"أسماء" كفيفة تتحدي إعاقتها وتحصد المركز الأول بجدارة

"أسماء" كفيفة تتحدي إعاقتها وتحصد المركز الأول بجدارة
رفح – خاص دنيا الوطن – محمد جربوع
تصوير – عبد الرؤوف شعت
جلست الطالبة أسماء أبو هلال (17 عامًا) داخل غرفتها الصغيرة، وأمامها طاولة خشبية وضعت عليها الآلة الكتابة الخاصة بها، تسمع ما يتم قراءته من والدتها لتقوم بكتابته بطريقة المكفوفين، لكي تتمكن من مراجعة دروسها للاستمرار في حصد المراكز الأولي كما تعودت.

بشغف كبير وبإصرار واضح كأشعة الشمس، تقوم أسماء الكفيفة بقراءة ومراجعة دروسها داخل غرفتها، بمساعدة والدتها وذلك بسبب حبها للعلم والارتقاء بوطنها ونفسها وبعائلتها، بحسب ما قالت لـ مراسل "دنيا الوطن".

يشعر الجالس مع تلك الفتاة التي تتحلى بالصبر الجميل طوال فترة علاجها، بسعة صدرها وقوة ملاحظتها التي جعلتها تتفوق وتتحدي اعاقتها والوصول إلى المركز الأول بجدارة خلال مراحل تعليمها، التي تنقلت بها بين أكناف مدارس رفح.

وتقول أبو هلال التي تقطن بمنطقة حي الجنينة شرقي محافظة رفح جنوب قطاع غزة :"بعد انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة، كنت في الصف العاشر الذي تخوفت منه بشكل كبير، بسبب تغيير بعض المواد العلمية وهذا ما لم تعتاد عليه، لكن رغم تلك التحديات التي واجهتني إلا أنني استطعت المحافظة على ذات اللقب والحصول على المرتبة الأولى."

وتضيف لـ مراسل "دنيا الوطن" والسعادة تبدو واضحة من ملامح وجهها "أقوم بتحضير دروسي في المنزل بمساعدة والدتي التي لم تغفل عني لو لحظة، هذا الشيء يساعدني على الوصول إلى المراتب الأولي، وكذلك التركيز خلال شرح الدروس في المدرسة التي أدرس بها."

وتابعت أبو هلال المتفوقة وهي تجلس بجوار والدتها :"النموذج الذي أنا به يثبت للعالم أن قطاع غزة يحتوي على مواهب كثيرة وأن الاعاقة ليست اعاقة الجسم، إنما هي إعاقة العقل والفكر"، موجهةً رسالة لمن هم مثل حالتها أن يستمروا في مواصلة مسيرتهم وتحدي كافة الظروف من أجل الوصول إلى ما يسمون إليه.

وشكرت المتفوقة أهلها الذين يسعون طوال الوقت لتوفير كافة احتياجاتها ومستلزماتها، وكذلك مدرستها ومدرساتها وكل من ساهم في وصولها إلى تلك المراتب المتقدمة.

تشجيع الأسرة

بدورها، قالت والدة الطالبة أسماء، أنها تحاول قدر الامكان توفير الأجواء المناسبة لابنتها كي تتمكن مواصلة دراستها بشكل سليم كما اعتادت عليه منذ طفولتها، لتصل إلى ما تسمو إليه بحصد مراكز متوفقة لتنفع به وطنها ودينها.

ومضت بالقول :"في أوقات دراستها واختباراتها أقف بجانبها، حتى أنني في بعض الأحيان أقوم بإلغاء أمور هامة في حياتنا من أجلها، لنقدم لها كل ما نملك لإسعادها."

وبينت أبو هلال أنها ابنتها هي النور الذي تمشي به بين المواطنين، فهي تفتخر بانها انجبت طفلة مثل المتوفقة اسماء، فالجميع يتمني أن يصل إلى ما وصلت إليه ابنتي المتفوقة.

وأشارت إلى أنها لم تواجه صعوبات خلال تعليم ابنتها، فهي ذكية بشكل كبير كذلك مميزة عن غيرها، وتحاول قدر الإمكان أن تثبت لنا لا ينقصها شيء عن غيرها من الطالبات.