مرضى التوحد في قطاع غزة .. هل من علاج ؟

مرضى التوحد في قطاع غزة .. هل من علاج ؟
غزة - خاص دنيا الوطن - ياسمين أصرف
تصوير ومونتاج – محمد سكيك

من المتفق عليه علميا أن مرض التوحد هو مرض خلل جيني في المخ يجعلهم مرضى بالتوحد أو ما يسمى مرض “أسبرجر”، وأيضا يجعلهم “عباقرة” في العلم أو الفن والأدب، كانوا أو ما زالوا يعانون من هذا المرض، لكنهم ما يزالون يتركون إنجازات رائعة حتى حاز الكثير منهم على جوائز عالمية, فقد أجمع المؤرخون على أن نيوتن الذي صاغ قوانين الحركة وقانون الجذب العام التي سيطرت على رؤية العلماء كان يعاني من صفات توحدية، فقد كان لا يستطيع التأقلم مع الناس، يتكلم قليلًا، عكر المزاج مع أصدقائه القليلين المقربين له، وكان لديه صعوبة في التواصل مع الآخرين، نيوتن كان ينهمك في عمله حتى يكاد ينسى الأكل .

لا شك أن قطاع غزة بات يشكو من أزمات صحية عديدة  , ما بعد العدوان الأخير على القطاع , إلى أن وصل به الحال بتزايد مصابين ذوو مرض التوحد  , وتذمرذويهم من غياب دور المراكز الصحية والتربوية المتخصصة لرعايتهم , عدا عن وجود مراكز حكومية تهتم لشؤونهم , أطفال التوحد  بغزة يعيشون معاناة مؤلمة في ظل الحصار , وأصبح العديد يتسائل حول امكانية العلاج وطرق التأهيل البديلة ..
كيف استقبلت "أم فارس" مرض طفلها  .. وهل كان هناك علاج ..؟

كاميرا "دنيا الوطن" أجابت خلال التقريرالتالي ..

بين معاناة المرض والأمل في الشفاء

ارتسمت الثقة واضحة على وجه الأربعينة "أم فارس" بعد معاناة دامت لسنوات وهي تحاول الوصول لشتى السبل التي تمنح طفلها العلاج من باب إيمانها أن لكل داء دواء , تلك المرأة الصابرة والمثقفة والتي كانت مثالا لمن يزرع الأمل في نفوس كل والدة طفل كقصة نجاح لها ,  والدة الطفل "فارس" تحدثت لمراسلة "دنيا الوطن" قائلة :"مررت بأوقات صعبة للغاية , كنت دائما على أمل أن الله سيشفي طفلي فارس وأنه من الأذكياء الذين يتقدمون بسرعة فى التعلم والحركة ,  كان من أول التحديات أو الصعوبات البيئة حولى فقد كانوا ينظرون لطفلي بأنه مجنون أو مختل عقليا ذلك شعور كان يكسر قلبي بكل معنى الكلمة , ولم يكن هناك أحد يصدق أملى وشعورى بأن ابني سوف يشفى بإذن الله , كنت وقتها قادرة على فعل أى شي حتى أنهي تلك المعاناة التي أصيب بها ابني وأصابتني بالأرق لسنوات , أما الصعوبات الأخرى كانت فى تعجيز الأطباء فى قطاع غزة لحالة ابني وانه لا يمكن علاجه خاصة هنا فى القطاع , ولكن كانت هناك أيدي عون من بعض الأطباء في غزة كان لهم الفضل بعد الله في معرفة كل ما علي فعله لأنقذ طفلي , ومعرفة ودراية شاملة عن المرض ."

صعوبات وشفاء

تابعت :" كان من الصعوبات التي كنت اواجها فى البداية المبالغ المباهضة التي كانت تُطلب من مراكز التأهيل آنذاك , فكانت عبىء ومصروف آخر , تابعت مع أطباء خارج القطاع وداخله , وعرفت أن هناك علاج فى دول أوروبية لمرض التوحد , عانيت ومررت بصعوبات وتحديات كبيرة حتى أستطعت جلب هذا العلاج لمعالجة طفلي على مدى جرعات في أوقات محددة , والحمدلله الآن بفضل الله طفلي أصبح معافى من المرض , وما ينقصني هو التأهيل ."

أردفت :" لقد تم علاج فارس في عمان باشراف الطبيب المختص بالتوحد " المومني" وتم جلب الدواء عن طريقه الى غزه ,  فارس استفاد على العلاج بشكل ممتاز وحاليا ينقصه العلاج التدريبي الذي تفتقده غزه برغم وجود مراكز كثيره لكنها تنقص التاهيل والاخصائين وعدم القدره على التعامل مع اطفال التوحد  , استفادة ابني فارس في علاج النطق كان عند المدربه علاء الصوص بشكل ممتاز ."

