(فيديو) : ناصر القدوة في حوار شامل مع دنيا الوطن

(فيديو) : ناصر القدوة في حوار شامل مع دنيا الوطن
خاص دنيا الوطن

أكد الدكتور ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس مؤسسة الشهيد ياسر عرفات في حوار خاص وشامل مع " دنيا الوطن " أن قضية اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات كانت واضحة منذ اليوم الأول، وأن الجميع كان يملك قناعة راسخة أن الرئيس لم يمت وفاة طبيعية بل تم اغتياله على الأغلب بالسم وأن من قام بهذا هو إسرائيل.

 وأضاف القدوة لـ دنيا الوطن " منذ البداية هناك وضوح شديد في المسؤولية الإسرائيلية وهناك العشرات من الدلائل كان اخرها التقرير الطبي الفرنسي وكل ما ظهر خلال فترة المرض إلى حين الوفاة".

وأشار أن مؤسسة ياسر عرفات قد رفضت بشكل واضح فكرة فتح قبر الشهيد ياسر عرفات لأن الشعب الفلسطيني لا يحتاج إلى المزيد من الدلائل بل يحتاج إلى خطوات واضحة سياسية وعملية تستهدف تحميل المسؤولية لإسرائيل والطالبة بفرض العقوبات المناسبة على المجرمين الذين قاموا بهذه الجريمة.

فيما أكد عضو اللجنة المركزية أن الطرف السويسري قد قال منذ البداية أن الراحل ياسر عرفات قد تم اغتياله وتسميمه وكان هناك تحديد لنوع السم هو البوننيوم 210 متمم " لا يوجد أي غموض في هذا الجانب".

وعن لجان التحقيق أشار أن هناك لجنة طبية كجزء من عمل مؤسسة الشهيد ياسر عرفات وهذه اللجنة قدمت تقارير بنفس الاتجاه، وهناك لجنة أخرى يرأسها اللواء توفيق الطيراوي تبحث تحديداً في موضوع ما إذا كان هناك اختراق أمني على الجانب الفلسطيني، إذا ما كان هناك جاسوس فلسطيني قد يكون شارك في هذا الاغتيال بشكل مباشر أو غير مباشر وربما تبحث أيضاً في الظروف السياسية التي صاحبت هذا الاغتيال.

وعن كشف اللواء توفيق الطيراوي معرفته اسم الشخص الذي ساهم في دس السم للراحل ياسر عرفات قال الدكتور ناصر القدرة أنه ومن وجهة نظره فإن من ارتكب هذه الجريمة هي إسرائيل ولا يوجد أي شكوك في هذا الأمر خصوصاً عندما نتحدث عن مادة نووية مشعه لا يملكها إلا دولة تملك ننوي.

وأردف " عمل لجنة التحقيق يجب أن يبقى بشكل سري غير علني إلى أن تقوم اللجنة بإعلان نتائج التحقيق بشكل واضح وعلني للمواطن الفلسطيني ... وإذا كان هناك جاسوس فلسطيني فإنه حسب تقديري سيكون دوره ثانوي لأن إسرائيل من أخذت قرار بتصفية الرئيس ياسر عرفات وبالعادة لا يتم استخدام جواسيس محلين".

وشدد أن الموضوع المركزي بالنسبة له هو طبيعة الوفاة والجهة التي تقف وراء الاغتيال مشيراً أن الإجابة كانت واضحة منذ اللحظة الأولى أن الوفاة غير طبيعية وأن إسرائيل من اغتالته وقد استخدمت السم.

مؤكداً أن الفرنسيين في العام 2004 وبرغم الظروف السياسية المعقدة في ذلك الوقت قد قدموا تقرير طبي يحتوي على مؤشرات واضحة أن الحديث حول حالة تسمم ولا يمكن تفسير خذه الحالة وفق علم الأمراض وأعطى تفاصيل عن أسباب تكسر الصفائح واستبعد سببين من أصل ثلاثة وبقي سبب ثالث وهو التسمم وأن نوع السم معروف لديهم على حد تعبيره.

