عيسى: التربية عملية صناعة الإنسان وتحصيل للمعرفة وتوريث للقيم

عيسى: التربية عملية صناعة الإنسان وتحصيل للمعرفة وتوريث للقيم
رام الله - دنيا الوطن
قال الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، "إن التربية تشتمل على تعليم وتعلم مهارات معينة، والتي تكون أحيانًا مهارات غير مادية أو ملموسة، ولكنها جوهرية، مثل القدرة على نقل المعرفة، والقدرة الصحيحة على الحكم على الأمور، والحكمة الجيدة في المواقف المختلفة، ومن السمات الواضحة للتربية هو المقدرة على نقل الثقافة من جيل إلى آخر".

وأضاف، "هناك تعاريف كثيرة للتربية اختلفت باختلاف نظرة المربين وفلسفتهم في الحياة ومعتقداتهم التي يدينون بها، وقد وجد منذ القدم وإلى أيامنا هذه أنه من الصعب الاتفاق على نوع واحد من التربية تكون صالحة لجميع البشر وفي جميع المجتمعات وتحت كل الأنظمة وفي ظل كل المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

وتابع عيسى، "كان الحديث عن التربية ولا يزال يتناول معنى التطور والتقدم والترقي والزيادة والنمو والتنمية والتنشئة، وتعني التربية توجيه المتعلم بأفضل طريقة نحو التحصيل المعرفي، والتربية يمكن تعريفها بأنها تطبيق لعلم أصول التدريس، والذي يعتبر تجمعًا للأبحاث النظرية والتطبيقية والمتعلقة بعمليتي التعليم والتعلم، والذي يتعامل مع عدد من فروع المعرفة، مثل علم النفس، والفلسفة، وعلوم الكمبيوتر، وعلوم اللغات، وعلم الاجتماع، وهي عملية صناعة الإنسان، وهي تحصيل للمعرفة وتوريث للقيم كما هي توجيه للتفكير وتهذيب للسلوك".

وأشار، "أهداف التربية منها الهدف المحافظ وهو الهدف الذي كان سائدا في المجتمعات البدائية، حيث كان الأهل يربون الناشئة على ما كان عليه الراشدون، وكان الأطفال يتعلمون ما إن ينتظر القيام به حين يصبحون راشدين، بالإضافة للتربية لإعداد المواطن الصالح، فقد كانت أهداف التربية في الدول السابقة هي إعداد الفرد لذاته وتنمية الصفات المطلوبة والمرغوبة".

واستطرد أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية، "كما التربية لإعداد يحقق الأغراض الدينية حيث إن أرفع العلوم حتما هو معرفة الله وصفاته، ولكن العلوم لم تقيد بهذا الحد، وهناك النزعة الإنسانية في التربية بحيث إن التربية الكاملة هي التي تمكن الرجل من أن يقوم بكل الواجبات الخاصة والعامة، وقت السلم وزمن الحرب بكل حذاقة واعتزاز".

وأوضح، "المعرفة وطريقة البحث كهدف أعلى للتربية بدأ توسع العلوم واضحاً منذ مطلع القرن السابع عشر، وكان من نتائجه وقوف الفكر الإنساني أمام هذا الاتساع وقفة حائرة تتمثل في كيفية الإحاطة الكاملة بهذه المعارف، وإيجاد طريقة كوسيلة لازمة للوصول إلى المعرفة".

ولفت الدكتور حنا، وهو خبير القانون الدولي، "الأهداف الأرستقراطية والديمقراطية في التربية ولقد كانت أهداف كوندورسية بجملة عامة حين يقال إن هدف التربية هو إنماء الملكات الجسمية والفكرية والخلقية في كل جيل، مما يؤدي إلى المشاركة في التحسين التدريجي للجنس البشري، وهناك التربية كنمو فردي متناسق، فقد تركت الأهداف التربوية لروسو أثرا بالغا في الفكر التربوي المعاصر، وهي تشديدها على النمو الذاتي الداخلي للطفل نموا يحقق له وحدة شخصيته وتناسقها وانطلاقها وإن اختلفت معه في التفاصيل".

ونوه أمين نصرة القدس، " لا نغفل عن أهداف التربية التقدمية والتي لا بد لها من جعل حياة الطفل في المدرسة غنية زاخرة بالجديد والمتنوع، وبالمشاكل التي تشبه مشاكل الحياة العامة، وجعل تربيته مبنية على طريقة حل المشكلات، وللتربية القومية أهداف بحيث تتفق الدول المتعاقدة على أن يكون هدف التربية والتعليم فيها بناء جيل عربي واع مستنير يؤمن بالله وبالوطن العربي ويثق بنفسه وأمته ويستهدف المثل العليا في السلوك الفردي والاجتماعي ويتمسك بمبادئ الحق والخير، ويملك إرادة النضال المشترك وأسباب القوة والعمل الايجابي متسلحا بالعلم والخلق لتثبيت مكانة الأمة العربية المجيدة، وتأمين حقها في الحرية والأمن والحياة الكريمة".

وتابع القانوني حنا، "من سمات التربية أنها عامة لكل الناس، وشاملة جوانب الحياة المختلفة، ومؤدية إلى التوازن والتوافق وعدم التعارض بين الجوانب المختلفة، بالإضافة لكونها مرنة مسايرة لاختلاف الظروف والأحوال والعصور والأقطار، وصالحة للبقاء والاستمرار ومناسبة للكائن الإنساني، موافقة لفطرته وغير متعارضة مع الحق، كما أنها متوافقة غير متصادمة مع المصالح المختلفة وواضحة الفهم للمربي والطالب، وواقعية وميسرة في التطبيق ومؤثرة في سلوكهما