خلال ندوة في ذكرى رحيل "الحكيم .. الشعبية تدعو للوحدة في ظل الإنتفاضة

خلال ندوة في ذكرى رحيل "الحكيم .. الشعبية تدعو للوحدة في ظل الإنتفاضة
رام الله - دنيا الوطن
 بدعوة من مركز الهدف الاعلامي وبمناسبة الذكرى الثامنة لرحيل القائد المؤسس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة القومين العرب د. جورج حبش نظم امس الأول في مقر الغرفة التجارية في رام الله الندوة الحوارية الوطنية تحت عنوان "جدل وافق الانتفاضة والوحدة".

ادار الندوة راسم عبيدات الكاتب والمحلل السياسي ، وتحدث فيها كل من د. اليف صباغ كاتب ومختص في الشان الاسرائيلي، و عباس زكي عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعمر شحادة مدير مركز الهدف...اضافة الى مداخلات تحدث فيها العديد من المهتمين والمثقفين وسياسيين.

ومن جانبه قال عمر شحادة العضو القيادي في الجبهة الشعبية ومدير مركز الهدف بضرورة وجود موقف وطني جامع ودعوة وطنية عامة للنهوض بالنضال الوطني وعدم الالتفات الى الخلف وطي صفحة الماضي للتقدم معا يد بيد وكتفا بكتف لمواجهة الاحتلال ومخططات تصفية القضية الفلسطينية.

وقال، ان افضل تكريم للدكتور حبش مؤسس الجبهة الشعبية ان يكون التكريم تكريما للعقل وما الندوات الا دعوة لاعمال العقل الوطني الجمعي الفلسطيني بما يشكل هاديا لنضال شعبنا وقطاعاته نحو هدفه في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس، فذلك هو البرنامج الذي يوحد الشعب الفلسطيني ونهض بمنظمة التحرير طليعة نضالية ووطنية للشعب الفلسطيني ويمثل كل ابناء شعبنا في كل مكان.
واضاف، ان دخول الانتفاضة اليوم شهرها الخامس هو نوعا من رد الاعتبار للرفيق حبش فكرا وسياسة وسلوكا وليس له فقط بل لكل المناضلين الفلسطينيين والمثقفين والكوادر والقيادات التي حذرت شديد الحذر وناضلت بكل ما تملك لاجل فضح خديعة اوسلو والحيلولة دون توظيفها من قبل الامبريالية الامريكية وربيبتها الحركة الاسرائيلية وكيانها لخداع الشعب الفلسطيني وتوريثه المهانة والضعف والانقسام والتفكك ومنعه من تحقيق حقوقه الوطنية في تقرير المصير.

ولفت،الى ان خمسة شهور من الانتفاضة المستمرة التي هي كلمة عولمها وعنونها الشعب الفلسطيني بانتفاضة الحرية والاستقلال، وبفضل هذه العولمة اطاحت كلمة الانتفاضة بما أُلصق بنضال الشعب الفلسطيني مما سمي بالارهاب. وفي الوقت نفسه كشفت حقيقة الاحتلال واجرامه اتجاه نضال الشعب الفلسطيني، لافتا، عندما نقول انتفاضة فاننا نقصد شكلا وطورا من اطوار مقاومة الشعب الفلسطيني الممتدة اكثر من قرن من الزمان، حين القول انتفاضة فهي بمثابة ذروة من ذرى المقاومة الشعبية وبهذا المعنى فان الانتفاضة في شهرها الخامس تجيب على سؤال الحائرين والتائهين –هل هي انتفاضة ام حراك؟ ام فزعة و هبة عابرة؟ فالانتفاضة وهي تدخل شهرها الخامس تعطي جوابها بانها ابعد مما ترائى لنا، واعمق بكثير مما ترائى لنا ايضا، فهي لا تشبه لا الانتفاضة الاولى ولا الثانية، بل هذه الانتفاضة هي نتيجة الظروف الموضعية والمركبات الداخلية والخارجية لهذه الظروف، لهذا لا تشبه غيرها ولا تقاس بنفس المقاييس، فهناك اشكال في النضال لا يصطنعها احد، تظهر عفويا في مجرى النضال، ولكن هذه الاشكال والنتائج التي عبرت عن ذاتها في هذه الانتفاضة بوسائل الطعن والدهس ظهرت وبدأت تتطور وتتوسع وتتفرع باعتبارها شكلا من اشكال هذه الانتفاضة وليس شكلها الوحيد في الوقت نفسه، هذه الانتفاضة التي قد تستمر لسنوات لا يتم حتى الآن تنظيم أسس و مقومات قياداتها واستمرارها وتحديد هدفها الجامع الموحد والمباشر، ففي الانتفاضات غالبا ما يكون سببا مباشرا يشي بالاسباب الموضوعية المقررة والسبب يكون مباشر مثل ما حدث مع حرق الفتى محمد ابو خضير حيث اندلعت الشرارات الاولى لانتفاضة القدس ومثل ما حدث من محاولات تقسيم الاقصى وحرق عائلة دوابشة، تلك الشرارات وصل لهيبها ليس لابناء شعبنا في القدس والخليل بل امتدت لتطال جميع الضفة الغربية وتصل الى المناطق الفلسطينية المحتلة في العام 1948 وتصل قطاع غزة وكذلك الخارج، وهو ما حول مشاركة ابناء الشعب الفلسطيني ولاول مرة في المناطق المحتلة لعام 1948 من شكل الاسناد والتضامن مع الانتفاضة الى شكل المشاركة والمواجهة في هذه الانتفاضة ما يعتبر تحول نوعي جديد.

