"تصريح وزيارة" كادت تُطيح بالعلاقات مع السعودية : أموال إيران تُثير أزمة فلسطينية داخلية

"تصريح وزيارة" كادت تُطيح بالعلاقات مع السعودية : أموال إيران تُثير أزمة فلسطينية داخلية
خاص دنيا الوطن

أثار اعلان السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي خلال مؤتمر صحافي عقده في بيروت، الأربعاء الماضي عن تقديم دعم مالي لعوائل شهداء وأصحاب البيوت المهدمة خلال انتفاضة القدس المندلعة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والشباب الفلسطيني منذ 150 يوم، أزمة فلسطينية داخلية.

 فبعد ذلك الإعلان شهدت الساحة الفلسطينية جدلاً كبيرًا وواسعًا، حيث خرجت عدة تصريحات عن الفصائل الفلسطينية وعدد من الشخصيات الوازنة والاعتبارية، حول تلك الموضوع تُثير الجدل.

الأكثر تبايناً كانت تصريحات عباس زكي التي أحرجت القيادة الفلسطينية التي تؤكد دوماً وفي كل شاردة وواردة دعمها للاجراءات السعودية الأخيرة وانضمامها الى التحالف الاسلامي الذي اعلنته الاخيرة مؤخراً فبعد زيارة عباس زكي الى ايران والهجوم الذي حظيت به الزيارة من قبل الصحافة السعودية واعتذار الرئاسة الفلسطينية عن ذلك في اتصالات على مستوى عال خرج عباس زكي المعروف بقربه من المحور السوري الايراني ليشكر الجمهورية الاسلامية على تبرعها لاسر الشهداء ويؤكد ان ايران تشاورت معهم في ذلك .

التصريحات والزيارة الاخيرة لعباس زكي وصفها بعض المراقبون بأنها كادت تطيح بالعلاقات مع السعودية لذلك كان بيان الرئاسة الفلسطينية الغاضب .

وقررت دول الخليج طرد العاملين اللبنانيين من دولها ممن يؤيدون حزب الله ومواقفه , وهو ما تخشى القيادة الفلسطينية تكراره مع الجاليات الفلسطينية هناك .

في التقرير التالي نرصد أهم التفاعلات مع الأموال الايرانية التي لم يُحدد موعد لوصولها أصلاً !!!


 الرئاسة الفلسطينية

تعقيباً على ما ورد على لسان مساعد رئيس مجلس الشورى الايراني، حول الأموال، والتي تقوم ايران بإرسالها عبر طرق غير مشروعة، حيث كشف حسين شيخ الإسلام أن طهران ستدخل الأموال عبر طرقها الخاصة، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينه إنه كان من الأجدى أن ترسل إيران الأموال بشكل رسمي إلى مؤسسة الشهداء والأسرى والتي تقوم بواجباتها نحو أبطال فلسطين وعائلاتهم بدل اللجوء إلى طرق ملتوية ووسائل غير مشروعة.

ووصف الناطق الرسمي تصريحات المسؤول الإيراني بأنها غير مقبولة ومرفوضة وهي ليست تجاوزاً للشرعية الفلسطينية فقط، بل تعتبر خرقا لكل القوانين بما فيها القانون الدولي الذي ينظم العلاقات بين الدول، كما أنها تعتبر تدخلاً مرفوضاً في الشؤون الداخلية الفلسطينية والعربية.

 وأضاف أن هذه التصريحات لا تخدم النضال الفلسطيني في معركته ضد الاحتلال، وفي نضاله نحو الحفاظ على القدس والمقدسات.

 حركة فتح

أكد عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، اليوم (السبت)، على ترحيب حركته بالدعم المالي الذي ستقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأسر الشهداء الذين سقطوا خلال "انتفاضة القدس".

وقال زكي في تصريحات إعلامية: "أبلغونا (إيران) خلال زيارتنا الأخيرة إلى طهران بأنه تم التكفل بأسر شهداء انتفاضة القدس و إعمار البيوت التي دمرتها إسرائيل"، مشيراً إلى أنه خلال الزيارة جرى الاتفاق على أن تحدد آلية توزيع الأموال فيما بعد.
وأضاف "بعد ذلك التقت القيادة الإيرانية بكافة الفصائل الفلسطينية في لبنان وهي (الجبهة الديمقراطية، الشعبية، القيادة العامة، حماس، والجهاد الإسلامي ...)، مشيراً إلى أن حركة فتح لم تكن حاضرة خلال هذا الاجتماع.

