"كهرباء رفح" أجبرت السُكان العودة للحياة البدائية

"كهرباء رفح" أجبرت السُكان العودة للحياة البدائية
رفح – خاص دنيا الوطن – محمد جربوع

تصوير – عبد الرؤوف شعت

جلست المواطنة أم أحمد إبراهيم صاحبة الأربعين عام التي تقطن بحي الجنينة شرقي محافظة رفح جنوب قطاع غزة، على مقعد صغير تضع أمامها قطعة بلاستيكية تعرف باسم "طشت الغسيل"، تقوم بوضع ملابس أبناءها الثمانية داخله لغسلها على يداها بسبب انقطاع التيار الكهربائي منذ أكثر من 12 ساعة في منطقتها. 

أم أحمد التي تعاني من عدة أمراض تقول لـ مراسل "دنيا الوطن" وعلامات التعب بدت واضحة على وجهها :"الكهرباء في منطقتنا لم تأتي على مدار يوم كامل وأنا لدي ثمانية أبناء يحتاجون كل يوم لتبديل ملابسهم، لذلك أقوم بغسل الملابس على يداي رغم أنني أعاني من مرض لا يجب أن أقوم بجهد حسب توصية الطبيب المعالج، لكن الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي جعلني أخاطر بصحتي من أجل أبنائي."

الرجوع للحياة البدائية

وتضيف التي تعاني من مرض هشاشة في العظام "انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ومتواصلة جعلنا نلجأ إلى الحياة البدائية، فأصبحنا نقوم بمعظم أعمالها دون استعمال الكهرباء وكأننا نعيش في البادية، فنقوم بطهى الطعام على النار وهذا شيء سيء ويسبب لنا العديد من المشاكل." 

وتتابع أم محمد بقهر :"أصبحنا لا نطيق الحياة بسبب أزمة الكهرباء التي تلاحقنا منذ أكثر من 8 أعوام، ففي بعض الأوقات تأتي الكهرباء في ساعات متأخرة ولا نراها." 

تُفاقم أزمة الكهرباء تلقي بظلالها على جميع مناحي الحياة في محافظة رفح جنوبي قطاع غزة، بعد أن وصلت ذروتها في ازدياد ساعات قطع التيار إلى أكثر من 12 ساعة متواصلة، وتعيش المحافظة دون كهرباء منذ مساء الخميس الماضي بعد انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، بفعل توقف الخطوط المصرية بسبب عطل في المحطة الرئيسية.

أزمات متعددة

ولا يختلف حال المواطن محمد شعت الذي جلس ومن حوله أطفاله الصغار يقوم بإشعال النار في فناء منزله ليقوم بطهى الطعام، بعد أن نفذ غاز الطهي من منزله، وعدم وصل التيار الكهربائي، فلم يجد بديلا سوى النار لطهي طعامهم.

وأردف ووجه أحمر من شدة حرارة الشمس التي تسطع في وجهه وهو يحاول أن يشعل النار ليقوم بطهي الطعام لأفراد أسرته :"نقف طوابير أمام محطات تعبئة الغاز لساعات طويلة من أجل الحصول على 6 كيلو فقط من الغاز، وهذه كمية لا تكفي.

وأشار شعت إلى أن الأزمات التي تواجه المواطنين في قطاع غزة، تعددت وبشكل كبير في الآونة الأخيرة، لذلك يتوجب على الجهات المعنية أن تنظر بعين الاعتبار لمعاناة الشعب الفلسطيني وأن تحاول التخفيف عن كاهل المواطن. 

جهود لحل الأزمة

بدوره، أكد مسؤول العلاقات العامة في شركة توزيع كهرباء رفح عبد الله النجيلي أنّ "خطوط الكهرباء المصرية المغذية لمحافظة رفح توقفت عن العمل مساء الخميس الماضي، في حين التواصل مستمر مع الجانب المصري، من أجل اصلاح العطل الفني الذي أصاب المحطة الرئيسية بمنطقة العريش بالأراضي المصرية."

وأوضح لـ مراسل "دنيا الوطن" أن رفح تعتمد الآن على الخط الإسرائيلي (9) المغذي للمناطق الشرقية، بالإضافة إلى كمية من محطة توليد كهرباء غزة، لكنها لا تكفي لسد احتياجات المحافظة"، مشيرًا إلى أن جدول الكهرباء المعمول به 6 ساعات وصل يقابلها 12 قطع، إلى حين إرجاع خطوط الكهرباء المصرية."
وبين النجيلي أن فرق الصيانة في الجانب المصري ما زالت تواصل العمل لإنهاء الخلل الفني الذي تعرضت له المحطة الرئيسية.

وانهالت آلاف الاتصالات من قبل المواطنين الغاضبين على شركة توزيع الكهرباء في المحافظة، للاستفسار منهم عن سبب عودة الأزمة التي تعاني منها المحافظة.

وتعتمد محافظة رفح على الخطوط المصرية بشكل كامل في تغذيتها بالكهرباء، والتي تصل لنحو 30 ميغا واط.