"برناط"..نابلس:موقع اثري في سفوح عصيرة الشمالية يؤدي فيه المستوطنون صلواتهم بزعم انه مكان "يوشع بن نون"

"برناط"..نابلس:موقع اثري في سفوح عصيرة الشمالية يؤدي فيه المستوطنون صلواتهم بزعم انه مكان "يوشع بن نون"
رام الله - خاص دنيا الوطن - عزيزة ظاهر

منطقة برناط موقع اثري مقام على أراضي بلدة عصيرة الشمالية قرب نابلس يدعي الاحتلال انه مذبح يوشع بن نون، وكان وزير الاستيطان الصهيوني "أوري ارئيل" قد وعد المستوطنين قبل عدة أشهر بتسهيل وصولهم إليه لتأدية طقوسهم التلمودية من خلال زيارته للمكان برفقة عدد من مسؤولي الاحتلال.

موقع استراتيجي

يقول ناصر جوابرة رئيس بلدة عصيرة الشمالية لدنيا الوطن"يتمتع المكان المستهدف  المعروف لدى أهل البلدة باسم برناط أو منطقة المروج بأهمية إستراتيجية كبيرة فهو يقع بالجانب الشرقي من جبل عيبال وتفصل بين عسكر وعصيرة الشمالية ويطل على مدينة نابلس وعدد من القرى الواقعة شرقي المدينة وطريق برناط الزراعية تصل البلدة بمنطقة المساكن الشعبية، الأمر الذي جعله هدفا للمستوطنين من خلال تغليف أطماعهم بالأرض بالادعاءات الدينية بوجود مذبح يوشع بن نون المزعوم، ويتابع" 37 دونم هي مساحة الأراضي المحيطة بالموقع الأثري والتي يمنع أصحابها من الوصول إليها إلا في موسم الزيتون من خلال التنسيق الأمني مع الاحتلال ولمدة غير كافية لجني محصولهم وحراثة أراضيهم".

غرفة حجرية

يوضح جوابرة لدنيا الوطن أن المكان عبارة عن غرفة حجرية لا سقف لها محاطة بسور حجري له بوابة يعود إلى الأصول اليونانية القديمة، وقد أجرت إسرائيل أولى حفرياتها بالمنطقة عام  1981واجرت تغييرات بالمكان واخفت معالم الغرفة الحجرية، وفي عام 2000 تم إعادة تأهيل المنطقة وجعلها مزارا للمستوطنين يزورونه كل سبت لتأدية صلواتهم التوارتية  من خلال جمعية بلجيكية صهيونية بإشراف بروفيسور صهيوني يدرس التاريخ في جامعة حيفا".

ادعاءات باطلة

وصف جوابرة لمراسلة دنيا الوطن ادعاءات الإسرائيليين بوجود المذح المزعوم أنها باطلة بدليل أن المنطقة حسب اتفاقية أوسلو هي أراضي تقع ضمن المناطق المصنفة(ب) أي أنها تحت السيطرة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الأرض التي تحمل رقم 19 وحوض 32 مسجلة باسم وضاح الشنار من مدينة نابلس وهذا دليل قاطع على أن ادعاءاتهم باطلة.

بدوره أشار غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في الضفة الغربية إلى أن الاحتلال يرمي من تلك الادعاءات الدينية الباطلة إلى السيطرة على الأراضي ومنع أصحابها من وصولها تمهيدا لإقامة بؤرة استيطانية عليها تكون بمقابلة معسكر عيبال الذي يحتوي معدات وأسلحة عسكرية ثقيلة، مشددا على ضرورة تأهيل المنطقة والبقاء على هذه الأرض لتفويت الفرص على الاحتلال من خلال دعم المزارعين والوقوف معهم وقفة رسمية وشعبية جادة لتعزيز صمودهم وبقائهم.

يوشع بن نون مجرد أسطورة

يقول ضرغام الفارس مدير المواقع بوزارة السياحة والآثار:"في بداية الثمانينات قام البروفيسور ادم زرتال بأعمال المسح السطحي للمكان والتنقيب ومن خلال القطع الفخارية المتكسرة وختمين فرعونيين عثر عليهما في الموقع تم تأريخ الموقع إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وادعى أن هذا الموقع هو مذبح يوشع بن نون إلا أن هذا الادعاء يتنافى مع الحقائق التاريخية والتي تفيد أن يوشع بن نون مجرد أسطورة وليس حقيقة تاريخية استنادا لنتائج أعمال التنقيب التي نفذها العديد من العلماء الفلسطينيين والإسرائيليين وأهمها أعمال التنقيب التي نفذتها كاثلين كينون في أريحا، وكان البروفيسور الإسرائيلي فنكلشتاين قد أكد انه مجرد أسطورة من خلال أبحاثه التاريخية."