د. عيسى يشيد بلقاء الوحدة المسيحية ويدعو لوقف تفريغ الشرق الأوسط من مسيحييه

د. عيسى يشيد بلقاء الوحدة المسيحية ويدعو لوقف تفريغ الشرق الأوسط من مسيحييه
رام الله - دنيا الوطن
أشاد الامين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى اليوم الاحد الموافق 14/2/2016م، باللقاء التاريخي بين بابا الفاتيكان فرنسيس الاول وبطريرك موسكو وعموم روسيا للأرثوذكس كيريل، مشيراً الى انه الأول منذ الانفصال بين الكنيستين الشرقية والغربية في 1054.

وأكد د. عيسى على ضرورة نصرة الارثوذكس والكاثوليك في الشرق الاوسط لما يعانوه من اضطهاد،  مؤكداً على الدعوة الى الدفاع عن القيم المسيحية في العالم، منوهاً الى أهمية الاعلان المشترك الموقع في هافانا بين البابا فرنسيس وبطريرك موسكو وعموم روسيا للارثوذكس كيريل والذي عبرا فيه عن اسفهما "لفقدان الوحدة" بين المسيحيين، معربين عن املهما في "استعادتها".

وشدد الامين العام د. عيسى على الدعوة العاجلة للمجتمع الدولي للقيام بـ"اجراءات عاجلة" لوقف تفريغ الشرق الاوسط من مسيحييه، مشيراً الى ان الحروب والأزمات السياسية في منطقة  الشرق الأوسط ساهمت وتساهم في تقوية  الهجرة كما هو حالياً في  الأراضي الفلسطينية المحتلة أو في العراق .

وأضاف: "ان الذي يحدث حاليا في المنطقة لا يمكن وصفه بهجرة دينية، فهي أصبحت في الآونة الأخيرة هجرة من مناطق الحروب إلى مناطق الأمل أو الملاذ  لاماكن أمنة  أكثر من الوطن الأم ، مثلها مثل هجرة المسلمين الجزائريين منذ الحرب العالمية الأولى والثانية بهدف البحث عن حياة أفضل. وينطبق هذا أيضا على المسيحيين السوريين، فهم لا يهاجرون خوفاً من مسيحيتهم بل بحثاً عن فرص حياة وعمل أفضل. لكن الخطر الداهم حاليا هو هجرة تتصاعد منذ عقود في البلدان التي يشكلون جزءا أساسياً من بناها الديمغرافية مثل العراق ولبنان ومصر وفلسطين وبلدان أخرى، ومن أسبابها ما جرى من قتل إرهابي ضد المصلين والكهنة في كنيسة النجاة في العراق والتي راح ضحيتها ما يقارب الستين قتيل بالإضافة لأكثر من مائة جريح مما حذا بالمواطنين العراقيين الطلب من الحكومة العراقية اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من العمليات الإرهابية التي تقوم بها جماعات متطرفة ضد المساجد والكنائس، أما في فلسطين تعتبر سياسة المحتلين الإسرائيليين حيال الفلسطينيين والمسيحيين منهم خاصة سببا رئيسيا لهجرتهم . وقد تدهورت أعدادهم في شكل لافت  في الأربعين عاما التي انقضت، وكان انخفاض  عدد هؤلاء واضحا في المدن والقرى  المسيحية آو المختلطة مثل القدس بيت لحم ورام لله، واتجه جزء من هؤلاء في البداية إلى البلدان العربية بقصد العمل أو الدراسة آو  الإقامة المؤقتة، لكن كثيرين منهم غادروا لاحقا إلى بلدان الغرب التي شجع العديد منها هجرة المسيحيين إليها في إطار عملية توطين تمثل جانبا من جوانب حل سياسي لصراع الفلسطينيين مع إسرائيل".

وأشار الى أن عدد المسيحيين في المنطقة العربية يصل إلى ما بين 12 إلى 15 نسمة غالبيتهم تعيش في مصر، ويتوقع البعض أن يهبط الرقم إلى 6 ملايين بحلول عام 2020 نتيجة موجات الهجرة المتوالية للمسيحيين .أما في نتائج الهجرة المتزايدة فجاءت بفعل التقلبات السياسة لبلدان الشرق الأوسط وما خلفته من أثار اقتصادية واجتماعية دفعت الملايين من مسيحيي المنطقة إلى الهجرة، الأمر الذي أسفر عن مجموعة من النتائج السلبية على حياة المنطقة وبلدانها مثل التغييرات في البنية الحضارية والثقافية للمنطقة والتي كانت في الأساس منطقة  تنوع ديني يعيش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود إلى جانب  أتباع ديانات أخرى، مزيد من الكراهية على أسس مذهبية وعرقية  وفقدان المنطقة جزءا من طاقاتها  وقدراتها البشرية والمادية، وهي طاقات تحتاج إليها في عمليه التنمية.