وتمم حديثه قائلاً خلال حوار خاص مع دنيا الوطن " الفرنسين لم يكذبوا على الشعب الفلسطيني ولكنهم لم يعطونا الحقيقة كاملة والدليل لأن هذا يتعلق بالظرف السياسي الذي كان قائم حينها لكنهم ع الأقل لم يألفوا سبب وأعطوا إمكانية لم يريد أن يفهم بأن يفهم".  

وأشار أن المرحلة الأخيرة بعد فتح قبر الرئيس أبو عمار كان هناك قضية مرفوعة في فرنسا ضد الدولة الفرنسية وهذه القضية كان لها تبعيات خطيرة ونتيجة ذلك أغلق الفرنسيين الباب وتراجعوا عما كان التقرير الطبي الفرنسي قد أظهره.

ونوه أن الفرنسيين في عام 2004 كان لديهم مخاوف من أمريكا ومن إسرائيل وعلى عملية السلام وكان لديهم قلل جدي تفرضه الحالة السياسية على الفلسطينيين.

وأضاف " لا نحتاج إلى دلائل الأمور واضحة الحكومة الإسرائيلية قررت تصفية الرئيس ياسر عرفات فيكفي حصار الرئيس لتلت سنوات وسط قصف الا يعتبر ذلك تصفيه".

وعلى الصعيد الشخصي قال القدرة انه لا يتواصل كثيراً مع سها عرفات نظراً لامتلاك كل شخص لقناعات مختلفة عن الأخر وأشار أن الوقت قد فات على دخول زهوه ياسر عرفات إلى السلك السياسي ولكنه أكد أن الأمور يعود لها ولرغبتها.

في سياق منفصل أشار أن حركة فتح ما زالت قائدة النضال الوطني الفلسطيني وهي من قاد العمل الوطني الفلسطيني وكان العمود الفقري لهذا العمل لسنوات طويلة وتمم " أنا لا أنكر أن حركة فتح تعاني من مشاكل كثيرة بعضها موضوعي وبعضها ذاتي ".

وأكد أن هناك تداخل في مهام حركة التحرر الوطني ومهام بناء الدولة ما بعد حل الصراع، مؤكداً ان هذا التداخل يخلق حالة غير مسبوقة أمام تنظيم أو حزب سياسي متل حركة فتح ويتسبب في مشاكل كبيرة جداً.  

ولفت أن المخرج يكمن ابتكار استراتيجيات عمل من أجل التوفيق بين واجبتنا من أجل التحرر الوطني ووجباتنا استكمال بناء مؤسسات الدولة. 

وأعرب انه غير راضي على أداء اللجنة المركزية قائلاً " انا غير راضي بما في ذلك عن ادائي انا ايضاً ولكن أعتقد أن الفترة الأخيرة حملت تحسن ملموس على اللجنة المركزية وادائها".


مشيراً أن هذا التحسن يتمثل في إمكانية النقاش بشكل أفضل وإمكانية مواجهة بعض الأمور بشكل أفضل وإمكانية تعديل بعض المسائل وأصبح هناك نوع من أنواع اليقظة وإن كان بشكل نسبي على حد تعبيره.

وبرر غيابه عن بعض اجتماعات اللجنة المركزية قائلاً " لم يكن لدي أمال كبيرة فيما يتعلق بأوضاع اللجنة وبدورها لفترة زمنية معينة ولكن بعد ذلك كلفت بتوافق فلسطيني بتولي مهام خارج الإطار الفلسطيني".

ونفى أن يكون هناك صراعات داخل اللجنة المركزية لحركة فتح أو استطفاف حاد وأن تكون الأمور خارج السيطرة.
 

في معرض حديثه أشار ان الوضع العام لا يدل أن الشعب الفلسطيني أمام مرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس مؤكد أن الرئيس موجود وبصحة جيدة ولا مبرر لأي نقاش جدي للمرحلة التي تليه.  

وأكد انه زار قطاع غزة من أجل أمور تتعلق بمؤسسة الرئيس ياسر عرفات وللتأكد من وضع بيت الرئيس وبالفعل الان نقوم بعملية ترميم كاملة للبيت وخططنا لكيفية استخدامه وليس بهدف الترشح للرئاسة الفلسطينية.  

 اكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح د.ناصر القدوة انه التقى مع جميع الفصائل الفلسطيني، لافتا الى ان انه اجتمع مع حركة فتح و مع حركة حماس برئاسة النائب الاول لرئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية، كما التقى بمجموعة من الصحفيين و نقل لهم ما جرى في اجتماعه مع هنية.

