محمد حجازي يروي تفاصيل رحلته مع الزعيم الفلسطيني صلاح خلف أبو إياد

محمد حجازي يروي تفاصيل رحلته مع الزعيم الفلسطيني صلاح خلف أبو إياد
خاص دنيا الوطن
روي محمد حجازي أحد المقربين من القيادي السابق وأحد رموز الثورة الفلسطينية في حركة فتح صلاح خلف تفاصيل رحلته معه ومعايشته له خلال السنوات التي رافقه بها من عمر الثورة الفلسطينية. 

وذكر حجازي أن القيادة الفلسطينية أمثال أبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد وغيرهم كانت تعتبر من الشخصيات التي يحلم أي فلسطيني بمقابلتهم ولقائهم وكانوا مقدسين بالنسبة لنا لدروهم النضالي. 

وأضاف:" شاءت الأقدار أن أعمل تحت قيادة الزعيم أبي إياد الذي كان يمتلك أفكارا سياسية خاصة وكان قدوة يتعلم منها وهو من أسس جهاز الأمن الموحد وكان بالنسبة له سياسة دولية". 

وأكد حجازي على أن أبو إياد كان يرفض أي محاولة اعتداء أو هجوم على الشعب الفلسطيني من أي جهة كانت وكان يتمتع بالحذر الأمني وكان يطالب بمحاسبة كل من يحاول أن يهاجم الشعب الفلسطيني. 

ويتابع:" كان هو صاحب فكرة تسيس البندقية ونشر فكرتها وتعريف العالم بمن هم يحملونها، وكنت أعمل معه في الجهاز الأمني في بيروت ومن هناك بدأنا الكفاح المسلح ولم يكن الجهاز أمني بل كان مؤمناً بالثورة وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح". وأوضح أنه كان يلتقى بشكل دائم مع عناصره في الجهاز ويقوم بتوجهيهم ووضع كافة النصائح الأمنية وكان يعملاً جاهداً للكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي وكان مؤمناً بأنه لا سبيل إلا بفرض تسيس البندقية. وبين أن تأسيس حركة أيلول الأول كانت للرد على كل المعتدين على الشعب الفلسطيني وليست أعمالاً إرهابية التي كان يرفضها أبو إياد وكان يؤمن بالأعمال التى ترهب الاحتلال الإسرائيلي. 

ولفت إلى العلاقات الطيبة التي كان يتمتع بها أبو إياد مع الاشتراكيين والاتحاد السوفيتي وعلاقات مع الدول العربية وبشكل خاص مع دولة الكويت وجمهورية مصر العربية والتي كانت وسيلة لخدمة الشعب الفلسطيني. 

واستطرد:" أبو إياد كان حنون جداً على أسر الشهداء وكان يطلب من المسئول المالي في الجهاز الأمني زيارة أسر الشهداء وتفقدهم وتوزيع الهدايا عليهم ومن ثم كان يعتنى بأبناء المناضلين كالمتفوقين وغيرهم". 

وأشار إلى أنه كان يمنح المتفوقين منهم منح دراسية مقدمة من الاتحاد الاشتراكي والاتحاد السوفيتي من خلال علاقاته الجيدة معهم. 

واستطرد بالقول:" وجوده كان ينسى المناضلين ومرافقيه الموت وأذكر جيداً الاعتداء الإسرائيلي على لبنان عام 1982 حينما رفض التصوير مع صحافة فرنسية وهو يحمل البندقية واكتفى بالقول أنه ليس ممثلاً بل قيادياً". 

ومن المواقف التي لا ينساها مع أبي إياد علق قائلاً:" بعد الانشقاق كنت معه والتقينا مع أبو موسى وفي وفد رسمي في برلين بألمانيا وقال له المسئول المالي بالجهاز أعطني قرار حتى أشطب المنشقين من الرواتب فرفض وقال أنه لايمكن محاربة الناس بلقمة عيشهم". 

ولفت حجازي إلى أن خلف استغل العلاقات الأمنية وحولها إلى علاقات دبلوماسية تخدم القضية والشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنه حينما احتلت العراق الكويت رفض الموقف الرسمي ودعا حينها إلى احترام الكويت التي احتضنت حركة فتح. 

ونوه إلى أنه كان دائماً ما يحرص على وحدة حركة فتح والصف الفلسطيني والجهود التي بذلها في مؤتمر حركة فتح الخامس الذي عقد في تونس والذي حاول جاهداً فيه إلا الحفاظ على الحركة من الانشقاق. وبين حجازي أن استشهاد أبو إياد شكل صدمة لكل من عايشه وأحبوه في ظل استمرار رحلة البحث عن كيفية اغتياله، مطالباً الجميع أن يقف التحقيق ومعرفة جذور هذه العملية التي وقف ورءاها أحد المنشقين أبو نضال عن الحركة. 

وعن المقولات الأكثر تأثيراً عدد قائلاً:" تسيس البندقية، حركة فتح حركة جماهيرية وحركة فتح تضم المسيحي والمسلم والإخواني وكل من له مصلحة في تحرير فلسطيني هو ابن فتح، يجب العمل دائماً على حماية الشعب الفلسطيني".

وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان من المقربين من أبو إياد ولم يختلف مع الزعيم الراحل ياسر عرفات وكانت هناك اختلاف في وجهات النظر إلا أنه كان يجمع وجهات النظر بينهم جميعاً. 

وبين أنه لم يختلف مع أبو مازن كثيراً وكانوا شركاء وأبو إياد لم يكن إلا متطرفاً من أجل القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أنه كان حريص على وجود أجنحة سياسية وعسكرية تخدم الشعب الفلسطيني. 

وأضاف:" لو كان أبو إياد موجوداً لكن يحمل أفكاراً ولا يختلف كثيراً عن الأخوة أبو عمار وأبو مازن كثيراً". ويستذكر أجمل المواقف التي قضاها رفقة أبو إياد بالقول:" أجمل المواقف كانت حينما يأتي أحد الشباب يريد الزواج وكان يدعمه ويشجعه للزواج ويدعمه ويبدي استعداده للخطوبة له ولا يتردد في احتفال أي كادر من كوادره بالزفاف". 

وأوضح أنه كان قريب جداً من الكادر الفتحاوي والفلسطيني وكان قريباً من الجبهة الشعبية والديمقراطية وغيرها من الفصائل الفلسطينية وكان مرحاً ويسهر مع الصحفيين لساعات باكرة. 

وتابع:" من المواقف التي لا ننساها كنا نجلس بجاور وهاتف الزعيم الراحل معمر القذافي الذي لم يصدق حينها أن صلاح خلف أبو إياد من يهاتفه بفعل التوتر الذي كان حاصلاً في العلاقات مع ليبيا وطلب حينها القذافي منه أن يقسم يمنياً أنه مع يتحدث معه".

ويذكر أن صلاح خلف اسمه الحركي أبو إياد، هو سياسي فلسطيني بارز، من مؤسسي حركة تحرير فلسطين،و هو قائد الأجهزة الأمنية الخاصة لمنظمة التحرير وحركة فتح لفترة طويلة، أشيع أنه زعيم منظمة أيلول الأسود.

التعليقات