انتصار جديد للدبلوماسية الفلسطينية في محكمة التحكيم الدائمة

انتصار جديد للدبلوماسية الفلسطينية في محكمة التحكيم الدائمة
رام الله - دنيا الوطن
اخيرا حسم التصويت من خلال 57 صوت مع وامتناع 24 صوت وبدون اية معارضة، بحصول دولة فلسطين العضوية الكاملة في محكمة التحكيم الدائمة. لقد حاولت الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ الرابع من يناير الماضي ونيابة عن إسرائيل ان تمنع تلك العضوية تحت حجج قانونية وتفسيرات غير مقنعة لبقية الدول الأعضاء، لكنها نجحت في التعطيل المؤقت وفشلت في منع حصول دولة فلسطين على عصوية المحكمة.

بعد ان تقدمت دولة فلسطين لهولندا كدولة وديعة بطلب العضوية لتلك المحكمة، دخلت عضوية فلسطين حيز التنفيذ العملي بعد مرور شهر على ذلك التقديم وتحديدا في التاسع والعشرين من شهر ديسمبر الماضي، الا ان الولايات المتحدة الأمريكية تقدمت باحتجاج كبير ضد تلك العضوية بعد انتهاء فترة تقديم الاعتراضات، واستطاعت بطرقها الملتوية ان تحصل على قرار من رئاسة المحكمة بتعليق عضوية فلسطين لحين مراجعة تلك العضوية من قبل لجنة مختصة.
تحركت وزارة الخارجية فورا وقام وزير الخارجية بإرسال رسالة احتجاج شديدة لنظيره الهولندي مطالبا اياه بالتراجع عن خطوة تعليق العضوية والتهديد بأخذ الموضوع للمحاكم المختصة، كما التقى الوزير المالكي مع نظيره الهولندي على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف لايجاد حل لهذه العضوية، حيث التزم الوزير الهولندي بالمساعدة في حل
موضوع العضوية.

 من جهتها قامت بعثة فلسطين الدبلوماسية في هولندا بتحريك هذا الملف مع العديد من الدول ا صديقة في المحكمة التي نسقت مواقفها وطالبت بعقد اجتماع خاص لمناقشة عضوية دولة فلسطين حيث عبرت غالبية الدول عن دعمها لتلك العضوية بينما انبرت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها كندا وإسرائيل في تفنيدهم لرفض العضوية، وتقدمت تلك الدول بمقترحات كان هدفها تعطيل عضوية دولة فلسطين ومنعها من الانضمام للمحكمة تحت مبررات مختلفة بما فيها ان العضوية فقط
للدول صاحبة العضوية الكاملة في الامم المتحدة، الا ان غالبية الدول الأعضاء رفضت تلك المبررات واصرت على احقية فلسطين في عضوية المحكمة. استمر السجال لساعات طويلة، وتقرر العودة لليوم الاثنين لحسم الموضوع.

جاءت غالبية الدول بموقف قوي يدعو للتصويت على العضوية، رغم انها المرة الأولى في تاريخ نشأة المحكمة ان يتم اعتماد عضوية دولة عبر اجراء التصويت، الان ان غالبية الدول لجأت الى هذا الإجراء لحسم موضوع العضوية واخراجه من التسويف الأمريكي. رغم ان الولايات المتحدة الأمريكية كانت ضد التصويت لانها كانت تعي انها ستكون ضمن الاقلية القليلة التي تقف ضد عضوية دولة فلسطين، الا انها تأكدت ان عملية التصويت ليست في صالحها وكذلك نتائج التصويت، وعندما فشلت في منع التصويت اضطرت الانسحاب كليا من قاعة الاجتماعات احتجاجا، بينما امتنعت بعض الدول عن التصويت تحت مبررات إجرائية رغم تأكيد تلك الدول على دعمها
لعضوية فلسطين. 

الملفت للنظر ان كل من إسرائيل وكندا امتنعتا عن التصويت تحت المبرر الاجرائي ولم يقمن بالانسحاب اسوة بالموقف الامريكي الوحيد امام اندهاش بقية الدول. وهكذا نجحت فلسطين في استرداد عضويتها في محكمة التحكيم الدائمة.

امام تصفيق الدول الأعضاء تم دعوة سفير دولة فلسطين الدكتور نبيل ابو زنيد لاخذ مكانه ممثلا لدولة فلسطين كعضو مثبت في محكمة التحكيم الدائمة، حيث القى كلمة شكر فيها كل الدول التي وقفت مع دولة فلسطين وحقها في العضوية، واستعداد دولة فلسطين للتعاون مع المحكمة وفي الالتزام الكامل بقوانينها والعمل على رفعة شأنها.

كانت معركة بكل معنى الكلمة حيث انتصرت فيها الدبلوماسية الفلسطينية بعدالة قضيتها وبدعم دول العالم  مام التكبر والرفض الامريكي الذي عمل نيابة عن إسرائيل، رغم ان الاخيرة فضلت الامتناع للمرة الأولى في تاريخ الصراع عن التصويت بدلا من التصويت ضد او الانسحاب كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية هذه المرة، لتؤكد عبر تصرفها عن تلك الدولة التي تبالغ في حقيقة معارضتها للدولة الفلسطينية.

معركة اخرى وانتصار آخر يضاف لانتصارات الدبلوماسية الفلسطينية التي يقودها السيد الرئيس محمود عباس وتعمل على ترجمتها وزارة الخارجية على الارض من خلال عضوية دولة فلسطين في محكمة التحكيم الدائمة او غيرها من المعارك العديدة التي تخوضها الخارجية الفلسطينية نيابة عن شعبنا وباسمه.