التصريحات الاسرائيلية المتتالية ضد قطاع غزة : ما السر وراء ذلك ؟

التصريحات الاسرائيلية المتتالية ضد قطاع غزة : ما السر وراء ذلك ؟
خاص دنيا الوطن - أمنية أبو الخير

الكثير من التصريحات التصعيدية الإسرائيلية منذ ما يقارب الشهر تخرج بشكل شبه يومي لتعلن اقتراب ساعة الصفر، وشن عدوان جديد على القطاع مما يثير الذعر والحيرة في نفوس الفلسطينيين حول ما إذا كانت جدية أم هي مجرد طلقات فارغة في الهواء لردع المقاومة الفلسطينية والشارع الغزي. 

يرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بشن عدوان جديد على قطاع غزة، هي تهديدات جادة لأن إسرائيل تعاني من أزمة في التعامل مع الانتفاضة الفلسطينية التي تجاوز عمرها اكثر من أربع شهور، وإسرائيل لا تعرف كيف تتعامل معها ومع تطورها المستمر حتى اللحظة على حد تعبيره. 

وأضاف المحلل السياسي خلال حديثه مع دنيا الوطن "استمرار هذه الانتفاضة يلحق أضرار كبيرة بسمعة إسرائيل ومكانتها في العالم ومع حلفائها بالدرجة الأساسية ولذلك ربما يكون من مصلحتها تحويل الأنظار عن الانتفاضة نحو قطاع غزة، وبحسب اعتقادهم قد يساعد على تهدئة الانتفاضة". 

وأوضح أن هناك هدف رئيسي أخر قد يدفع إسرائيل لشن عدوان على القطاع، هو تحجيم أو تدمير القوة العسكرية للمقاومة الفلسطينية وأنفاقها، التي تشكل تهديدا دائما لإسرائيلي والدليل على ذلك أن إسرائيل أعلنت مسبقاً أنها لم تستكمل تدمير القدرات العسكرية للمقاومة وأنفاقها. 

وأشار عوكل أن شن أي عدوان جديد على قطاع غزة هو خيار إسرائيلي، وهو قرار موجود على الطاولة الإسرائيلية بشكل دائم، لافتا الى ان مبررهم الدائم هو وجود صواريخ وشبكة أنفاق عبارة للحدود في قطاع غزة على حد قوله. 

وأكمل لدنيا الوطن : " إسرائيل بدأت فعلياً بتحضير نفسها للتعامل مع شبكة الأنفاق. والأن يوجد فرق ميكانيكية على الحدود مع غزة مهمتها البحث عن أنفاق وقد استقدموا من الولايات المتحدة قذائف تذهب إلى العمق مهمتها التعامل مع الأنفاق". 

أما عن الجانب الفلسطيني فقد قال عوكل أن هناك خلل ربما غير مقصود وربما يكون ناجما عن شكل من أشكال الاستعراض من خلال نشر فيديوهات أو استعراضات أو تصريحات متبجحه عن قدرات المقاومة واستعداداتها وهو أمر خاطئ ولا يصل إلى مستوى قرار فلسطيني بالمبادرة لاشتباك مع إسرائيل من وجهة نظره. 

وقد توقع أن يُسرع نجاح مباحثات المصالحة في قطر، عدوان جديد على القطاع، لأن إسرائيل حريصة بشكل دائم على تعطيل المصالحة الفلسطينية، مشيراً إلى أن إسرائيل شنت عدوانها الأخير على قطاع غزة بعد ثلاثة أسابيع من تشكيل حكومة الوفاق الوطني. 

مكملاً " نجاح أو فشل المصالحة الفلسطينية له علاقة بتوقيت العدوان الإسرائيلي على القطاع، وليس على مبدأ عدوان على قطاع غزة". 

في ذات السياق تواصلت " دنيا الوطن " مع المختص في الشأن الإسرائيلي هشام أبو هاشم والذي رأى بدوره ان تلك التصريحات الإسرائيلية ناتجة عن خلافات سياسية داخل حكومة الاحتلال، وهنالك معارضة إسرائيلية قوية مقابل حكومة إسرائيلية ضعيفة، وهو مناخ مناسب للتحريض نحو عدوان جديد.

وأضاف خلال حديثه مع دنيا الوطن " إسرائيل تعيش في مأزق سياسي وعزلة دولية وبالتالي تريد أن تتخلص من هذه العزلة عن طريق توجيه كافة اتهاماتها نحو قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية". 

وأشار أبو هاشم الى أن هناك تحريض من قبل بعض الأحزاب خارج نطاق الحكومة تحاول أن تسلط الضوء على عملية عدوان جديد على قطاع غزة وبالتالي هناك أحزاب ضد سياسة نتنياهو سواء الأمنية أو السياسية، وكل من تلك الأحزاب يعتبر الأمر دعاية انتخابية لحزبه على حد تعبيره. 

وعن جدية تلك التصريحات أوضح المختص بالشأن الإسرائيلي أنها أُخذت على محمل الجد من قِبل المقاومة الفلسطينية، حيث بدأت المقاومة بالرد على تلك التصريحات موضحة أن قطاع غزة لا يحتمل أي عدوان جديد وأيضا أن الظروف العربية والإقليمية لا تحتمل ذلك. 

ونوه أبو هاشم أن احتمالية حدوث عدوان جديد هو امر متوقع لأن وجود خلافات داخلية في إسرائيل منذ 1948 وحتى أخر حكومة إسرائيلية، هو من أهم تداعيات الحروب السابقة على القطاع على حد قوله.