واعرب القدة عن سعادته في الذهاب الى الجزء الاخر من الوطن قطاع غزة.

وحول طموحها للترشح لمنصب نائب الرئيس قال: "لا يمكن ولا يجوز الذهاب نحو اي اقتراح لا يقوم على اساس قانوني واضح بما في ذلك ناب رئيس او مساعد فان هذا يعقد الامور" .

وبين ان موضوع تحمل المسئولية لا يخضع للرغبة من عدمها، لافتا الى ان هناك تنظيمات و احزاب وكذلك شعب الفلسطيني هو الذي سيختار الرئيس القادم سواء رجل او سيدة، مشددا على ضرورة عدم التخلي عن الجوهر الديمقراطي للنظام السياسي الفلسطيني. 

وفي السياق قال: "انا لست ضد النقاش النظري في هذا الكلام ولكني ضد ان نخلق حالة وهمية ونناقش بناء عليه حيث انني ضد النقاش و كأن ابو مازن قد رحل فعلا وكأننا ايضا سنواجه مرحلة ما بعد ابو مازن غدا وعلى قاعدة ان الموضوع اولا واخيرا في يد قيادة فتح مثلا فقط، هذه كلها حالات وهمية غير حقيقية".

 واضاف: "لكن من الناحية النظرية انا ليس لدي سبق سلطة حيث انني لم ابحث عن سلطة ولا جماعة او استقواء باي احد، حيث انني اشعر كمواطن فلسطيني لدي اعباء وواجب بان اساعد و اقوم بما يجب القيام به حيث ما أستطيع القيام به في الموقع الذي اكون متواجدا فيه لمصلحة القضية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني".

واستطرد بقوله: "سأشارك عندما يحين الوقت في نقاشات سياسية حول من ترشح فتح لهذا الموقع على قاعدة فهم ان هذا المرشح لابد ان ينجح امام الشعب الفلسطيني وسأدلي بدلوي حول من يمكن ان يكون فاذا اتفقوا علي انا او على غيري فانه نفس الشيء".

 ولفت عضو اللجنة المركزية ان المرشح سيكون محصلة نقاشات تجري في قيادة فتح و قيادة الشعب الفلسطيني، مشيرا انه لا يجوز ان يكون هناك اعتراضا من قبل المرشح، معللا انه موجودا لخدمة الشعب الفلسطيني والقضية شالفلسطينية.

 واشار الى ان المسألة في الدرجة الاولى هي فهم ضرورة تثبيت الهوية الديمقراطية للنظام السياسي الفلسطيني ، منوها ان ان الموضع الرئيسي هو ان من سينجح في الانتخابات هو  من اختيار الشعب الفلسطيني لكي يحمله هذه الامانة والمسئولية.

 وبين القدوة ان هناك نظام سياسي فلسطيني اسمه كان في البداية نظام رئاسي وتغير قليلا نتيجة تدخلات خارجية، مشيرا الى انه صار نوع من الهجين بين النظام الرئاسي والبرلماني وبناء عليه تم استحداث موقع رئيس الوزراء، لافتا الى ان هذه الطبيعة الهجينة بين النظامين لا تتيح وجود تعديل جديد بادخال منصب نائب رئيس، مؤكدا انه لايجوز اصلا ان يكون هناك نائب رئيس دون وجود الاساس القانوني لهذا الامر

 وشدد في الوقت ذات على ضرورة تعزيز موقع المؤسسة السياسية  الفلسطينية من خلال اعادة تفعيل هذه المؤسسة اولا و اخيرا والمتمثل في المجلس الوطني الفلسطيني ثم انتخاب مجلس مركزي جديد وانتخاب لجنة تنفيذية هكذا تجري العملية السياسية مثلا على سبيل المثال، على حد تعبيره.

 وحول امكانية ترشحه الى عضوية المركزية قال: "اعتقد اني مازال لدي ما اعطيه، وعلى الاغلب اذا لم تحدث مفاجآت نعم ممكن اكون احد المرشحين لعضوية اللجنة المركزية ولكن هذا يعتمد على الظروف التي سينعقد فيها المؤتمر السابع" .