وتابع زكي "نحن تفاجأنا بوضع هذه الآلية مع الفصائل بدون علمنا (...) لم نطلع على الآلية ولم نشارك في اجتماع بيروت الذي تم فيه وضع تلك الآلية لتوزيع هذه المبالغ للشهداء".

لكن سرعان ما خرجت الرئاسة الفلسطينية بصريح صحفي، مغاير لما قاله عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حيث قالت إن :"عباس زكي لا يمثل إلا نفسه، ولا يمثل منظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الوطنية فيما يتعلق بتصريحاته حول دعم إيران لأسر شهداء انتفاضة القدس."

يرد عباس زكي قائلاً :":"  إن الشعب الفلسطيني بحاجة الى من يدعمه، مشددًا على أهمية الوصول الى تحقيق وحدة بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية لخدمة الناس"

وقال : "يشرفني أن أمثل نفسي لخدمة أبناء شعبي، وتقديم يد العون لهم".

حركة حماس

بدوره، ثمن القيادي البارز وأحد مؤسسي حركة حماس وعضو مكتبها السياسي الدكتور محمود الزهار، دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية المقدم إلى أسر شهداء انتفاضة القدس والعوائل التي دمر الاحتلال منازلها.

وأكد أن هذا العمل سوف يدعم انتفاضة القدس ضد الاحتلال الإسرائيلي، ويخفف من ألام الشعب الفلسطيني بحجم الاعتداءات الصهيونية المتكررة منذ عام 2006 إلى الآن ".

 وقال الزهار في تصريح صحفي :"إن هذا الدعم مقدر ومحترم ونشجع على تنفيذه، بعدل وإنصاف دون التمییز بین فصیل وفصیل آخر.

وحول رسالة حماس إلى باقي الدول لدعم صمود الشعب الفلسطيني، قال :" للأسف الشدید معظم الدول العربیة لا تقدم شیء ، لکن شعوب الأمة تقدم ما تستطیع ان تقدمة".

وأضاف الزهار "الحصار المفروض على قطاع غزة یمنع وصول المساعدات، وحماس تعمل عبر جهات عدة لتفعیل قوافل الدعم لتخفیف الحصار ورفعه عن الشعب الفلسطینی" قائلاً "إن قطاع غزة منکوب بفعل الحصار والحروب المتکررة."

الجهاد الإسلامي

من جانبه، شكر ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي الجمهورية الاسلامية الايرانية على دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني وقضيته على المستويات كافة.

 وبين في تصريحات صحفية أن هذه المساعدات تقدمها ايران في وقت ترك العالم وعلى رأسهم العرب الشعب الفلسطيني لمصيره مع الاحتلال في حين يجب ايلاء القضية الفلسطينية اولوية من قبل كل الدول العربية. 

الجبهة الشعبية

عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول ثمّن المساعدات الايرانية ما يشكل سندا حقيقيا للشعب الفلسطيني واسر الشهداء، معتبراً أن رسالة إيران اليوم نقيضة لبعض السياسات العربية التي تسعى للتطبيع مع اسرائيل وتحاول الغاء القضية الفلسطينية. 

حركة الصابرين

بدورها، حركة الصابرين الفلسطينية أشادت بدور الجمهورية الإسلامية المتواصل في دعم صمود الشعب الفلسطيني، واعتبرت أن الدعم المالي لعوائل شهداء انتفاضة القدس يأتي انسجاماً مع مسيرة احتضان إيران للقضية الفلسطينية منذ انتصار الثورة الإسلامية.

تفاصيل الأموال الإعلامية :

يذكر أن فتحعلي السفير الإيراني في لبنان أكد أن إيران ستقدم مساهمة مالية لكل عائلة شهيد من شهداء الانتفاضة في القدس تقدر بسبعة آلاف دولار، و30 ألف دولار لكل أسرة هدم الاحتلال منزلها في انتفاضة القدس. 

وأوضح أن تنفيذ إعلان طهران لدعم انتفاضة القدس، مع تصاعد وتيرة انتفاضة الشعب الفلسطيني في القدس الشريف وارتكاب الاحتلال الجرائم بحقه، مجددا "الدعوة الى الأمة الاسلامية والعربية للتوحد حول قضية الأمة العربية والمركزية فلسطين".