هيئة الأعمال الخيرية تستهدف مراكز إيواء المسنين وذو الإعاقة والعائلات الفقيرة في إطار حملة "بسمة شتاء في فلسطين"

هيئة الأعمال الخيرية تستهدف مراكز إيواء المسنين وذو الإعاقة والعائلات الفقيرة في إطار حملة "بسمة شتاء في فلسطين"
رام الله - دنيا الوطن
كانت مراكز إيواء المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة في عدد من محافظات الضفة الغربية ومدينة القدس ، أمس، هدفا لحملة "بسمة شتاء في فلسطين"، والتي أطلقتها هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية عشية فصل الشتاء، ونفذت في إطارها آلاف التدخلات الإنسانية، ووزعت إعانات مالية على أكثر من عشرة آلاف أسرة تئن تحت وطأة الفقر والمرض.

ففي مدينة البيرة، كان بيت النقاهة للمسنات، التابع لجمعية الاتحاد النسائي العربي، واحدا من بين نحو عشرة مراكز إيوائية استهدفتها حملة "بسمة شتاء في فلسطين"، من خلال تزويدها بكميات من السولار اللازم لأغراض التدفئة.

وبحسب رئيسة الجمعية، منتهى جرار، فإن التدفئة مهمة جدا بالنسبة لنزلاء هذا المكان البارد من كبار السن ممن سرعان ما يشعرون بالبرد، وهم بحاجة إلى الاستحمام يوميا، وهو أمر بحاجة إلى الماء الساخن، الأمر الذي دفع الجمعية لطلب تزويدها بالسولار من قبل هيئة الأعمال.

وأشارت جرار، إلى أن بيت النقاهة للمسنات تأسس عام 1956 ويؤوي حالات شلل دماغي وجلطات دماغية وفقد الذاكرة "الزهايمر"، ويقوم على رعايتهن الصحية والنفسية والترفيهية عاملات وممرضات وطبيب وأخصائية علاج طبيعي، فيما تقوم المسنات بدفع بدل رسوم إقامة بأسعار زهيدة ولكن كل وفق حالته الاجتماعية وهناك حالات لا تدفع مطلقا.

استهداف عشرة مراكز إيوائية

واستهدفت هيئة الأعمال الخيرية، وفقا لما أكده مفوضها العام في الضفة الغربية، إبراهيم راشد، في مرحلة متقدمة من حملة "بسمة شتاء في فلسطين"، ما لا يقل عن عشرة مراكز إيواء للمسنين والمسنات والأشخاص ذوي الإعاقة في الضفة والقدس.

وأضاف راشد: "حرصنا على تقديم ما أمكن من مساعدات عينية وشتوية للمراكز الإيوائية في القدس ورام الله والبيرة والخليل وغيرها، بما فيها بيت الرحمة والملجأ الأرثوذكسي ومركز خليل أبو ريا وجمعية إنعاش الأسرة، وجمعية المكفوفين، وبيت المسنين، ومبرة الرحمة، وذلك حرصا من هيئة الأعمال على مد يد العون لتلك المراكز حتى تتمكن من الاضطلاع بالمسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقها في رعاية تلك الشرائح المجتمعية الضعيفة".

وتابع، إن مراكز الإيواء واحدة من أهم العناوين التي كانت هدفا لعدة تدخلات إنساني من قبل طواقم هيئة الأعمال الخيرية في إطار تلك الحملة المتواصلة.

وقال، إن تلك المراكز فتحت أبوابها للاعتناء بشرائح مجتمعية ضعيفة من كبار السن وذوي الإعاقة، وهي بحاجة ماسة إلى الدعم المتواصل والمتعدد الأشكال حتى تتمكن من توفير حياة آمنة وصحية لنزلائها.

وأكد، أن تلك المراكز وفي ظل فصل الشتاء وأجوائه الباردة، وما يواكبه من ارتفاع في أسعار الوقود وتحديدا السولار، أصبحت عاجزة عن توفير كميات السولار المطلوبة لإنجاز الأعمال اليومية، وتدفئة نزلائها ممن هم بحاجة ماسة إلى التدفئة على مدار الساعة.

