فهد حسين: محمد القيق يخوض معركة ينتصر فيها لكل المعتقلين الإدرايين

رام الله - دنيا الوطن
استضافت " ديوانية العودة " يوم أمس الأربعاء في العاصمة الألمانية برلين الأستاذ فهد حسين "المنسق العام للحملة الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي" "تضامن"، تحدث فيها عن جرائم الاعتقال التي يمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين، ولا سيما الأطفال.

واستهل حسين كلمته التي ألقاها مباشرةً من بيروت عبر السكايب بإحصائيات دقيقة ومفصلة عن أعداد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والتي وصلت إلى عشرة ألاف أسير ومعتقل إداري، إضافةً إلى 440 طفلًا يعانون من جريمة الاعتقال في السجون الإسرائيلية، في انتهاك صارخ لاتفاقية جنيف التي تقضي بحماية المدنيين والأطفال من ويلات الحروب، والتي وقعت عليها دولة الاحتلال.

وفي نفس السياق، وضح حسين الطرق التي تنتهجها دولة الاحتلال، في انتهاك حقوق الطفل في فلسطين عمومًا وفي مدينة القدس خصوصًا، وقال: "إن الأطفال يتعرضون لاعتداءات جنسية من قِبل المحققين والسجناء الجنائيين"، وكذلك يتعرضون للحرمان من حقهم في التعليم واللعب، عبر فرض الإقامة الجبرية عليهم، أو إبعادهم عن ذويهم وأهليهم، مما يسبب حالة نفسية صعبة لهم ولذويهم، وفي حال المحاولة لكسر هذه العقوبات الجائرة تفرض الغرامات المالية، التي تصل الى 20 ألف دولار.

كما نوه في معرض حديثه عن مؤسسة "تضامن" كونها مؤسسة مدنية أنشأت للدفاع عن الأسرى وحقوقهم ونشر قضيتهم في المحافل الدولية وخاصة مجلس حقوق الإنسان في جنيف والذي سبق وقدمت له "تضامن" وثيقة بشأن الأسرى تطالبه بالعمل على إنصاف حقوقهم القانونية والإنسانية.

ومعرفا بحملة "تضامن" قال حسين: " أنها مؤسسة ناشئة، تعمل على تنظيم حملات متكررة، من إجل تكوين لوبي داعم لحق الأسير الفلسطيني، هدفه الضغط على إدارة الاحتلال لإنهاء أسرهم ولتحسين ظروف الاعتقال وشروطه القانونية، وذلك في أكثر من 14 دولة".

وقد شدد على ضرورة التحرك عبر المؤسسات والجمعيات الأوروبية بملفات تتضمن حقائق موثقة لمواجهة الإعلام الإسرائيلي في أوروبا، وإن "تضامن" تقوم على إعداد مثل هذه الملفات، وتوثيق قضية الأسرى بالأرقام والإحصائيات بشكل دوري.

أما عن جريمة الاعتقال الإداري، فقد قال حسين أن الصحفي الأسير محمد القيق يرفع الآن راية التحدي، وما زال يقدم ضريبة رفضه لهذا النوع من الاعتقال بإضرابه عن الطعام، مؤكدًا أن الأعتقال الإداري أسوء من الأسر نفسه، لأن الذي يملك قرار التوقيف هو الضابط وليس القاضي، وأسوء ما في الاعتقال الإداري، أن الحجز يتم دون اتهامات ثابتة ومدة زمنية محددة، ويمكن لها أن تطول بالتجديد حتى تصل لسنوات، في ظل وجود حالة حية ما زالت تعيش اعتقالًا إداريًا منذ 12 عامًا!!!!!!

واستدرك حسين حديثه عن الأطفال، الذين لم يسلموا من شبح الاعتقال الإداري، معبرًا عن انزعاجه من جرأة المحتل على حجزهم في غرف الاعتقال حتى بلوغهم الثامنة عشر، السن الذي يسمح لهم قانونيًا بنقلهم للمحاكمات، وباتهامات جاهزة وملفقة، وخاضعة لحكم عسكري لا يملك معه المحامي شيئًا غير عقده تسويات وصفقات تخفف من الأحكام المفروضة على الأسرى بشكل عام.

وأبدى حسين أهمية التحركات الشعبية المتضامنة مع القيق، لإنجاح معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها، لأن في انتصاره هزيمة لقضية الاعتقال الاداري غير القانوني، وانتصارًا لأمثاله المعتقلين.

وطالب حسين فلسطيني أوروبا بالتحرك المكثف في هذا الصدد، والعمل على إعلان التضامن بشتى الوسائل الإعلامية والقانونية، لافتًا الأنظار لأهمية ما تسببه هذه التحركات الداعمة من رفع لمعنويات الأسرى، ومما تبثه من روح الإصرار على الانتصار في هذه المعركة العادلة والإنسانية.

وفي ختام كلامه، أثنى الأستاذ فهد حسين على الإرادة الفولاذية، والعزيمة الجبارة التي يمتلكها الأسرى الفلسطينيون، والتي تظهر في صور المعارك المتعددة التى خاضوها ومنها معركة الحصول على الكتاب والورقة والقلم، لاستكمال تعليمهم العالي، والذي يبرز مدى تمسكهم بالحياة التي يحاول المحتل أن يسلبها منهم، ليستعيدوا أجسادًا هرمت وراء القضبان، وروحا عطشى في صحراء السنين المتعاقبة، تتحدى إرادة السجان وظلم الغاصب المحتل.

التعليقات