نازحو سرت: المدينة باتت سجناً كبيراً مرعباً

نازحو سرت: المدينة باتت سجناً كبيراً مرعباً
رام الله - دنيا الوطن-وكالات

وصلت خلال اليومين الماضيين عشرات الأسر النازحة من مدينة سرت إلى مدن زليتن والخمس وترهونة (غرب ليبيا) بالإضافة للعاصمة طرابلس، بعد تزايد الأنباء عن قرب توجيه الغرب عملية عسكرية ضد تنظيم "داعش" في ليبيا.

واستطاعت عشرات الأسر الوصول إلى مناطق غرب ليبيا بعد عدة أيام من بقائها في العراء قبل أن توافق ميليشيات مصراتة على فتح مؤقت لبواباتها التي أقفلها منذ أيام في مناطق السدادة وغرب المدينة، في إطار إعلانها للمنطقة الواقعة بينها وبين سرت منطقة حرب إثر سيطرة تنظيم "داعش" على بلدة بوقرين القريبة من مصراتة.

وتحدث بعض النازحين من سرت لـ"العربية.نت" عن حالة مأساوية يعيشها السكان بالمدينة نتيجة تردي الأوضاع المعيشية، حيث تعاني المدينة نقصا حادا في الدواء والخبز والمواد الأساسية، إضافةً للوقود وغاز الطهي.

وفي هذا السياق، قال النازح "م. سالم" لـ"العربية.نت": "لم يعد بالإمكان الحصول على متطلبات العيش بعد قفل البنوك والأسعار المرتفعة بشكل كبير. كما أن أقاربنا في المدن القريبة الذين كانوا يرسلون لنا أموالا من خلال البنوك، باتوا الآن يتعرضون للتحقيق والتضييق عليهم من قبل عناصر التنظيم، مما سبب ضنكا في العيش يعاني منه كل السكان".

وأضاف: "حتى النزوح أصبح شبه مستحيل أمام الكثير من الأسر العالقة التي لم تستطع الحصول على وقود يكفيها للسفر.. نعيش في سجون في بيوتنا، فالرعب في كل مكان والحياة توقفت بشكل نهائي هناك".

مدينة أشباحوعن الأوضاع الأمنية، قال النازح "ع. خويطر": "وسط المدينة شبه خالٍ من سكانه بعد نزوح أهاليه إما خارج المدينة أو للأحياء المحاذية لوسط المدينة، فلا اتصالات ولا محال تجارية ولا مقومات حياة. إننا نعيش تحت قهر مجموعات مسلحة أجنبية غامضة الهوية والهدف".

وأضاف: "حواجز التفتيش يتغير مكانها دوريا، ومن يقف فيها ملثمون ولكنهم يتحدثون لهجات إفريقية وأحيانا لهجات تونسية وعربية. ولكن الكثير من الأهالي متأكدون أن بعضهم كانوا موجودين بالمدينة كعمالة أجنبية".

وعن حجم تنظيم "داعش" في المدينة، قال: "لا يمكننا حتى التكهن. نحن في عزلة في بيوتنا، والاقتراب من معسكراتهم يعني الموت. وأحيانا يتم إجبار أهالي أو أسر بعينها لحضور إعدام ابن لهم أو قطع يده".

تجنيد إجباريوعن المشاركة الليبية في عناصر التنظيم، قال: "لا أنفي وجود عناصر ليبية شكلت حاضنة للتنظيم، ولكن في الأشهر الأخيرة حدثت حركة تجنيد إجباري، فهناك الكثير من شبابنا أجبِروا على الدخول في دورات تدريبية، ولا نعلم أين هم الآن. فمنذ أن أُخِذوا قسرا، لم تعد تصلنا أخبارهم.. ولكن المؤكَّد أن من يقيم حواجز التفتيش هم أجانب، نعرف ذلك من خلال لهجاتهم".

وطالب نازحون تحدثوا لـ"العربية.نت" المجتمع الدولي وقوات الجيش الليبي بسرعة إنقاذ الأهالي بالمدينة والمناطق المجاورة، بسبب سوء الأحوال الأمنية التي يعيشونها إضافة لانعدام مقومات الحياة فيها.

التعليقات