هل ينقلب حزب "الجمهوريين" الفرنسي على رئيسه نيكولا ساركوزي؟

هل ينقلب حزب "الجمهوريين" الفرنسي على رئيسه نيكولا ساركوزي؟
رام الله - دنيا الوطن - وكالات 
عندما عاد نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي السابق إلى العمل السياسي في شهر سبتمبر –أيلول عام 2014، كان واضحا أن هدفه الأساسي هو السعي إلى العودة إلى قصر الإليزيه في عام 2017 والذي أقام فيه لمدة خمس سنوات في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي تنافس في دورتها الثانية مع الرئيس الحالي فرانسوا هولاند.

وكان نيكولا ساركوزي يدرك أن الترشح مجددا إلى الانتخابات الرئاسية يمر بالضرورة عبر عدة اختبارات أهمها النجاح في فرض سلطته مجددا على الحزب الذي أوصله إلى سدة الحكم أي حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" وكذلك النجاح في إقامة علاقة جديدة وحميمة مع الفرنسيين كل الفرنسيين باعتبار أن من أهم شروط الفوز في أعقاب مثل هذه الانتخابات في فرنسا التوصل إلى نسج علاقة قوية خاصة مع الشعب تتجاوز حدود البرامج الانتخابية والانتماءات الحزبية .

وكان ساركوزي يعتقد في الثلاثين من شهر مايو-أيار عام 2015 أن نجاحه في فرض نفس على الحزب الذي أوصله إلى السلطة يتجاوز في أهميته والطريقة التي حصل من خلالها كل التوقعات.

وصحيح أن الرئيس الفرنسي السابق لم يتوصل إلى فرض نفسه على رئاسة الحزب فحسب بل إنه تمكن أيضا من تغيير اسمه. فأصبح الحزب منذ ذلك اليوم يعرف باسم حزب " الجمهوريين".

وكان الرئيس الفرنسي السابق يعتقد بعد هذا الانتصار أنه الشخص الطبيعي والوحيد القادر على بز أي مرشح آخر إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة لاسيما إذا وصل إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وكان يبرر ذلك بانحسار شعبية الرئيس الحالي وتشتت أحزاب اليسار وتفاقم مشاكلها الداخلية وبقناعة لديه بأن الفرنسيين ليسوا مستعدين للتصويت لمارين لوبين زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا في حال توصلها إلى البقاء إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ولكنه فوجئ خلال الأشهر الأخيرة بأخبار كثيرة غير سارة بالنسبة إلى مشروعه الرامي إلى محاولة العودة إلى قصر الإليزيه، من أهمها أن الرأي العام الفرنسي في مجمله غير متحمس إلى مشروع عودته إلى العمل السياسي بشكل عام وإلى قصر الإليزيه بشكل خاص. حتى الحزب الذي أعاد نيكولا ساركوزي صياغة هياكله واسمه يطلب منه اليوم أن يشارك في انتخابات تمهيدية مع شخصيات عديدة أخرى تؤهل إحداها لتمثيله في الانتخابات الرئاسية.

وما يزعج ساركوزي اليوم أكثر أن الشخص الذي توصل حتى الآن إلى إقامة علاقة خاصة مع الفرنسيين تؤهله فعلا ليتقلد مهام رئيس الجمهورية المقبل هو آلان جوبيه رئيس الوزراء الأسبق الذي ينتمي إلى حزب "الجمهوريين".

ولاحظ الرئيس السابق أنه بقدر ما انحسرت شعبيته بقدر ما ارتفعت شعبية جوبيه. بل إن هناك اليوم شبه قناعة لدى كثير من متابعي ملف الانتخابات الرئاسية المقبلة أن الحزب الذي يتزعمه ساركوزي مقتنع بأن هذا الأخير ليس الشخص المؤهل لإعادته إلى مقاليد الحكم وأن أفضل الاستراتيجيات الرامية إلى عودة اليمين التقليدي إلى السلطة تتمثل في التوافق على شخصية تحظى بثقة كثير من الفرنسيين وبتوافق بين اليمين الليبرالي ووسط اليمين.

وفي هذا الإطار يندرج إعلان هام صدر عن جان بيار رافاران رئيس الوزراء الأسبق وأحد قياديي حزب " الجمهوريين " والذي ينظر إليه باعتباره جسرا قويا بين جناحي أحزاب اليمين التقليدي وقال فيه علنا إنه يساند ترشح آلان جوبيه إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة.

التعليقات