زيادة المخزون والمخاوف الاقتصادية يجران النفط للتراجع

زيادة المخزون والمخاوف الاقتصادية يجران النفط للتراجع
رام الله - دنيا الوطن
تراجعت أسعار النفط اليوم بفعل زيادة قياسية للمخزونات الأميركية في نقطة تسليم الخام في كاشينج والمخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي في الوقت الذي قال فيه بنك جولدمان ساكس إن الأسعار ستظل منخفضة وغير مستقرة حتى النصف الثاني من العام. وبحلول الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش انخفض سعر خام القياس العالمي برنت في العقود الآجلة 17 سنتا إلى 30.67 دولار للبرميل.

وانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة 44 سنتا إلى 27.01 دولار للبرميل بفارق أقل من دولار عن أدنى مستوى منذ 2003 الذي سجله الخام خلال التعاملات اليومية في يناير عندما بلغ 26.19 دولار للبرميل. وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس ارتفاع المخزونات في نقطة تسليم العقود الآجلة في كاشينج بأوكلاهوما إلى أعلى مستوى على الإطلاق بما يقل قليلا عن 65 مليون برميل.

وذكرت نشرة شورك ريبورت في الولايات المتحدة أن انخفاض الطلب الموسمي على النفط في نهاية موسم التدفئة في فصل الشتاء أثر أيضا على الأسواق. وقال محللون إن زيادة علاوة خام برنت في الآونة الأخيرة عن عقود خام غرب تكساس الوسيط يدعمها تباطؤ الطلب الأميركي علاوة على وفرة المخزون. وقالت فيليب فيوتشرز للوساطة في سنغافورة "برنت يزداد قوة عن خام غرب تكساس وهو ما يعكس تخمة المعروض حاليا في الولايات المتحدة". وقال جولدمان ساكس في مذكرة للعملاء إن تراكم إمدادات النفط مع التباطؤ الاقتصادي في الصين يعني أن الأسعار ستبقى منخفضة حتى النصف الثاني من العام.

إنتاج النفط الصخري الأميركي سيتضاعف إلى ذلك توقع عملاق الطاقة البريطاني بي.بي أن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة سيتضاعف على مدى العشرين عاما القادمة مع تطوير الشركات المنتجة تقنيات تجعلها أكثر كفاءة في استغلال موارد جديدة وسط هبوط أسعار الخام. ووفقا لرويترز فقد نقلت عن تقرير للشركة حول توقعات الطاقة حتى عام 2035 قالت بي.بي إن الطلب العالمي على الطاقة سيزيد بنسبة 34 بالمئة مدفوعا بالنمو السكاني والاقتصادي العالمي وأن حصة النفط ستنخفض لصالح الغاز والطاقة المتجددة.

ورغم أن انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة تضرر من هبوط حاد بلغ 70% في أسعار النفط على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية إلا أن تقرير بي.بي قال إنه في الاجل الطويل من المنتظر أن ينمو إنتاج النفط الصخري من حوالي أربعة ملايين برميل يوميا حاليا إلى ثمانية ملايين برميل يوميا في عقد الثلاثينيات ليشكل 40% تقريبا من الانتاج الأميركي.

وقال سبنسر دالي كبير الخبراء الاقتصاديين في بي.بي "نتوقع أن يهبط النفط الصخري الاميركي على مدى الاعوام المقبلة لكن بعد ذلك سيتزايد الانتاج."

وتوقع تقرير بي.بي أن إنتاج النفط الصخري حول العالم سيزيد بمقدار 5.7 مليون برميل يوميا ليصل إلى 10 ملايين برميل يوميا لكنه سيبقى متركزا في الولايات المتحدة.

وقال دالي أيضا إن الطلب العالمي على النفط الذي زاد بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا العام الماضي سيواصل النمو "بقوة" هذا العام رغم انه سيكون بوتيرة أبطأ.

واضاف قائلا "من الواضح جدا أن السوق تستجيب لانخفاض أسعار النفط."

وقال تقرير بي.بي إن الوقود الاحفوري -الذي يشمل النفط والغاز والفحم- سيبقى المصدر المهيمن على الطاقة مع توقع أن يشكل حوالي 80% من إمدادات الطاقة في 2035. ويبقى الغاز هو الوقود الاحفوري الاسرع نموا مع ارتفاعه بنسبة 1.8% سنويا مقارنة مع نمو قدره 0.9% للنفط.

ومن المنتظر أن يكون الفحم هو الخاسر الرئيسي من تحول العالم نحو أشكال الطاقة الأكثر نظافة مع توقع هبوط حصته في مزيج الطاقة إلى أدنى مستوى على الاطلاق بحلول 2035.

التعليقات