على سلم الأولويات

وشدد راشد، على أن الالتفات إلى هذه المراكز الإيوائية، كان على رأس سلم أولويات هيئة الأعمال الخيرية، وذلك من خلال تزويد تلك المراكز بالأغطية ووسائل التدفئة وكميات السولار اللازمة لأغراض التدفئة، لتكون هيئة الأعمال بمثابة خير سند ومعين لتلك الشرائح المجتمعية.

وذكر، أن عددا من تلك المراكز الإيوائية توجهت إلى هيئة الأعمال بطلبات لتزويدها بكميات من السولار لأغراض التدفئة، بالإضافة إلى الأغطية ووسائل التدفئة، وهي طلبات سرعان ما تبنتها الهيئة، حرصا منها على دعم ومساندة تلك المراكز التي ترعى شرائح مجتمعية ضعيفة ليس لها من معيل سوى الله وأصحاب الأيادي البيضاء التي امتدت إليها بعطف وحنان لتمنحها بعضا من الدفء وتدثرها من برد حياة قست عليها.

وأكد، حرص هيئة الأعمال على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من التجمعات السكانية في الضفة الغربية والقدس، لمد يد العون للآلاف من العائلات التي تقطن في مناطق تفتقر للكثير من مقومات الحياة، وذلك في إطار حملة "بسمة شتاء في فلسطين".

وبحسب راشد، فإن عددا كبيرا من العائلات التي تستهدفها هذه الحملة، تفترش الأرض وتلتحف السماء، وكثير منها تعيش في مساكن بدائية عبارة عن جدران مغطاة بالصفيح وخيام لا تقيها حر الصيف ولا تمنع عنها برد الشتاء.

مساعدات طارئة

وأوضح، أن هيئة الأعمال تزود تلك العائلات بالمواد العينية الشتوية، وتقديم المساعدات الطارئة للأسر المتضررة من المنخفضات والأحوال الجوية الصعبة في كل المحافظات، وخصوصا فيما يتعلق بالأغطية والفراش والمدافئ والملابس والمواد الغذائية والحطب والأفران، إضافة إلى تقديم مساعدات نقدية لها.

وفي مدينة طوباس، حطت رحال طواقم هيئة الأعمال الخيرية في إطار تنفيذها لحملة "بسمة شتاء في فلسطين"، حيث قدمت المساعدات الشتوية لعدد من العائلات الفقيرة.

ومن بين العائلات التي استهدفتها هيئة الأعمال بتلك المساعدات، وفقا لما قاله الموظف الإداري والميداني في لجنة أموال زكاة طوباس المركزية، عبد الإله صوافطة، عائلة المواطن فوزي حامد الشريدة.

وقال صوافطة، إن هذه العائلة التي يبلغ عدد أفرادها ستة من بينهم اثنان من ذوي الإعاقة، فيما تعاني الأم من مرض نفسي، تعتبر من العائلات الأشد فقرا وحاجة، وفقا لتصنيفات لجنة أموال الزكاة، والتي تحرص على تقديم ما أمكن من مساعدات لها تعينها على مواجهة شظف الحياة الصعبة وتسهم في تلبية احتياجاتها.

وكان الشريدة، يقف على بعد أمتار من المكان الذي يعيش فيه وأفراد عائلته، عندما قدم له طاقم هيئة الأعمال إعانات شتوية وغذائية رفض في بداية الأمر تسلمها رغم حاجته، وهو يردد عبارة "الحمد لله نحن لسنا بحاجة للمساعدة..من الممكن أن يكون غيرنا بحاجة لها".

إلا أن ذلك المواطن، اضطر إلى قبول تلك المساعدات التي نقلها طاقم هيئة الأعمال إلى المكان الذي تعيش فيه عائلته، وهو عبارة عن تسوية تحت الأرض تفتقر للحد الأدنى من شروط الحياة الآدمية.