"تسع وثمانون كلمة" حصاد بيان مشترك لم يأت بجديد : لا تتفاءلوا كثيراً فالشيطان في التفاصيل !

"تسع وثمانون كلمة" حصاد بيان مشترك لم يأت بجديد : لا تتفاءلوا كثيراً فالشيطان في التفاصيل !
خاص دنيا الوطن

بيان صيغ بدقّة وحذر شديدين , تسعة وثمانون كلمة هو البيان الرسمي المشترك الصادر من الدوحة بعد انتهاء اجتماعات حركتي فتح وحماس هناك .

مصادر رسمية أبدت عدم تشاؤمها حيال نتائج اللقاءات لكنها لم تكن متفائلة بالقدر المتوقع .

البيان الصادر في نهاية اللقاءات جاء في تسع وثمانون كلمة فقط غابت عنها التفاصيل وصيغ البيان بصورة تجعل القاريء "متشائل" فيتفاءل بداية الفقرة الأولى ليُصدم بنفيها في باقي الفقرة .
جاء في البيان الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية -رغم صدور بيان منفصل لحركة حماس- :" "  برعاية قطرية كريمة، شهدت الدوحة يومي الأحد والاثنين، السابع والثامن من شهر شباط الجاري، لقاءات بين حركتي "فتح" برئاسة عزام الأحمد، و"حماس" برئاسة خالد مشعل، وذلك للبحث في آليات تطبيق المصالحة ومعالجة العقبات التي حالت دون تحقيقها في الفترة الماضية." (تفاؤل)

واضاف البيان المشترك :"وفي أجواء أخوية، تدارس المجتمعون آليات وخطوات وضع اتفاقيات المصالحة موضع التنفيذ (تفاؤل)" مكملاً في الفقرة ذاتها :"ضمن جدول زمني يجري الاتفاق عليه."(تشاؤم) .  

وختم البيان المقتضب :" وقد توصل الجميع إلى تصور عملي محدد" (تفاؤل) وأكمل البيان في الفقرة الأخيرة :"لذلك سيتم تداوله والتوافق عليه في المؤسسات القيادية للحركتين وفي إطار الوطن الفلسطيني مع الفصائل والشخصيات الوطنية، ليأخذ مساره إلى التطبيق العملي على الأرض."(تشاؤم مضاعف) .
 
المواطن الذي انتظر "الدخان الأبيض" لم يره ولم يلحظه .. رغم ان البيان المشترك أوضح بخروج الدخان الابيض خجولاً وقد يكون بإحراج المكان ذاته .

الفيسبوك لم يترك البيان يمر مرور الكرام فشنّ نشطاء هجوماً على بيان "التصور العملي" وسارعوا بإطلاق النكات والقفشات التي استندت بالاساس على كون شهر شباط ما عليه رباط وفقا للأمثال الشعبية الفلسطينية .

اما في التفاصيل التي وصلت دنيا الوطن فقد فسّر المجتمعون الماء بعد جهد بالماءِ  - فعادوا لتفسير اتفاق القاهرة والذي فسّرته حكومة الوفاق عملياً بتشكيلها للجنة الادارية القانونية التي ستبحث في امر موظفي حماس في الوزارات وهو الأمر الذي عرقلته حماس في حينه - وكرروا ما جاء في الاتفاق نفسه بتشكيل لجنة أمنية عليا لم تر النور منذ اتفاق القاهرة وتفاهمات الشاطيء والدوحة واتفقوا على مخاطبة جامعة الدول العربية ومصر وتونس للبدء بالاجراءات العملية لتشكيل اللجنة المذكورة .

اما بما يخص معبر رفح فلم فطرح الطرفان مبادرتيهما وأصرّت فتح على كون الحكومة هي المسؤولة عن التفاصيل مع إبداء موافقة على استيعاب موظفي حماس في المعبر , ومخاطبة مصر بهذا الخصوص .

من الواضح ان (التخبط) الذي تم في الدوحة استند على اساس عدم تبادل الثقة بين الطرفين حيث تطلب حركة فتح تشكيل حكومة وحدة وطنية وورقة موقعة من قيادة حماس بالموافقة على اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وفق نظام القائمة الموحدة وتطلب حماس من جهتها ضمانات لموظفيها ولأجهزة الأمن .

بعد عام ونصف على تشكيل حكومة الوفاق التي يرأسها الدكتور رامي الحمدلله عاد المتنازعون لإقرار قرارات اتُخذت حكومياً في فترات سابقة ولو بدأت الحكومة تطبيقها في حينه لربما بتنا في ربع الساعة الأخير لإعادة بناء اللبنة الأخيرة للجسم المُوحّد .