معبر رفح حرمها رؤيتها "سماح" كتبت روايتها الأولى بالدم

معبر رفح حرمها رؤيتها "سماح" كتبت روايتها الأولى بالدم
رفح – خاص دنيا الوطن – محمد جربوع
تصوير – عبد الرؤوف شعت

جلست الكاتبة سماح حسنين (24 عامًا) داخل غرفتها الصغيرة تعبر عن ما يدور بمخيلتها وتنثر بقلمها الأحداث والمشاهد التي تراها وخاصة التي يُعاني منها أبناء شعبها في قطاع غزة من ظلم وقهر وعذاب جراء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 10 سنوات.

وكتبت سماح أولى رواياتها بالدم الذي بقي ينزف طوال 51 يومًا على التوالي خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، لتنقل معاناة شعبها وآلامه التي لم تنتهى للعالم العربي.

وتقول الكاتبة سماح حسنين :"أنها قامت بكتابة روايتها الأولى من واقع المعاناة التي عانها المواطنين في قطاع غزة خلال العدوان الأخير، لنقل الصورة للعالم الخارجي، من خلال الكلمات التي تجعل كل من يقرأها يشعر بالذنب اتجاه القضية الفلسطينية."

وتضيف لـ مراسل "دنيا الوطن" وهي تجلس على كرسيها "بعد الانتهاء من كتابة الرواية الأولي لي والتي كانت بعنوان (   ) تم عرضها على كتاب كُثر مختصون بمجال الكتابة، وتم تعديلها وفق المطلوب، وقررنا نشرها خارج قطاع غزة لكي تحظي بقراءة وامكانية نشر أكبر من نشرها في القطاع، ولكى يراها العالم."

وتابعت سماح التي جلست تكتب بعض كلمات على أوراقها :"سبب نشري لروايتي الأولي في مصر، هو أن تنتشر بشكل كبير، ولأن أحداثها تحاكي الوضع الذي كان عليه المواطنين خلال العدوان الإسرائيلي، وهذا عاشه المواطنين ولا يحتاجون لقراءة رواية بهذا الشئ، لذلك قررت نشرها خارج غزة."

وأردفت وعلامات الحزن تبدو واضحة على وجهها :"حرمت من حضور توقيع أول رواية لي في أرض الشقيقة مصر، بسبب اغلاق معبر رفح وتكدس الآلاف من المسافرين الذين هم بحاجة ماسة للسفر، وهذا الشيء ازعجني بشكل كبير."

واشار سماح إلى أنها لم تتمكن من الحصول على نسخة من روايتها بعد نشرها بسبب عدم تواجد أحد داخل الأراضي المصرية، لكنها حصلت عليها خلال فتح المعبر في الأسبوع الماضي لمدة ثلاثة أيام استثنائيا، عن طريق مسافر أحضر الرواية معه للقطاع.

ويشكل اغلاق معبر رفح البري شريان الحياة الوحيد للمواطنين في قطاع غزة، أزمة حقيقة وخانقة أمام عدد كبير من المواطنين الراغبين في السفر لأغراض عدة في قطاع غزة.