بعد "نيماكور" الخيار : الغزيون يعزفون عن الخضار

بعد "نيماكور" الخيار : الغزيون يعزفون عن الخضار
رام الله - دنيا الوطن-وكالات

أثار إعلان وزارة الزارعة الفلسطينية بغزة , عن إتلاف دفيئتين زراعيتين مزروعتين بالخيار، واحتوت على نسب عالية من مبيدات كيماوية مسرطنة وهو مبيد"نيماكور", حالة من الخوف والقلق والعزوف عن شراء الخضروات خشية من السرطان.

وفقا لعدد من الباعة , وترددوا كثيراً في شراء معظم أصناف الخضراوات الشتوية، التي بدأت تتدفق على الأسواق بكميات كبيرة، خوفاً من احتوائها على مبيدات كيماوية مسرطنة، وخاصة المبيد الأكثر فتكاً والمسمى "نيماكور".

وزادت مخاوف المواطنين من استخدام تلك المبيدات، بعد إعلان وزارة الزراعة مؤخراً عن ضبط وإتلاف دفيئتين زراعيتين مزروعتين بالخيار، وقد احتوت الثمار على نسب عالية من مبيد"نيماكور"، ما يهدد صحة المواطنين، وتم التحفظ عليهما وإتلافهما.

قلق وخوف

المواطن إبراهيم سلامة، أكد جشع المزارعين ورغبتهم في الحصول على إنتاج أكبر في وقت أقل، جعل الناس يعيشون حالة هلع، خشية وجود مواد مسرطنة في الخضراوات.

وأكد أنه قاطع الكوسا منذ عامين بعد أن أخبره مزارع باحتواء معظمها على مبيدات خطيرة، وبعد الأنباء التي سمعها عن كوارث الخيار مؤخراً، قرر مقاطعته هو الآخر، ويحرص بشدة خلال شراء باقي الأنواع خوفاً من احتوائها على مواد خطيرة.

ونوه إلى أن هلعه من هذا الخطر الكبير الذي يهدده وأبناءه، جعله يتجنب شراء الخضراوات الأكثر جودة، لاعتقاده بأنها أكثر احتواء على المبيدات، ويبحث عن الأنواع الأقل جودة، لكنه رغم ذلك يتناولها بخوف ولا يفرط في أكلها كما السابق.

تراجع إقبال

وكان باعة في أسواق جنوب القطاع تحدثوا عن حدوث تراجع في شراء بعض أنواع الخضراوات، وفي مقدمتها الخيار، نظراً لخوف المواطنين من احتوائها على مواد خطرة.

وقال البائع محمود رزق، وكان يتجول بكمية من الخضراوات على عربة كارو يجرها حيوان، محاولاً بيعها، بعد أن عجز عن ذلك خلال تواجده في السوق لساعات طويلة.

وأكد رزق أن المشترين يكثرون من السؤال حول سلامة الخضراوات، وعدم احتوائها على مبيدات، وبعضهم يسأل من أية مزرعة جلبت، وغالباً فإن الكميات التي يشتريها الفرد تراجعت عن السابق.

وطالب وزارة الزراعة بالخروج ببيان واضح، يؤكد للناس أن المنتجات مراقبة، والمتوفر منها في الأسواق سليم، وخال من المواد الخطرة، من أجل تشجيع الناس على شرائها مجدداً.

وكان مدير عام وقاية النبات في وزارة الزراعة وائل ثابت، طمأن في وقت سابق وعقب اكتشاف مزرعة خيار تحوي مبيدات زراعية سامة، طمأن المواطنين باستمرار عمل الوزارة، وإجراء الفحوص الدورية على الدفيئات والمزارع، لضمان سلامة المواطنين.

وكانت وزارة الزراعة أصدرت في وقت سابق من بداية العام، قرارا بمنع توريد واستخدام عشرة أنواع من المبيدات الزراعية الخطيرة، على أن تتم إضافة أنواع أخرى للقائمة لاحقاً، حفاظاً على سلامة المواطنين.

مطالبة بالرقابة

أما الإعلامية أمل بريكة، من سكان مدينة رفح، فأكدت أنها تابعت أنباء مفزعة عن ضبط مزرعتي خيار، واستخدام مواد مسرطنة في صناعة الحلويات، وربما ما خفي كان أعظم.

وأكدت بريكة أنه وأمام غياب الوازع الديني والوطني من بعض المزارعين، وتماديهم في استخدام المبيدات الخطيرة، يتطلب الأمر أن تكون هناك رقابة شديدة على المواد المستخدمة من قبل المزارعين، وهذه الرقابة تشمل شقين، الأول تقنين إدخال المبيدات من خلال المعابر، وصرفها واستخدامها بعلم ومراقبة مهندسي الوزارة المختصين، والشق الآخر تكثيف الرقابة على المزارع، وأخذ عينات دورية من الخضراوات، وفحصها في مختبرات تابعة للوزارة، لضمان سلام المنتجات.

وطالبت بريكة بوجود قوانين رادعة، بأن يتعرض أي مزارع يكتشف إسرافه في استخدام المبيدات للحبس والغرامة، وحرمانه من ممارسة حرفة الزراعة لفترة لا تقل عن ثلاث سنوات، كي يكون عبرة لغيره، ممن تسول لهم أنفسهم التلاعب بحياة المواطنين.

وأكدت بريكة أن عدد المصابين بحالات السرطان في قطاع غزة شهرياً في ازدياد وهذا يشكل ناقوس خطر، يجب الوقوف عنده، والعمل بكل الوسائل لتوفير الأمن والسلامة الغذائية للمواطنين.