علي الأحمد : " (الطبخ على الحامي ) أوقع أمريكا في الغباء السياسي الذي أفقدها أحادية قيادة العالم"

رام الله - دنيا الوطن
قال عضو الاكاديمية الروسية للأزمات الجيوسياسية علي الأحمد : "أنا لست متفائلاً ولكنني غير متشائم لما يجري الآن في كواليس جنيف، نحن نتقدم للأمام في المسار السياسي، ولكن ليس بالحد الذي يرضي رغبتنا، وهناك دولة وقِوى بغض النظر عن توصيفها، من الممكن أن تخترق سيادة الدولة".
.
وتابع علي الأحمد ضمن برنامج "وسورية" الذي يبث عبر إذاعة ميلودي: "هناك مشاريع سياسية صرفت الكثير من المال، والتي لا يجب أن نتعامل معها بأنها بسيطة بدون عُجالة، وهناك مسار مشى وهو ذاهب للاتجاه الذي يجب ان يسير به، ولكن بداخل تلك المشروعات ظهرت المشاريع التي تهدد السلم العالمي التي هددت العالم والتي لا يمكن إدارتها". 
.
وأردف الأحمد : " بعد تفجر المنطقة وفشل هذا المشروع، هناك دول اقليمية بدأ المشروع نفسه يشكل خطراً عليها مع أنها كانت قائدة له، وخاصةً الموقف الأمريكي الحاد بعض الشيء بالنسبة للأزمة السورية مع بروز زيادة في الخطاب للشركاء مع ازدياد الحواجز المستقبلية التي اختلقها الأمريكي بحيث تصبح العودة إلى الوراء مرهقة من جميع الاطراف الشريكة له، مع خشية الأمريكي في حال ضغطه كثيراً على النظام السعودي، من أن تخرج من يده السيطرة على المجموعات المنتشرة أفقياً أقصد المجموعات الوهابية المغذية للإرهاب العالمي".
.
وأوضح الأحمد : " هناك خلافات داخل الأسرة السعودية الحاكمة ستنقجر قريباً، وهناك الكثير ممن يتمنى بأن يضغط الطرف الأمريكي ليحل المشكلة، إضافةً لأن ولي العهد لا يريد تغير مساره بالنقطة الدولية، وعدم الرضى سيؤدي لإطالة مدة مسار حل الأزمة السورية ، مما سيؤدي للعرقلة وتغيير المسار، لذلك يحاول الطرف السعودي البرهنة للأمريكي أنه يريد إرهاق الروس وزعزعة استقرار الدولة السورية وخدمة المصالح الأمريكية في سبيل سيطرة السعودية وإطالة أمد الأزمة، فهم يريدون الضغط على وفد الحكومة السورية وديمستورا، ولكن ضمن ملعب محدد لا يمكن الخروج  منه إلا ضمن الإرادة الأمريكية نفسها".
.
وقال الأحمد : "الحل السياسي هو سلة دائمة لمجموعة  من الحلول، واحد منها العمليات الميدانية والعسكرية التي يقوم بها الجيش السوري هو وحلفاؤه، و واحد منها صمود الشعب الاقتصادي، و واحد منها صمت مؤسسات الشعب والدولة، فكل هذا جزء من بوتقة الحل السوري الكامل، و هناك مسار ديبلوماسي كجزء من الحل السياسي الكلي، و اليوم هناك من لم يتوقع بطبيعة الحل، فكل الحروب تنتهي بشيء مكتوب من الدبلوماسيين كشيء متفق عليه من قبل ساسة ودبلوماسيين، والميدان جزء أساسي، و قضية (الطبخ على الحامي ) مسبقاً من خلال طحن مؤسسات الدولة العراقية وتفتيتها سابقاً، أوقع أمريكا في الغباء السياسي الذي أفقدها أحادية قيادة العالم التي كانت وما زالت تطمح لقيادته، فهي فقدت قيمتها الإنسانية على مستوى العالم".
.
وختم علي الأحمد حديثه بالقول: "هناك خيارات أمام تركيا وهي إما الهرب إلى الأمام للوصول إلى إدارة أمريكية جديدة تنسجم معهم، أو الاستدارة و الرضوخ، مضيفا: لقد فشل فرض الحلول حتى عندما كنا تحت الانتداب الفرنسي إي تحت الانتداب المباشر، وصولاً إلى الاستقلال، و المرحلة النهائية  من التفاوض لحل مشاكل جميع البلدان هي مرحلة خطيرة، ويجب على السوريين أن يركزوا على مبادئهم الوطنية الأساسية، حتى لو لم يتم تجاوزها أو اختراقها ضمن قرار 2254 فالمسائل الأساسية تحافظ على هوية الدولة السورية، و فيما يتعلق بكافة  الوفود ، أقول لهم احذروا الأجندات الخارجية التي ستشكل خطرا على أحفادنا".

التعليقات