روى لدنيا الوطن كيفية نجاح فكرته :"متقاعد من غزة" ينجح في افتتاح مشروع تربية وإنتاج فطر عيش الغراب

روى لدنيا الوطن كيفية نجاح فكرته :"متقاعد من غزة" ينجح في افتتاح مشروع تربية وإنتاج فطر عيش الغراب
غزة- خاص دنيا الوطن- تقرير لؤي رجب

ما أن يصل الإنسان إلى سن التقاعد بعد سنوات العمل والجد والاجتهاد , يشعر وكأنه قد فقد حياته , وسيتغير برنامج حياته اليومي الروتيني إلى برنامج حر بدون قيود , ليشعر بعد فترة وجيزة بالملل والوحدة والكسل , حيث أن العمل في حياة الإنسان هو غذاءه الروحي والجسدي وتواصله الاجتماعي , والمكانة المرموقة .

بهذه الكلمات بدأ المهندس أحمد عبد الهادي محمد حديثه معنا بعد أن سجل قصة نجاح كبيرة في انتاج فطر عيش الغراب ، وذلك بعد تراكمات من الخبرة الطويلة في عمله السابق بوزارة الزراعة.

قصة نجاح

يقول م. محمد بعد أن خدمت لسنوات طويلة في وزارة الزراعة متنقلاً في عدة مناصب كانت بدايتها مشرف الزراعة العضوية في محطة تجارب الشاطئ , ثم رئيس قسم المشاهدة والزهور , ثم نائب مدير محطة التجارب , ثم مدير محطة تجارب الشاطئ , ثم مدير دائرة التنمية الريفية , ثم مدير مديرية خانيونس , ليصل به المطاف في النهاية مديرا لمديرية زراعة الوسطى , وبعدها كان التقاعد في ديسمبر 2015 .

ركيزة انطلاق  

 وتابع حديثة قائلا:" بالنسبة لي اتخذت من بداية فترة التقاعد ركيزة إنطلاق لحياة جديدة مفعمة بالأمل والعمل والنشاط , ولم استكين لمقولة المتقاعد متباعد، بل المتقاعد متصاعد،لكن بعيداً عن روتين العمل الحكومي.

لذلك قررت أن أبدأ حياتي الجديدة بمشروع تربية وإنتاج فطر عيش الغراب , خاصة وأنني كنت خبيرا في هذا المجال أثناء عملي السابق، حيث كان لنا السبق في الوزارة في إنتاج البادئ الفطري في محطة تجارب الشاطئ على مستوى الوطن، وكانت المحطة سرحاً علمياً يأتيها الباحثون والمتدربون والمزارعون من جميع المؤسسات العلمية الحكومية والغير حكومية .

وأضاف :" بعد ذلك بدأت أخطط للمشروع في شهر سبتمبر 2015 قبل تقاعدي بشهر ونصف تقريباً , وبالفعل جهزت الحوامل وشبكة الري , في داخل الشقة العلوية حيث  كانت غير جاهزة للسكن، وبدأت التعامل مع مختبر محطة تجارب الشاطئ مع الزميل   المهندس أمجد الأغا , وأصبحت أشتري بذور الفطر ( البادئ الفطري ) من المحطة كما يباع للمواطنين المهتمين والباحثين , بسعر 5 شيكل للبرطمان يزن حوالي 400 جرام .

وبعدها بدأت بالزراعة الأولى في شهر 9-2015 , وكان أول إنتاج الثمار في شهر 10- 2015 , وكان الانتاج بفضل الله غزيرا وجيدا.

  وعملت مصلقات باسم المزرعة التي قد تم تسميتها "مزرعة" منّ السما" لإنتاج الفطر " وقد تم تغليف المنتج في أطباق من الكلكل مع وضع ملصق صغير موضح فيه تاريخ الإنتاج و مدة صلاحيته، طبعت ملصق جديد وألصقته على العلبة يحتوي على فوائد الفطر وأهميتة الغذائية والعلاجية ,وقد لاقى هذا الملصق استحسان معظم الزبائن .

معاناة تسويق المنتج

ويسرد المهندس محمد معاناته في عملية التسويق , فيقول كنت أحمل المنتج وأسوقه على المحلات , الكبيرة في المنطقة الوسطى , ولاحظت أن التصريف ضعيف مع تلك المحلات مما كان يضطرني أن أستبدل الأطباق القديمة بأخرى جديدة مما زاد قيمة التكلفة , ثم بعد ذلك انطلقت إلى مدينة غزة , وكنت أعرض بضاعتي على المحلات والمطاعم ,

حيث كنت أجد صعوبة في عملية التسويق ونشر ثقافة تناول وإستهلاك في فطر عيش الغراب, وكان كل هذا مشياً على الأقدام , إلى أن وصل بي المطاف إلى سوبر ماركت الأندلسية , الذي رحب بالفكرة حيث كنت أسوق له الطبق وزن 200 جرام , ب6شيكل , ويبيعه هو ب7 شيكل , وكانت هذه هي البداية , وفي النصيرات كان التعامل مع أكبر سوبر ماركت في الوسطى   الذي بدوره شجعني على الإستمرار , إلى أن أصبح العنوان الوحيد للفطر في الوسطى .

وتابع ثم توسع نشاطي شيئاً فشيئاً إلى أن أصبح عندي أكثر من مركز للتوزيع في مدينة غزة ,  وهؤلاء الذين لهم الفضل بعد الله في تشجيعي في الإستمرار في الإنتاج , حتى أصبحت لا أستطيع أن أوفي بالطلبيات للمحلات أحياناً بسبب برودة الجو , حيث يقل الإنتاج ،و أصبح هناك طلب كبير على الفطر .





 



التعليقات