"سترة منزلية لغسيل الكلى" : ابتكار فلسطيني لطالبات الهندسة في الخليل

"سترة منزلية لغسيل الكلى" : ابتكار فلسطيني لطالبات الهندسة في الخليل
خاص دنيا الوطن - من بشار النجار

عندما يكون الإبداع والابتكار ليس له حدود، ولا تحده الإمكانيات ولا تبطله الصعاب، تكون النتيجة الأكيدة هي التمييز والاختلاف، من هنا كانت بداية المهندسات الشابات هيا سلهب وأنوار خريبة ورغدة الجعبري، ليبدأن العمل على تجسيد فكرة هدفها الأساس التخفيف من معاناة مرضى الكلى.

سنة كاملة تخللها تفكير وسهر دؤوب وتجارب عديدة انقسمت الى ستة أشهر نظرية وأخرى مثلها عملية لتكون النتيجة النهائية ابتكار جهاز طبي منزلي لغسيل "الكلى"، على شكل سترة يمكن للمريض أن يرتديها ويقوم بعملية الغسل دون الحاجة إلى الذهاب للمستشفى. 

السترة التي صنعتها المهندسات الثلاث الحاصلات على شهادة الهندسة الطبية من جامعة بوليتكنك بالخليل تتميز بأنها خفيفة الوزن وقليلة التكاليف ويمكنها أن تخفف من معاناة الكثيرين من المرضى الذين يتكبدون مرارة الانتظار لساعات طويلة من أجل العلاج داخل المستشفيات، علاوة على ذلك فهي سهلة التحكم ومزودة ببرمجة تمكن أي مريض من استخدامها بعد فترة بسيطة من التدريب.

وعن الفكرة الأساس تقول المهندسة هيا سلهب لدنيا الوطن أن هذه السترة جاءت بعد تدريب ميداني مكثف في مستشفى الخليل الحكومي وبإشراف مباشر من عميد الكلية الدكتور رمزي القواسمي، وتضيف سلهب أنه ومن خلال معاينة مرضى الكلى عن قرب ومع وجود عدد قليل من الأجهزة الطبية بالمقارنة مع أعداد المرضى، كانت فكرة هذه السترة بمثابة تحدي لنا كي نخرج بها بهدف تخفيف معاناة المرضى النفسة والزمنية، لان المريض يقضي فترة زمنية طويلة لإتمام جلسة الغسيل الي قد تستغرق في معظم الأحيان من 4 الى 5 ساعات وبمعدل 3 مرات أسبوعياً، كل ذلك وأكثر كان دافعاً قوياً كما تقول هيا لها ولزميلاتها للخروج بفكرة السترة.

وكما تقول سلهب لمراسل دنيا الوطن فقد أخذ بعين الاعتبار الصعوبات التي يعاني منها المرضى في الوصول الى المستشفى مثل حواجز الاحتلال والظروف الجوية الصعبة كالثلوج التي تعمل على اغلاق الطرق وتأخير وصول المريض للمستشفى مما يعرض حياته للخطر.

من جهته بين الدكتور رمزي القواسمي المشرف العام على المشروع أن الجهاز مزود بنظام انذار مرئي ومسموع في حال حدوث أي مشكلة يقوم بإصدار صوت لتنبيه المريض مع عرض رسالات تحذيريه عن وجود خلل ما والية التعامل معه ويضيف القواسمي أن أبرز ما يميز الابتكار سهولة الاستخدام وقلة التكاليف والتخفيف من النفايات الظبية التي تؤثر سلبا على البيئة وتكلف الحكومة مبالغ باهظه للتخلص منها، توفير وقت المريض وتوفير الراحة النفسية له، الحد من انتشار العدوى التي نتقل بين المرضى في المستشفيات فالجهاز لاستخدام شخصي فقط.

وعن المشاكل التي واجهها الفريق خلال عمله في ابتكار هذه السترة تقول رغدة الجعبري أن التجارب قابلة للنجاح أو الفشل ولكن الرهان لدينا كان أكبر، وكنا ندرك مدى قلة الامكانيات المتوفرة في فلسطين مع صعوبة توفير القطع الالكترونية اللازمة من الخارج بسبب المعيقات التي يضعها الاحتلال في استيراد القطع الالكترونية، وحسب الجعبري فقد استطعنا التغلب على الكثير من المشاكل بمساعده الاخ ضياء القيمري رئيس شعبة الهندسة الطبية في مستشفى الخليل الحكومي من خلال تزويدنا بقطع تالفه واصلاحها لتلبية احتياجاتنا.

الجدير ذكره أن هذا المشروع شارك مؤخراً في مهرجان للإبداع على مستوى الوطن العربي أقيم في سلطنة عمان وقد حصل على المرتبة الأولى، وتأمل المهندسات الثلاث أن يتم تطوير هذه السترة على أرض الواقع ويتم اعتمادها لتكون قادرة على تلبية احتياجات المرضى وبالتالي هي بحاجة لدعم حكومي أو مؤسساتي لتكون علامة عربية تنقل الى الأسواق العربية.