خالد الجعبري : غزّي أصبح مرشداً صحياً بعد إصابة طفلته بالسكري

خالد الجعبري : غزّي أصبح مرشداً صحياً بعد إصابة طفلته بالسكري
رام الله - دنيا الوطن-وكالات
عبدالرحمن الطهراوي
لم يعد الفلسطيني خالد الجعبري بحاجة إلى وسيط طبي يرشده لكيفية التعامل مع طفلته سعاد المصابة بداء السكري، منذ أن عقد العزم على وضع نظام غدائي دقيق يضمن الحفاظ على مستوى السكر داخل جسم طفلته، التي لم تتجاوز الثامنة من عمرها.

بعد 20 يوماً من اكتشاف الجعبري أن طفلته سعاد مصابة بالسكري من النوع الأول الذي يصيب الأطفال غالباً، شرع بإعداد نظام صحي يلغي العادات الغذائية الخاطئة ويحمي الطفل المصاب والعائلة المحيطة به بشكل عام.

 الجعبري، الحاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية البحرية، أصبح مستشاراً طبيا لقرابة 80 عائلة غزية يعاني أحد أفرادها من السكري، بالإضافة إلى نشره للنظام الغدائي الذي أعده داخل المراكز الصحية في قطاع غزة.
 
ويوضح الجعبري بحسب صحيفة  "العربي الجديد" الصادرة من لندن إن التزام المصاب بداء السكري بنظام صحي يتميز بالمرونة والشمول، يضمن عدم إحداث مضاعفات سلبية جانبية، كارتفاع نسبة الغلوكوز في الدم أو انخفاضه، يعتبر الخطوة الرئيسية الأولى للسيطرة على المرض والحفاظ على صحة المصاب.

ويضمن النظام الغذائي الذي وضعه الجعبري بالسيطرة على معدل السكر في الجسم من خلال حساب كمية الكربوهيدرات بالغرام، لكل وجبة غذائية يتناولها الطفل يومياً وقياسها بوحدات الأنسولين.

ويتسبب عدم الحفاظ على مستوى سكر الدم للمصاب بالنوع الأول بعدة مضاعفات سلبية، أهمها إحداث تلف في الأعصاب وبعض الأمراض الجلدية، كما يؤثر على بنية العظام وهشاشتها، فضلاً عن الأضرار التي تصيب العينين والقدمين.

وذكر الجعبري أنه أجرى خلال السنوات الثلاث الماضية 7500 قراءة لمعدل السكر في جسم طفلته سعاد، ليتبين بعدها أن قرابة 96 في المائة من مجموعة القراءات كانت في وضعها الطبيعي، والسبب بذلك يعود إلى التزام طفلته بالنظام الغذائي دون إفراط أو تفريط.

 
كما لفت إلى أن مرضى السكري في قطاع غزة المحاصر إسرائيلياً منذ قرابة العقد، يعانون من أوضاع معيشية صعبة تعيق طرق التعامل معهم غذائياً وعلاجياً، مبيناً أنه أطلع خلال السنوات الماضية على قرابة 600 بحث وتقرير علمي وطبي حول داء السكري وكل ما يتعلق به.

ونال النظام الغذائي الذي وضعه الجعبري إعجاب عدد من الأطباء في قطاع غزة، الأمر الذي جعله مرشداً صحياً لعشرات الحالات، دون أن يتقاضى مقابل ذلك أي أجر مادي.

وتشير التقارير الصحية العالمية إلى أن سوء التغذية للمصابين بالسكري ينتج عنه مضاعفات خطيرة، الأمر الذي يستلزم إيجاد نظام غدائي مرن يلبي رغبات المريض المتنوعة ويحافظ على صحته أيضا.

ويواظب خالد الجعبري منذ بضعة أشهر على إعداد وكتابة بحث علمي متكامل حول السلوك اليومي لمريض السكر وكيفية التعامل مع الطفل المصاب، مستفيداً من إشرافه على مراحل علاج ابنته طوال السنوات الماضية.

ووفقا للتقرير السنوي للأمراض المزمنة الصادر عن وزارة الصحة في غزة عام 2015، فقد بلغ إجمالي الحالات المسجلة من الأمراض المزمنة 105 آلاف و698 حالة. وبلغ معدل المصابين بالسكري 15.4 حالات لكل 1000 نسمة. كما بلغت نسبة عدد المصابين بالمرض والمسجلين بمراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لوزارة الصحة 32 في المائة.