الشهيد بهاء عليان يبعث من جديد في غزة

الشهيد بهاء عليان يبعث من جديد في غزة
غزة - دنيا الوطن - محمد الغوراني 
قبل نحو عامين، وضع الشهيد بهاء عليان (22 عامًا) بصمته بالمشاركة في تنظيم فعالية "أطول سلسلة قراء حول أسوار القدس"، وفي مطلع انتفاضة القدس كان له بصمة أخرى بعملية نفّذها مع الأسير بلال غنام، رحل بهاء، لكن فكرته ما رحلت، فقد تبنّاها شبان آخرون في الخليل تعهدوا بمواصلة ما بدأه بهاء، فنفذوا فعالية مشابهة.

بعد أشهر قليلة أحيت الفكرة فتيات غزّيات بإطلاق "سلسلة القارئ الفلسطيني" المقرر تنظيمها في الثالث من مارس المقبل في ميناء غزة، ليجمعن من خلال هذه الفعالية بين مواصلة حلم الشهيد، وبين المساهمة في تعزيز فكرة القراءة، وليقلن للعالم إن "أمة اقرأ" يجب أن تقاوم بالقراءة كمقاومتها بالسلاح.

الفعالية تنفذها ثلاث صديقات جمعتهن اهتمامات مشتركة، فقررن أن يقدّمن عملًا يساهمن من خلاله في مواصلة حلم الشهيد عليّان من جهة، وفي تعزيز القراءة من جهة أخرى، وهن الناشطة مجدولين حسنة، وطالبة الحقوق مجد بدير، بالإضافة إلى لينا إسليم، العمر (16 عامًا) الطالبة في الصف الحادي عشر.

وقالت بدير": "نحن ثلاث إناث تجمعنا الرغبة في تقديم شيء وطني بالدرجة الأولى، ووجدنا أننا نستطيع أن نلفت النظر لأهمية القراءة، لأن ثلاثتنا مهتمات بها، وكانت فكرة السلسلة تجمع بين الوطن والقراءة، ما ولّد رغبة في داخلنا لتطبيقها لضرب عصفورين بحجر".

 وأضافت: "كانت الفعالية فكرة إحدانا، وقمنا بتطبيقها عمليًا، استعنا بأصدقاء لنا ساعدونا بنشر الفكرة، ولم نفكر بالتعاون مع أي جهة، حتى لا نُحسب على توجه معيّن، فقد أردنا أن تكون الفعالية شعبية بحتة".

وتابعت بدير: "المغزى من السلسلة هو تحقيق حلم شهيد بالدرجة الأولى، وحتى لا يكون الشهيد مجرد رقم، وتعزيز مبدأ القراءة بالدرجة الثانية، فكيف لا نقرأ ونحن أمة اقرأ". 

وواصلت حديثها قائلةً: "أردنا أن نقول من خلال هذه السلسلة إن المقاومة لا تكون مقاومة سلاح فقط، ونحاول أن نشجّع من خلالها على القراءة وأن نسلّط الضوء على أهمية وجود مكتبات عامة في غزّة تحمل أنواعًا مختلفة من الكتب لتغذية العقول".

وأطلقت الفتيات الأحد الماضي، دعوة على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) لجمع أكبر عدد من المشاركين في هذه السلسلة، وفوجئن بعدد من ينوون المشاركة حيث وصل إلى نحو 7500 شخص في يوم واحد.

وقالت بدير في ذلك: "الفعالية لن تقتصر على القراءة فقط، بل سنضيف إليها فقرات أخرى، هي كلمة افتتاحية للتعريف بالفعالية، ووقفة لتحية العلم، وفقرة للرسم بالرمل ينفذها الفنان أسامة سبيتة، والرسم بالفحم للفنان قصي الحلو، ومفاجأة سنحتفظ بها ليوم الفعالية".

وعن اختيار ميناء غزة لتنفيذ الفعالية، قالت: "هو مكان معروف لجميع الغزيّين، وواسع أيضًا بما يتناسب مع الحدث، إلى جانب أنه مكان نطمح أن يكون حلقة الوصل بيننا وبين العالم في ظل الحصار المفروض على القطاع".

وأضافت: "إن التفاعل كان أكبر من المتوقع، وحصلنا على الكثير من ردود الفعل الإيجابية، وما وجدناه من تفاعل غزّي كبير دفعنا لمواصلة العمل بعد انتهاء سلسلة الغد، وتواصلنا مع عدد من الأصدقاء في الداخل المحتل، وسنشاهد قريبًا سلسلة رابعة تكمل حلقات السلاسل وتجمع الوطن أجمع على تحقيق حلم الشهيد عليان".

وتابعت: "نفكر في تكرار الفعالية مجددًا، واتخاذ قرار بهذا الأمر سيكون بعد تقييمنا للفعالية ومدى نجاحها".

ولفتت بدير إلى أنها وزميلاتها واجهن مشكلة مادية لعدم وجود جهة مانحة، ما اضطرهن للاستغناء عن بعض الأفكار التي كنّ يرغبن في تنفيذها لتخفيف العبء.