مناشدة

كأى أم عانت , وباسم كل أم تعاني لا بد أن تقدم مناشداتها لأصحاب الاختصاص وأحيانا للدولة أجمع ..

"أم فارس" تناشد وزارة التربية والتعليم وجميع المسئولين النظر في ملف مرضى التوحد , وفتح مراكز علاجية وتأهيلية لهم , معللة ذلك بإمكانية دمجهم فى التعليم .

بكل أمل ختمت حديثها بقصص العلماء الذي أصابهم المرض وكانوا نافعين لبلادهم ولكل العالم , ما يعني أن مريضي التوحد هم ثمار يجيد العمل على استثمارهم كثمرة نجاح فى القطاع وفلسطين عامة .

امكانيات محدودة .. وعجز بالعلاج

يصف البعض التوحد بأنه "طيف التوحد" وليس مرض التوحد ومن هنا فالتعبير عن إعاقة التوحد يجب أن يكون بسمات أدبية تجمع بين الحس المرهف والفكاهة والمرح والتأصيل العلمي لما يكتب .

"مرض التوحد هو مرض قديم حديث أول حالة اكتشفت في 43 وازاداد  ظهوره في الاونة الاخيرة بعد العدوان الإسرائيلي عام 2008  الاعاقات بشكل اكثر , وهو مرض عصبي يصيب الدماغ كما يعتبر نواقل عصبية موجودة في الجهة الأمامية من الدماغ وهى تفرغ في النواقل  العصبية وتؤثر في ثلاث نواحي الناحية الاسرية والاجتماعية والتواصل الاسري ,  ما يعني أن  طفل التوحد ى هو عبارة عن ثلاثي الاعاقة اسري حيث لا يختلط  الا مع الام فقط دائما لعبه لوحده منعزل من الناحية الاجتماعية ليس لديه اختلاط ولا اصدقاء ومن ناحية أخرى ضعف التواصل البصرى يبقى الطفل عندما تحادثه لا يركز بالنظر على من يحادثه,  هذه هي الاعاقة الثلاثية له ومرض التوحد اسبابه كثيرة وراثية بيئية اسرية  جينية تغير في الهرمونات خاصة عندما تتعرض المرأة للضغوطات في فترة الحمل الاولى وهي أسباب افتراضية وليس هناك سبب رئيسي لهذا المرض بشكل عام " , قال الدكتور "ايهاب موسي" أخصائي العصبية وتشنجات الاطفال بمدينة غزة .

هناك أبحاث أكدت على إمكانية علاج مرض التوحد من خلال ترتيب النواقل العصبية  بالدماغ واتحاده  وانصهار بعض المعادن  الثقيلة متل الزئبق والرصاص والالمونيوم والفسفور وكله موجودة بالدم , كما يوجد عدد من  الفطريات والديدان بشكل اكثر والدورة المخية مصابه وتكون صعبة وملوثه لدى مرضى التوحد.

 أكد د. موسى على أهمية العلاج بالأكسجين , مشيرا إلى استخدامه منذ 4 أعوام كأكسجين عالي الضغط في المرحلة الاخيرة والتي تعمل على توحد المعادن الثقيلة  في جسم الطفل بزيادة نسبة الأكسجين عالي الضغط كما يوحد النواقل العصبية ويعمل علي انصهار المعادن الثقيلة .

في حين بيَن أن كل الحالات لها علاج  مثالا لحالة الطفل فارس , مؤكدا على عدم وجود  احصائيات  ثابتة فهناك مستوى احصائي يصل لـ  15 الف حالة مريضة بالتوحد ,  ولكن على اذاعة الاقصى أثبتوا أن هناك 21 الف حالة  .

وعن دور مؤسسات المراكز يشير د. موسى إلى أن هناك حالات يتم تحويلها من مؤسسة بفلسطين للعلاج  وأن هناك مؤسسات تعالج الحالة فى مراحل تأهيل وسلوكية وتوعية الاسرة لنظام الحمية الغذائية  التي يجب أن يحظى بها المريض , مشددا على ضرورة أن يكون هناك تربية خاصة لمرضي التوحد , ولكن الامكانيات فى القطاع محدودة وهناك عجز في بعض العلاجات .

يوصي د.موسى ضرورة الوقوف أمام مراكز التأهيل التي تحتكر أطفال ذوي التوحد بطلب مبالغ باهضة قد تصل إلى 500 دولار في كل شهر وهى مشكلة  , ويشجع ان يكون هناك مراكز تعمل بمصداقية فهناك قدرات موجودة , وتحتاج من وزارة الصحة التنفيذ  .


 


التعليقات