التوقيت الصيفي بين مطرقة عشاق الشمس وسنديان عشاق النوم

التوقيت الصيفي بين مطرقة عشاق الشمس وسنديان عشاق النوم
رام الله - دنيا الوطن-عزيزة ظاهر

تقوم العديد من الدول حول العالم ومن بينها فلسطين، بتطبيق نظام استخدام التوقيت الصيفي، وذلك بتقديم الساعة 60 دقيقة في فصل الربيع والهدف من تطبيق التوقيت الصيفي هو الاستفادة بشكل اكبر من ضوء الشمس في ساعات آخر النهار، وكان أول من اقترح فكرة التوقيت الصيفي الأمريكي "بنجامين فرانكلين" عام 1784 ولم يأخذ احد فكرته على محمل الجد إلا في بداية القرن العشرين، ويعد أول من قدم التوقيت "جورج فيرمون هديسون" عالم الحشرات النيوزلندي الذي كان يعمل لساعات متأخرة من النهار، حين قدر ساعات ضوء النهار، وفي عام 1895 قام هديسون بتقديم أوراقه إلى جمعية الفلسفة في ولينغتون لاستغلال ساعات النهار ولاقت فكرته اهتماما واسعا في نيوزيلاندا.

صعوبة تأقلم الأطفال

تحدثت أم كريم  لدنيا الوطن وهي أم لأربعة أطفال جميعهم بالمرحلة الأساسية بالمدرسة، عن صعوبة تأقلم أطفالها في الأسبوع الأول للتوقيت الصيفي لعدم تقبلهم النوم مبكرا ساعة على الأقل عن موعد نومهم المعتاد، الأمر الذي يجعلها تواجه صعوبة في تجهيزهم صباحا للمدرسة، ويذهبون وهم يتذمرون، مؤكدة أن أطفالها بعد عودتهم إلى البيت ينامون ساعتين على الأقل، وطالبت بتأخير بدء التوقيت الصيفي إلى نصف شهر نيسان لان الطقس يبدأ بالاستقرار ويميل إلى الدفء والشمس تشرق مبكرا. من جهتها أكدت المعلمة شيماء الرابي أن معظم طلبتها في الصف الثاني تأخروا تقريبا نصف ساعة عن بدء الحصة الأولى واغلبهم كانوا شبه نيام بالصف الأمر الذي حد من نسبة تركيز واستيعاب الطلبة.

الثلاثينية هدى ياسين والموظفة في احد البنوك تخالف أم كريم بالرأي، فهي تنتظر التوقيت الصيفي بفارغ الصبر لتعود من العمل مبكرا، تقول" اشعر أن اليوم فيه بركة، فبعد عودتي من العمل اخذ قسط من الراحة واجد وقتا كافيا لزيارة الأهل والأصدقاء دون أن اشعر أن الوقت متأخرا أو ضيقا، وتفضل ياسين التوقيت الصيفي على الشتوي لان الشمس تشكل بالنسبة لها مصدرا للتفاؤل والسعادة".

عشاق النوم

بدورها العشرينية سناء الوادي تصف نفسها أنها من عشاق النوم نهارا والسهر ليلا، والتوقيت الصيفي اضطرها أن تصحوا مبكرا لتعد الفطور والقهوة لزوجها الذي يعمل مدرسا، وتشكر ربها أنها ليست موظفة لتعود وتكمل نومها بعد خروج زوجها إلى العمل، وتشاطرها الرأي عابدة أم لطفلين احدهم في الروضة فهي تعشق النوم لدرجة أن طفلها يتأخر عن موعد باص الروضة في بداية التوقيت وحتى منتصف نيسان متمنية لو أن التوقيت الصيفي يبدأ من منتصف نيسان حتى يسهل التأقلم معه.

الأثر النفسي

أشارت الأخصائية النفسية فاتن لبادة إلى أن عملية الانتقال من التوقيت الشتوي إلى الصيفي مهمة لكسر الروتين، فضلا عن انه فرصة للتواصل الاجتماعي وتبادل الزيارات، عدا عن انه فرصة للترفيه عن نفسية الأبناء والأطفال فالتوقيت الصيفي يعني حرية وحيوية بلا حدود، فهو محفز كبير للتخلص من الخمول والكسل.

التعليقات