المطران عطا الله حنا في مسيرة الوحدة الوطنية في القدس الشريف : " الدين هو قيم سلام ومحبة واخوة بين الناس "

المطران عطا الله حنا في مسيرة الوحدة الوطنية في القدس الشريف : " الدين هو قيم سلام ومحبة واخوة بين الناس "
رام الله - دنيا الوطن
في مبادرة هادفة لتكريس قيم التعايش والاخوة والمحبة والتلاقي بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد قام سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم يرافقه عددا من طلاب المدارس الثانوية في القدس من المسيحيين والمسلمين بمسيرة اطلق عليها اسم (مسيرة الوحدة الوطنية في القدس الشريف) ، وقد انطلقت المسيرة من باحات المسجد الاقصى المبارك مرورا بأزقة وشوارع القدس العتيقة وطريق الالام ووصولا الى كنيسة القيامة .

وقد شارك في هذه المسيرة اكثر من 70 طالبا وطالبة من مدارس القدس الثانوية في اطار مبادرة السلم الاهلي التي اطلقها سيادة المطران عطا الله حنا قبل عدة أشهر .

والهدف الاساسي من هذه المسيرة ومن هذا النشاط هو ابراز الوجه الحقيقي لمدينة القدس الذي هو عبارة عن لوحة فسيفسائية رائعة يلتقي فيها المسيحيين والمسلمون معا لكي يؤكدوا على انتماءهم وتشبثهم ورباطهم في هذه الارض المقدسة ، كما تهدف هذه المبادرة الى تكريس الاخوة والاحترام المتبادل بعيدا عن التحريض الطائفي والمذهبي ونبذا لأي محاولة هادفة لتفكيك مجتمعاتنا واثارة الضغينة في صفوفنا وبين ظهرانينا .

ولدى وصول المسيرة الى باحة كنيسة القيامة كانت هنالك كلمة لسيادة المطران عطا الله حنا الذي قال : بأننا نلتقي اليوم في رحاب القدس الشريف وفي ساحات الاقصى والقيامة لكي نؤكد بأننا ننتمي الى وطن واحد كما اننا ننتمي ايضا الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله .

والله في خلقه لم يميز بين انسان وانسان ، فكلنا مخلوقون بنفس الطريقة وكلنا نعبد الله الذي منحنا نعمة الحياة واعطانا ان نكون من قاطني هذه الارض المقدسة وهذه بركة لنا جميعا .

ان الاختلافات الدينية القائمة فيما بيننا ليست حائلا امام تلاقينا وتعاوننا والتعبير عن المحبة التي يجب ان تكون قائمة فيما بيننا .

الدين ليس تطرفا او كراهية او عنفا او دعوة الى الفتن ، فالدين هو قيم سلام ومحبة واخوة بين الناس .

ولا يجوز لنا ان نقبل بأي شكل من الاشكال اولئك الذين يستغلون الدين لتفكيك المجتمعات وتدمير الوحدة الوطنية والاخاء الديني القائم فيما بيننا منذ قرون طويلة ، الدين ليس سورا يفصل الانسان عن اخيه الانسان وليس سيفا مسلطا على رقاب الناس وانما هو جسور المحبة والاخوة فيما بيننا .

فلسطين جميلة بكم وما أجمل ان نلتقي معا مسيحيين ومسلمين في عاصمتنا الروحية والوطنية لكي نؤكد على لُحمتنا ووحدتنا واخوتنا ، فالتعددية الدينية القائمة لا يجوز ان تتحول الى صراع ديني والى صدام مذهبي فالمسيحي سيبقى مسيحيا ومن حقه ان يمارس مسيحيته وايمانه وكذلك المسلم ولكن لا يجوز ان تتحول الممارسة الدينية الى كراهية وبغضاء تجاه اخينا الانسان الذي نشترك معه بالانتماء لهذه الارض والى هذه القضية الوطنية العادلة والى المدينة المقدسة القدس .

ان مدينة القدس اليوم ومن خلال هذه المبادرة المتواضعة التي نتمنى ان تتكرر وان تستمر انما نقول لأبناء امتنا العربية وخاصة في محيطنا العربي الملتهب بفعل الارهاب والعنف والكراهية نقول : " يا ايها العرب توحدوا ولا تستسلموا لاولئك الذين يسعون لتدمير مجتمعاتنا ، توحدوا في مواجهة اولئك الذين يروجون للفتن ويسعون لزرع الكراهية والبغضاء في مجتمعاتنا ، توحدوا من اجل ان نزرع المحبة والاخوة في مجتمعاتنا العربية فتطورنا ورقينا ونجاحنا لا يمكنه ان يكون الا من خلال ثقافة الاخوة والمحبة ونبذ البغضاء والكراهية " .

فلسطين كانت وستبقى نموذجا متميزا في الوحدة الوطنية ، ونحن من هنا من باحة كنيسة القيامة نقول نعم للوحدة الوطنية ، نعم للتآخي الاسلامي المسيحي ، نعم للعلاقات الطيبة بين كافة شرائح مجتمعنا ، نعم لثقافة المحبة والاخوة ونبذ الكراهية والتطرف ، ولا والف لا للفتن والتعصب والتشرذم .

هذه هي القدس المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ، هذه هي مدينة القدس التي يلتقي ابنائها لكي يؤكدوا على اخوتهم ومحبتهم لبعضهم البعض . ومن هنا نقول كمسيحيين ومسلمين بأننا نرفض التعديات على مقدساتنا وعلى انساننا وعلى حضورنا العربي الفلسطيني الاصيل في هذه الديار .

فبقيمنا واخلاقنا ومبادئنا نحن صامدون في مدينتنا ، سلاحنا هو المحبة والاخلاق والقيم والرقي الانساني والحضاري ، وبهذه الوسائل نعبر عن انتماءنا لهذه الارض وتعلقنا بكل حبة تراب منها .