وفي سياق اخر نفى القدوة وجود اي تواصل بينه و بين القيادي في حركة فتح محمد دحلان، لافتا الى انه لم يكن مع فكرة الانفصال عنه. 

ولفت الى ان هناك فرق بين ما يمكن تسميته بعملية سياسية وعملية سلام من جهة و بين الحقوق الوطنية الفلسطينية من جهة اخرى، مبينا انه يمكن التحدث عن موضوع حل الدولتين باعتباره حل مطروح من جهة ثالثة وانه معرض لضغوط شديدة.

 وفي السياق قال: " في المقابل عندما نتحدث عن الحقوق الوطنية الفلسطينية نتحدث بشكل مختلف الهدف الوطني الفلسطيني هو انجاح الاستقلال الوطني وممارسة السيادة في دولة فلسطين على الارض التي احتلت عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية حيث انه لا يذهب ولا يضعف ولا يتلاشى ولا مجال لضعضعة الايمان بحتمية انجاز هذا الهدف الوطني".

واضاف: "حيث اننا ذاهبون الى الاستقلال و الانجاز الوطني، حيث لا يوجد جقائق ، فمن قال ان وجود مستعمرات ووجود مزيدا من الاسرائيليين يخلق وضع قائم لا يمكن التغلب عليه؟ ففي تاريخ الشعوب لا يسطر هكذا فكل ما بني على باطل سيزال ويجب ان يزال و قناعة الشعب الفلسطيني بانجاز الحقوق الوطنية هي قناعة راسخة لا يمكن ان تهتز ونحن ذاهبون حتما الى الاستقلال الوطني في دولة فلسطين ولا ممارسة السيادة، لذلك يجب ان يكون هناك موقف سياسي واضح او استراتيجية واضحة، من وجهة نظري يجب ان يكون هناك موقف واضح بانهاء العملية السياسية القديمة و عدم العودة لها لانه ثبت بالدليل القاطع انه لا يمكن ان نحقق اهدافنا الوطنية فيجب ان نصر بالمقابل على عملية سياسية جديدة اسسها يضعها المجتمع الدولي و ليس الطرف الاقوى الموجود على الارض وهي اسرائيل، فعندما يضع المجتمع الدولي اساسا للعملية السياسية وقتها يمكن ان نتفاوض على اساس هذا القرار ". 

وتابع: "علينا ان نخلق حالة وعي كاملة بان المعركة الاساسية هي معركة مع الاستعمار الاستيطاني لبلادنا بغض النظر هل هناك عملية سياسية ام لا فكل فلسطيني في كل موقع من مواقعه عليه ان يخوض و يساهم في خوض المعركة الاساسية ضد المستعمرات و المستعمرين والمنتجات و الشركات المتعلقة بالاستعمار الاستيطاني، نبدا باستخدام المصطلحات الصحيحة بان هذا استعمار ليس مستوطنات وان هذا هو التهديد المركزي لوجودنا الوطني واننا لن نساهم حول هذه المسألة فهذا يجب ان يتوقف و ان يزول ، و عندما نفعل ذلك ونعبيء طاقات المجتمع الفلسطيني و الشعب الفلسطيني بهذا الاتجاه سوف نستطيع ان نخلق منظومة متكاملة اقليمية ودولية تفرض عقوبات على المستعمرات و المستعمرين وكل الذين ينتهكون القانون الدولي الانساني بطريقة لا يمكن لاسرائيل ان تتحملها، فيجب ان ننهي هذه العملية القديمة والا نعود لها لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر".

وفيما بتعلق بالذهاب الى المجتمع الدولي اكد ان هناك قرار من اللجنة المركزية بالذهاب الى المجتمع الدولي حول المستعمرات، معتبرا ان هذه الخطوة كبيرة تتجه الى الامام، مؤكدا ان الرئيس سيعلن عن تقديم مشروع القرار عندما يكون في نيويورك لافتا الى ان هذه الخطوة الثانية، اما الخطوة الثالثة فتتمثل في وهذه خطوة التصويت واستكشاف النتيجة في وقتها ولكن بكل تأكيد هذا هو الموضوع المركزي الذي يواجه الشعب الفلسطيني، على حد تعبيره.


 


 
 



 

اللقاء كامل