بين تفجير ونفق - جنود أسرى

بين تفجير ونفق - جنود أسرى
كتب غازي مرتجى

حملت الأيام القليلة الماضية عدّة تطورات متسارعة بدءاً من اعلان اسرائيل لاكتشاف نفق على حدود قطاع غزة ثم تفجير باص في القدس وسبقها مقتل جندي على حدود القطاع لم تُعرف خلفية إطلاق النار بعد - سبق ذلك كله تحركات سياسية لمدة أسبوعين توجّه فيها الرئيس أبو مازن إلى فرنسا - روسيا وألمانيا وكذلك بعض الدول العربية مروراً بالثابت منذ حرب غزة "لعبة الأرقام" المُُتعلقة بالجنود الإسرائيليين الأسرى الذين تحتفظ بهم المقاومة في قطاع غزة منذ العدوان الأخير .

وسط هذا كله تُحاول إسرائيل اللعب استخبارياً واستفزاز المقاومة لكشف ما لديها من معلومات لتُحدد اسرائيل الثمن المُمكن دفعه فزادت المقاومة تعقيد القضية والملف أكثر فأكثر فضاع نتنياهو بين أربعة جنود أعلنت حماس عن احتفاظها بهم رسمياً وقالت له :"هناك المزيد" .

تفجير الباص في القدس وعلى الرغم من عدم وضوح التفاصيل المتعلقة بالحادث حتى الآن إلا أنها ستكون دافعاً لتغيير ما في الأفق وستسحب ردود الفعل نحو التطور الكبير أو الرضوخ الفوري الاسرائيلي - القضية أصبحت لدى الداخل الاسرائيلي لا السياسة الاسرائيلية فحكومة اليمين تختلق الكذب على شعبها بما يخص "الأنفاق - الصواريخ - عمليات الطعن - الدهس .. الخ" بروايات غالبها استخباري لكنها لم تستطع تركيب رواية عن الجنود المفقودين حتى اللحظة ولن تتمكن لأنّ المقاومة في غزة سبقتهم بخطوة إلى الامام .

مع اختلافي مع بعض الأساليب من زاوية جلب النقد الدولي وفتح مجال للسياسة الاسرائيلية للتشهير بنضال الفلسطينيين إلاّ أن الاستفزاز الاسرائيلي المستمر وحوادث اذلال الفلسطينيين ذات العرض اللامنتهي هي السبب الرئيسي وراء أي رد فعل محسوب أو غير محسوب - فلن ينسى الفلسطينيون أسراهم في سجون الاحتلال ولن يتخاذلوا عن نصرة من تُهدم منازلهم ولن يسكتوا كثيراً على استمرار حصار غزة ..

بعيداً عن العلاقة مع المُحتل وهي علاقة يجب أن تكون علاقة تضاد دوماً إلاّ أن كل المُنجزات الفردية والفصائلية الحزبية ستكون لاتراكمية وغير ذات فائدة طالما استمرّ الانقسام الفلسطيني الداخلي , وستتحوّل حالة التضاد مع اسرائيل خلال الساعات القادمة لحالة تضاد داخلي فلسطيني فقد اعتدنا على ذلك .. نتمنى أن يخذلونا هذه المرّة ويُحققوا المُراد وطنياً .