توما-سليمان ..وزارة الصحّة أخلّت بمسؤوليتها عن التحرشات الجنسية

رام الله - دنيا الوطن
" ظاهرة التحرش الجنسي والاعتداءات الجنسية تحوّلت من كونها مجرد ظاهرة الى ثقافة."، هذا ما قالته النائبة عايدة توما-سليمان، رئيسة اللجنة لرفع مكانة المرأة والمساواة الجندرية، في جلسة اللجنة اليوم (الثلاثاء) حول الاعتداءات الجنسية التي تحصل في جهاز الصحّة وبحث الطرق لايجاد الحلول التي تمنع تكرار هذه الاعتداءات.

وكانت توما-سليمان قد قالت في افتتاح الجلسة انه " بالرغم من أن هذه اللجنة ناقشت وطرحت موضوع الاعتداءات الجنسية مرارًا في مجالات مختلفة، الّا ان هنالك ضرورة لطرح قضية التحرشات الجنسية في جميع المجالات، والقاء الضوء على البيئة المختلفة التي تحصل فيها هذه المضايقات. مهمتنا أن نكشف عن هذه الجرائم، لكي نستطيع معالجتها والحدّ منها."

وشارك في اللجنة ممثلات ومندوبات عن جمعيات نسائية ونسوية مختلفة، ومندوبات عن وزارتيّ الرفاه الاجتماعي ووزارة الصحّة، وعن المؤسسات الصحية المختلفة.

هذا وعرضت مندوبة جمعية "ايتاخ – معكِ" وهي جمعية حقوقيّات يعملن من أجل العدالة الاجتماعية، نتائج استطلاع بَحَث مدى انتشار التحرشات الجنسية في المؤسسات الصحية، والذي يظهر أن ثُلث النساء اللواتي شاركن في البحث تعرضن لتحرشات جنسية اثناء تليقهن للخدمات الصحيّة المختلفة. وتطرقت مندوبة الجمعية للصعوبات التي تواجهها النساء في الابلاغ عن اعتداءات جنسية تعرضن لها من قِبل اطباء او ممرضين او معالجين وذلك لعدم وجود اجراءات واضحة حول الجهات التي تستطيع النساء التوجه لهنّ للتبليغ عن التحرشات. هذا الامر إنعكس بنتائج الاستطلاع الذي تظهر انه فقط نصف النساء اللواتي صرّحن انهن تعرضن لتحرشات جنسية قدمن بلاغات حول ذلك، وفي 90% من الحالات لم يتم إبلاغ النساء عن نتائج الشكوى.

هذا وتطرّقت توما-سليمان لعدم وجود أي اجراء واضح لتقديم شكاوى تحرشات جنسية في المؤسسات الطبية قائلة " يجب أن نفهم أن ماهيّة العلاقة بين المريضة والمُعالِج  تفرض نوع من الهرميّة على المريضة التي تتعامل مع معالجها على أساس مِهَني مسؤول، وهذه العلاقة تمنع من النساء ان يلاحظن انهن يتعرضن لتحرش جنسي إلّا بعد حدوت الاعتداء او المضايقة. وعليه، تقدمت وطلبت من وزيرة القضاء بالعمل على اقرار اجراءات واضحة من شأنها ان توضح حقوق النساء وواجبات الطواقم الطبية بكل ما يتعلّق بموضوع التحرش الجنسي، ويتطرّق للخطوات التي بامكان النساء اخذها عندما يتعرضن لاي نوع من انواع الاعتداءات الجنسية،  لكن للأسف، لم أتلقَ اي جواب من الوزيرة حتى اليوم."

وأضافت توما-سليمان في نهاية الجلسة أن المعطيات التي تم عرضها امام اللجنة تتطلّب معالجة الموضوع وتغيير الاجراءات القديمة التي يعمل حسبها جهاز الصحّة خاصة وأن تعليمات مدير عام الوزارة في موضوع التحرشات لم تتجدد منذ عام 2001 الامر الذي يعتبر خلل واضح. وأضافت توما-سليمان " أنها ستتوجه لوزارتيّ القضاء والصحة وتطالبهم تغيير الاجراءات الحالية بحيثُ تأخذ بعين الاعتبار اهميّة الدورات التدريبية التي يجب تمريرها للطواقم الطبية حول التحرشات الجنسية، وللطواقم التي تتلقى شكاوى حول التحرشات الجنسية. كما يجب التطرق الى الاجسام المسؤولة عن الشكاوى وطريقة معالجة الشكاوى."