"فريق الإرادة" اسمٌ على مُسمى

"فريق الإرادة" اسمٌ على مُسمى
رفح – خاص دنيا الوطن – محمد جربوع

تصوير – عبد الرؤوف شعت

ينظر المجتمع إلى الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة نظرة تجعلهم يشعرون بالنقص عن غيرهم وتدفعهم للعزوف عن المشاركة والانخراط مع الآخرين، بسبب تلك النظرة المُجحفة بحقهم.

لكن فريق الإرادة تحدي تلك النظرة والكلمات والعبارات التي تُحكى عليهم، وقاموا بتشكيل فريق من الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة ليثبوا للمجتمع أنهم قادرين على تخطي اعاقتهم، ولديهم القدرة على الانخراط في المجتمع كباقي الأشخاص.

ويتكون فريق الإرادة من 20 لاعب جُلهم من مصابي العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صيف عام 2014، فنهم من بترت ساقه، والآخر ساقيه الاثنتين وكذلك منهم من فقد احدى عينيه بسبب القصف العشوائي خلال العدوان الإسرائيلي.

تحدي وإصرار

أحد أعضاء الفريق المصاب حمادة ضهير المبتور ساقه، قال :"انتميت لهذا الفريق لكي أمارس رياضة كرة السلة التي أحبها، ولكي اتحدى اعاقتي التي جعلت المجتمع ينظر إلى بنظرة مختلفة، لذلك أنا اليوم أتمرن وامارس هوايتي المفضلة لأثبت للجميع أن الاعاقة هي اعاقة العقل وليس الجسم."

وأضاف وهو يجلس على كُرسيه المُتحرك ومن خلفه زملاءه يتدربون على نقل الكرة فيما بينهم "شعوري بالوحدة والنقص عن الأشخاص الآخرين، دفعني للمشاركة في تشكيل هذا الفريق المكون من الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين بترت أطرافهم خلال العدوان الأخير على القطاع."

وتابع ضهير لـ مراسل "دنيا الوطن" الذي بُترت ساقه بقصف من طائرة استطلاع إسرائيلية خلال العدوان الأخير على القطاع :"أطمح للوصول إلى مراتب متقدمة برفقة الفريق، لرفع اسم فلسطين في كافة المحافل، لكي تعلم الشعوب ما هي حجم المعاناة التي يعانيها المواطنين في قطاع غزة، ذلك من خلال حالتنا."

ذات المشهد يتكرر مع زميل ضهير في الفريق اللاعب أحمد النجار الذي بُترت ساقه هو الآخر خلال العدوان الأخير على القطاع، قال :"قررت المشاركة في الفريق، للوصول إلى مراتب متقدمة ولكسر كلمة معاق التي ينظر إلينا المجتمع بها."

وأردف "أنه لا يعتبر نفسه من الاشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة، بسبب عزيمته واصراره على تحدي اعاقته التي أجلسته على كرسي مُتحرك."

ويعتبر فريق الإدارة المكون من الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة رفح جنوبي قطاع غزة، هو الفريق الأول الذي يجمع مثل تلك الأشخاص، ورُغم حداثته إلا أنهم شاركوا ببطولات وحصلوا على مراكز متقدمة.

الفريق الأول برفح

بدروه، أكد مدرب الفريق الكابتن محمد شحادة أن نادي الإرادة تشكل قبل شهرين، وجميع أعضاء الفريق هم من مصابي العدوان الأخير على قطاع غزة، وجُلهم بترت أطرافهم، وهو الفريق الأول والوحيد برفح.

وأوضح لـ مراسل "دنيا الوطن" شُكل الفريق لأن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة المشاركين فيه، يرغبون في الخروج عن واقعهم الذي وضعهم به المجتمع، كذلك للخروج من منظومة الإعاقة التي وجدوا أنفسهم بها."

وبين شحادة الذي يذخر من وقته لجعلهم أبطال ينافسون من أجل وطنهم، أن ثمة صعوبات واجهة أعضاء الفريق بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في القطاع تزامنا مع الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من 10 سنوات، لكنهم تخطوا أغلب تلك الصعوبات وواصلو طريقهم من أجل رفع اسم فلسطين في المحافل الدولية."

وأشار إلى أنه رغم حداثة انشاء الفريق إلا أنهم شاركوا في عدة بطولات بقطاع غزة، وحصل الفريق على المركز الثالث برياضة كرة السلة التي شُكل من أجلها، منوها إلى أن الفريق يُملك امكانيات أخري مثل السباق حيث حصلوا على المرتبة الثانية في مارثون رياضي."

وطالب شحادة المجتمع والجهات المسؤولة بضرورة النظر إلى تلك المواهب ودعهما لكي تتمكن مواصلة طريقها التي شُكلت من أجله، مبينًا أنهم يعانون خلال التدريبات من عدم توفر مكان دائم يخصهم.

ويتمنى أعضاء الفريق الحصول على مكان خاص بهم للتدريب ويكون مؤهلاً لممارسة رياضة كرة السلة التي تعتبر من أهم الرياضات في قطاع غزة، لكى يتمكنوا من المنافسة ورفع اسم فلسطين في المحافل.