البابا فرنسيس يدعو قادة المكسيك الى ضمان العدالة والامن

البابا فرنسيس يدعو قادة المكسيك الى ضمان العدالة والامن
رام الله - دنيا الوطن - وكالات 
دعا البابا فرنسيس السبت قادة المكسيك الى ضمان "عدالة فعلية وامن فاعل" في البلاد والتخلي عن "امتيازاتهم"، وذلك في مستهل زيارة تستمر خمسة ايام لثاني اكبر بلد كاثوليكي في العالم.

ولدى وصوله الجمعة الى مكسيكو، كان في استقبال الحبر الاعظم الاف من المؤمنين وفرقة موسيقية. ولدى عبوره طرق العاصمة في سيارته المكشوفة، احتفى به ايضا الاف من المكسيكيين.

وكان في استقباله في القصر الوطني الرئيس انريكي بينا نييتو في سابقة تحمل بعدا رمزيا بعد 24 عاما على اعادة العلاقات الدبلوماسية بين الفاتيكان ومكسيكو في 1992.

ودعا البابا السياسيين الذين اجتمعوا في القصر الرئاسي الى ضمان "عدالة فعلية" و"امن فاعل" للشعب بعد ايام على تمرد في سجن مدينة مونتيري (شمال شرق) اسفر عن 49 قتيلا. وحضهم ايضا على التخلي عن امتيازاتهم.

وقال "في كل مرة نبحث عن الامتيازات والمكاسب للبعض، تتحول حياة المجتمع عاجلا ام آجلا الى حقل خصب للفساد والاتجار بالمخدرات والبشر، والعنف وعمليات الخطف والقتل".

واشاد كذلك ب"التعدد الثقافي" و"التنوع البيئي" في المكسيك، وهما موضوعان يحرص البابا على الدفاع عنهما.

وقال روجيليو كانتو المحامي البالغ من العمر 57 عاما "فليأت من اجل تنظيم الوضع. المكسيك هي احد البلدان الاكثر كاثوليكية في العالم اليس كذلك؟ فليطلب البابا من الحكام ان يجدوا حلا جذريا للفقر ومشاكل الهجرة وتجاوزات السلطة".

وتأتي زيارة البابا للمكسيك بعد الحاح حكومة نييتو على دعوته. وتواجه هذه الحكومة انتقادات حادة تتعلق بوضع حقوق الانسان.

وبعد زيارته للقصر الوطني، ترأس البابا قداسا في كاتدرائية سيدة غوادلوبي المزار الذي يستقبل اكبر عدد من المؤمنين في العالم.

ودعا في عظته الاساقفة الى مواجهة تهريب المخدرات والعنف "بشجاعة"، معتبرا ان "حجم الظاهرة وتمددها المترامي وخطورة العنف لا تجيز لنا نحن رعاة الكنيسة ان نختبىء خلف مجرد مواقف منددة، بل تستدعي شجاعة قل نظيرها".

وقال اندرو شيسنات استاذ الدراسات الدينية في جامعة فيرجينيا كومونولث في الولايات المتحدة ان "لقاء البابا مع عذراء غودالوبي ارتدى اهمية كبرى"، مشيرا الى انها "ليست ملكة في المكسيك فقط بل امبراطورة في اميركا ايضا".

فقر وهجرة وعنف

ويعاني المكسيك حاليا مشاكل تثير قلق الحبر الاعظم، في مقدمها انعدام المساواة في المجتمع حيث نصف السكان يعانون الفقر فضلا عن العنف المرتبط بتهريب المخدرات ومحاولة الاف المهاجرين الوصول في شكل غير شرعي الى الولايات المتحدة.

وكان البابا صرح قبل ايام من زيارته ان "مكسيك العنف والفساد وتهريب المخدرات والكارتيلات ليست المكسيك التي تريدها امنا، وبالتاكيد لن اخفي شيئا من ذلك".

وفي هذا السياق، ستكون زيارته مليئة بالخطوات الرمزية. اذ سيزور الاحد مدينة ايكاتيبيك المكتظة عند اطراف العاصمة وحيث ازدادت اعمال العنف في شكل كبير وخصوصا بحق النساء.

ثم ينتقل الى شياباس في جنوب البلاد للدفاع عن حقوق ثقافات السكان الاصليين، وبعدها شمالا الى سيوداد خواريس على الحدود الاميركية ليحمل اليها رسالة حول حقوق المهاجرين.

التعليقات