الصينيون يحتفلون اليوم الاثنين بمهرجان عيد الفوانيس

الصينيون يحتفلون اليوم الاثنين بمهرجان عيد الفوانيس
رام الله - دنيا الوطن-ايمان هريدي  
 يحتفل الصينيون، اليوم الأثنين، بمهرجان عيد الفوانيس، والذي  يسمى باللغة الصينية بـ"عيد يوان شياو "، ويصادف اليوم الخامس عشر من الشهر الأول حسب التقويم القمري الصيني، و الثاني والعشرين من شهر فبراير حسب التقويم الميلادي.

يعتبر " يوان شياو" عيدا تقليديا وارثا ثقافيا متوراثا في الصين، ويعد خاتمة لفترة عيد الربيع -الذي يعتبر ايضا من اهم الاعياد التقليدية الصينية.

 يعتاد الشعب الصيني على تزيين الاماكن العامة والمنازل واماكن العبادة ،بفوانيس تقليدية مضيئة وبمصابيح ورقية زاهية الالوان تحاكي الطبيعة والحياة باشكال غير نمطية ،كما ويتم اعداد اطباق طعام خاصة، تتربع على عرشها شطائر الارز المحلاة ، وذلك عند حلول اول ليلة بدر في كل سنة . وتقام المسارح والمنصات في  قرى وضواحى كافة المدن الصينية على هامش الاعياد ، لتقديم عروض استعراضية وثقافية ،  لعل من اهمها رقصات الاسد الخاصة بهذه الطقوس، حيث يقوم عامة الشعب بالاحتفال والمشاركة بهذه الاحتفالات .

  ويعود الاحتفال بهذا العيد  الى عهد الإمبراطور هان ون دي، في فترة أسرة هان الغربية (206 ق.م – 25 م) ، حين علم أن الرهبان البوذيين يشعلون الفوانيس لبعث النور لالة بوذا وتقديم الاحترام له ، فأمر الإمبراطور بإشعال فوانيس مختلفة الأشكال العجيبة والغريبة في القصر الإمبراطوري والمعابد ،كنوع من طقوس العبادة لبوذا ، الى ان اصبح عيدا رسميا مدرجا ضمن قائمة الأعياد الوطنية الهامة في عام 104 قبل الميلاد. 

  الاحتفال بعيد يوان شياوا ليس حكرا فقط على الشعب الصيني ، بل ان الكثير من الجاليات العربية وخاصة الفلسطينية ، تشارك وتشاطر الصينيين اعيادهم ومهرجانتهم. يقول محمد اللوح  رئيس الاتحاد الطلابي الفلسطيني- فرع الصين " ان مثل هذه الاعياد تمثل لنا فرصة للتعرف اكثر على ثقافة وعادات الصينين المختلفة تماما عن الثقافة العربية ، ومن ناحية اخرى نبرز مدى التلاحم الطلابي الفلسطيني مع الشعب الصيني الودود ، الذي لطالما خدم ودعم القضية الفلسطينية " .  اما رجل الاعمال الفلسطيني، انس الجحوح من مدينة ايو الصينية ،أضاف الى ان "الاحتفال بمثل هذه المهرجانات ، يشكل له فرصة من اجل التعمق اكثر بالعلاقات الصينية ، حيث ان العائلة هي الاساس في احتفال اي عيد صيني ، فالكثير من الصينين يتوافدون الى قراهم وضواحيهم من المدن الرئيسية مثل بكين وشنغهاي  ، ومن المهم جدا بالنسبة للتجار الفلسطينيين ان يعتمدو على العلاقات الاجتماعية من اجل مصلحة العمل ، حيث ان معظم الاتفاقيات التجارية لا تتم الا من خلال ما يسمى ب جوانشي باللغة الصينية ، أي العلاقات ".

  اما الشاب الصيني لي مون من مقاطعة شاندوغ " يقول ان الاحتفال بهذا العيد مهم لي ولعائلتي ، فانا لم ارها منذ سنة ونصف ، ويجب علي أن ابدي اهتماما بعائلتي، ومشاركتهم الطعام ، نحن نؤمن كصينين بان المائدة هي افضل مكان لتوطيد العلاقات الاسرية ". جانشي لي ، طالبة الاعلام في جامعة الاتصالات في بكين ، تقول بانها "تسمتع جدا بهذا العيد ، لانها تعتبره عيدا للعشاق ، حيث من المتعارف ان عيد الفوانيس هو عيدا للحب بين الازواج الشابة ، حيث يتم ربط مصيرهم في ليلة البدر، من اجل بعث الحب والامل والديمومة في العلاقة ".

 ويقول  الدكتور عزت شحرور ، مدير قناة الجزيرة " ان الجالية الفلسطينية باسرها تحترم اعادات والتقاليد الصينية ، وخاصة الاعياد والمهرجانات الثقافية والدينية ، ويجد بمشاركة  ومشاطرة الصينين اعيادهم ، نوعا من انواع الدبلوماسية العامة ، من اجل ايضاح صورة الشعب الفلسطيني المناضل ، رغم المه ومعاناته الا انه يحب الحياه والفرح ، ولا يتوانى عن مشاركة الشعب الصيني بافراحه واتراحه" .

التعليقات