د. صيدم .. النشيط الغائب

د. صيدم .. النشيط الغائب
 آيات يغمور   

من المعروف عن د. صبري صيدم، وزير التربية والتعليم العالي، النشاط الإعلامي المتميز، والحضور اللافت في مختلف الفعاليات والنشاطات ذات الصلة بالاتصالات وبتكنولوجيا المعلومات، وبالمبادرات الإبداعية الشبابية. وليس الأمر أي موضع للاستغراب، فهو الحاصل على شهادة الدكتوراة في الهندسة الكهربائية والإلكترونيات الدقيقة، مهتم بمتابعة هذا القطاع.  

د. صيدم، وعلى خلاف بقية الوزراء الحاليين في الحكومة السابعة عشر، إلا القلة القليلة منهم، يحب الكاميرا، صفحته الشخصية على الفيسبوك مليئة بالصور التي ترصد حركته وتحركاته. كما أنه يحب الظهور الإعلامي، فهو يعتبر ضيفاً أسبوعياً مميزاً في البرامج الصباحية عبر أثير إذاعتي أجيال ونساء FM، وكان يقدم برنامجاً قصيرا بعنوان "ومضة" عبر شاشة تلفزيون فلسطين.  

هو الوزير ذي الكاريزما والحضور الإعلامي القوي، فضلاً عن امتلاكه الملكة اللغوية التي تؤهله لنقل الأفكار بسلاسة وسهولة.

 وهو الوزير الشاب، الذي ظل يطلق عليه هذا اللقب على إثر توليه منصب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عام 2005 وكان عمره 33 عاماً حينها، إلى أن انتزع منه هذا اللقب وزير الثقافة الحالي إيهاب بسيسو، ليكون أصغر وزير في الحكومة الحالية سنا. 

طاقات لا تحل الأزمات 

مع ذلك، ومع كل تلك الطاقات، والمهارات اللغوية، إلا أن جميعها لم تفلح حتى الآن في إسعافه بإيجاد طرق إبداعية لحل الأزمة التي تعصف بوزارته للأسبوع الثاني على التوالي.

والمتابع لتصريحات د. صيدم، على اثر توقيع الاتفاق يوم الخميس الماضي 18 شباط 2016، يستطيع أن يلحظ نبرة التوجس والخيفة والحذر من استمرار المعلمين في إضرابهم. ففي لقائه عبر فضائية فلسطين في نفس يوم توقيع الاتفاق أكد مراراً على أهمية فك الإضراب، وأن عدم الالتزام بالدوام المدرسي يعني تمديد العام الدراسي، وتأجيل موعد عقد امتحانات التوجيهي.

وعلى ما يبدو فقد خاب ظن د. صيدم في نجاح اتفاقه مع اتحاد المعلمين، فعلى إثر توقيع الاتفاق، كتب مئات المعلمين، وعبر صفحاتهم الشخصية على الفيسبوك، أن الاتفاق غير منصف والاتحاد لا يمثلهم، مطلقين #مستمرون في إشارة إلى استمرارهم في الإضراب، وإعلانهم عن الاعتصام الكبير يوم الثلاثاء المقبل، وتوجيهم دعوة لحشد 50 ألف معلم للتظاهر أمام مجلس الوزراء في الموعد الأسبوعي لعقد جلسات الحكومة.

 غياب في وقت الأزمات 

اللافت للنظر، أن د. صبري صيدم يغيب عن مشهد الأزمات.

 ​ففي بداية الإضراب، ولوهلة ما كان المراقب للمشهد يظن أن د. صيدم غائب عن متابعة موضوع الإضراب، فقد كان مقلاً في الإدلاء بأية تصريحات إعلامية ذات صلة بموضوع إضراب المعلمين، على خلاف عادته. بل كان يضع رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله في صدارة مشهد الإضراب، تارة محذراً كما حدث في البيان الصحفي الذي تلاه في مستهل الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء التي عقدت بتاريخ 16 شباط 2016، والتي حذر فيها د. حمد الله من استمرار الإضراب، وتارة مهللاً لإنجاز د. الحمد الله في التوصل لـ "اتفاق تاريخي" مع المعلمين، وذلك بحسب ما أشار في تصريحاته لفضائية فلسطين، مقدماً نفسه بمثابة الرجل الثاني في مسألة حل الإضراب.  

 
وفي حادثة سابقة، عندما احتج المواطنون على تصريحات مديرعام الأبنية في وزارته بخصوص التدفئة في المدارس، صدر البيان الرسمي الوحيد بهذا الخصوص باسم السيد فخري الصفدي. 


وهو الأمر الذي يخالف أساسيات التعامل الحكومي مع الإعلام في وقت الأزمات، فحين تتحول قضية ما إلى قضية رأي عام، ويحتدم الجدل المجتمعي بشأنها، يفترض من قمة الهرم الوظيفي في الوزارة ذات الاختصاص، مخاطبة الإعلام ومتابعة حيثيات الموضوع وتوضيح موقف الوزارة، ووضع آليات للحل، أو في أضعف الإيمان أن يكون البيان الصادر عن الوزارة باسم وزير الاختصاص. 

غياب من نوع آخر 

أزمة المعلمين أيضا ألقت بظلالها على نشاطات أخرى للدكتور صبري صيدم، فكانت سببا في تغيبه عن إحدى الفعاليات التي كان من المفترض مشاركته فيها. 

فقد تغيب وزير التربية والتعليم صبري صيدم، عن حفل إطلاق جمعية المدربين الفلسطينيين صباح اليوم الأحد، والذي كان من المفترض به، وحسب البرنامج الذي تم توزيعه على الحضور، وتم الإعلان عنه في اليوم السابق أيضاً، أن يلقي خلاله كل من وزير التربية والتعليم ووزير العمل، مأمون أبو شهلا، كلمتين يفتتحان بها الفعالية. لكن عريف الحفل وأمين صندوق جمعية المدربين الفلسطينيين الجهة المنظمة للحفل بمناسبة انطلاقتها، اعتذر بالنيابة عن د. صيدم، الذي لم يتمكم من الحضور بسبب أزمة المعلمين التي تشهدها البلاد. 

عن الحدث