"كلزار" تصعد إلى السماء ..

"كلزار" تصعد إلى السماء ..
رام الله - دنيا الوطن-من رنا شحاتيت

كلزار الاسم الغريب والذي يعني بالتركية حديقة الزهور،17ربيعاً قضتها وسط عائلتها في منزلهم  المتواضع بالقرب من مبنى المقاطعة في مدينة الخليل.

استشهدت كلزار بعدما أطلق جنود الإحتلال ثلاث رصاصات على رقبتها وصدرها في منطقة شارع السهلة بجانب المسجد الإبراهيمي.

ارتقت بعدما تركت تنزف على الأرض لساعات طويلة دون تقديم أو السماح بتقديم أي خدمة طبية لها.

والدة كلزار في وداعها الأخير ، وسط دموع الحسرة والألم تقول "الله ينتقم منهم ، مش بس أنا يا خالتي أم شهيد في كثير ، ولاد أختي الاثنين استشهدو الحمد لله ".

"خرجت كلزار-احدى طالبات الثانوية العامة-  صباح السبت في حصص تعويض مدرسي ،لحقتها أختها الأخرى توأم كلزار ، عدت الساعة الثانية ولم تعد كلزار "هذا ما قاله والدها محمد العويوي.

يُتابع"سمعتهم يقولون هناك حادث مع فتاةبالقرب من منطقة الحرم  ، لم يخطر ببالي أن تكون هي فلذة كبدي ،قلت في سري الله يرحمها وكلهن بناتنا".

يتابع والدها"كانت كلزار ملاك لأبيها وأمها ، كانت من المتفوقات بالمدرسة ، كانت هادئة وخلوقة ، وملتزمة".

صديقاتها بدموع وعيون مصدومة مما حصل "إحنا أنصدمنا بخبر استشهادها حتى الآن لم نصدق أنها استشهدت ، كانت هادئة كثيراً ، أكثر شيء رح أشتاق لصوتها كنت دائماً أسمعها دون أن تنتبه لي ".

صديقة أخرى تتحدث بألم بعدما طفرت دموعها على خديها"كانت دائماً تضحكلنا،كانت كثير مخلصة لله ، وكانت متفوقة وهادئة ،أنارح أفقدها كثير".

زرعت صديقاتها شجرة زيتون في ساحة مدرستها-وداد ناصر الدين - علها تذكرهم دائماً بكلزار في طابورها الصباحي.

سلم الإحتلال جثمان كلزار لمشفى الأهلى بالخليل لتصويره طبقياً  كباقي الشهداء الذين ارتقو بالمحافظة.

رئيس النيابة أشرف مشعل تحدث أنه كان بالإمكان إنقاذ حياة الشهيدة،التي تركت تنزف حتى الموت .

وقد بين الطبيب الشرعي بعد تشريح جثمانها، أنها اصيبت بثلاث أعيرة نارية أحدهما في الكوع الأيمن والثانية في الصدر اخترقت الرئة واستقر جزء منها في العنق ، والتي تسببت بنزيف حاد ،وقد كان من الممكن إنقاذ حياتها لو قدمت لها العناية الطبية .

تحدثت مصادر الإحتلال عن طعن الفتاة لـ  جندي وإصابته بجرح طفيف ،بالإضافة لإصابة مواطن حاول الإمساك بها.

ارتقت كلزار والتي نالت الشهادة قبل نجاحها في الثانوية العامة ، تاركة خلفها حقيبتها المملوءة بالدماء.

صور من التشييع
تصوير مراسلنا : ثائر أبو الفيلات