات المجلس التشريعي القادمة لا محالة، وليتنا نتعلم الدروس والعبر، ونبارك هذا العرس الفلسطيني الديمقراطي لأبناء شعبنا ونشكر السلطة الوطنية لإعطاء الحرية بإجراء انتخابات في جامعات الضفة؛ في الوقت الذي تمنع فيه حركة حماس إجراء هذا العرس الديمقراطي لانتخاب مجلس طلاب في جميع جامعات غزة باستثناء الجامعة الإسلامية؛ ونتمنى عليهم السماح بإجراء الانتخابات الطلابية في جامعات غزة، ليكتمل الفرح بين محافظات الوطن، ولنبني وطننا بوحدتنا الوطنية والإسلامية فالهدف واحد، والبوصلة يجب أن تكون واحدة وهي مرضاة  رب العالمين بتحرير فلسطين.