واستطرد شحادة يقول، فانه عند الحديث عن هذه الانتفاضة فاننا نتحدث عن طور جديد في مقاومة شعبنا، ورد على التحديات الوطنية والديمقراطية والاجتماعية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، لهذا نرى في هذه الانتفاضة انتفاضة وعي جديد لجيل جديد، يقوم على ان صراعنا مع الحركة الاسرائيلية صراع حياة او موت. هذه هي الرسالة التي قدمها جميع الشهداء ومنهم الرقيب في الشرطة امجد السكري والاصدقاء الثلاثة من قباطية جنين وقبلهم ابناء ابو جمل في المكبر ومهند الحلبي ، هذه رسالة الوعي الجديد والجيل الجديد،وهذا الجيل ليس جيل اوسلو وهم ليسوا جيل دايتون، هؤلاء اجيال جورج حبش وياسر عرفات واجيال الشيخ احمد ياسين والشقاقي وعمر القاسم وعز الدين القسام وعبد القادر الحسيني ... هذه هي الجينات الموجودة عند كل اولئك الناس الذين رفضوا ان يبيعوا وطنهم بل استشهدوا انتصارا  لكرامتهم وحقوق شعبهم وفضلوها على متاع زائل، هي تلك حقيقة الوعي الجديد الذي ظهر.

وتابع، الانتفاضة في الوقت نفسه تقدم نفسها باعتبارها حلا للازمة الوطنية الشاملة التي يعيشها الشعب الفلسطيني التي تضرب في مفاصل النضال الوطني والديمقراطي والاجتماعي، هذه الازمة التي تكشف الدرجة التي وصلت اليها القيادة الفلسطينية من حالة الشلل، والعجز عن تغيير انماط سلوكها وتفكيرها وعملها، و في الوقت نفسه نفور الشعب الفلسطيني من هذه السياسات الفلسطينية الرسمية القائمة، وانعدام الثقة بهذه السياسات التي تقدمها القيادة الفلسطينية هذه الايام. في الوقت نفسه تقدم الانتفاضة نفسها باعتبارها اساس ومحور لاستراتيجية وطنية بديلة تقدم للشعب الفلسطيني لقواه السياسية ولقيادات منظمة التحرير ولقيادة السلطة تقوم على القطع التام مع اوسلو بما مثله من التزامات سياسية واقتصادية وامنية ..  ، وبما مثله اوسلو من مفاوضات ثنائية بالمرجعية الامريكية وبما مثله من انهاك وفتك بالمناعة الوطنية المكتسبة للشعب الفلسطيني، وبما مثله من محاولات مست بوحدة الشعب والارض والقضية،  انها بديل لاوسلو بما مثله من حالة انقسام وانحراف. هذه الاستراتيجية تقوم على القطع التام مع اوسلو وتداعياته وتنفيذ اتفاق المصالحة وتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني واستعادة مكانة منظمة التحرير الفلسطينية وبناء نظام سياسي فلسطيني جديد، نظام سياسي ديمقراطي تعددي وتشاركي جديد يضع حدا لحالة التفرد والاستئثار والاستقواء والاستحواذ، ولخنق الحريات المتفشي في سلتطي غزة ورام الله.

وانهى الحديث بالقول،نريد نظام سياسي جديد نواته مجلس وطني توحيدي جديد يستعيد مكانة منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها قيادة واحدة وموحدة للشعب والانتفاضة المندلعة في شوارع فلسطين التاريخية، ويفتح الطريق على اساس برنامج هذه القيادة وهو برنامج منظمة التحرير في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس،لشتى اشكال المقاومة الشعبية السياسية والاقتصادية والثقافية والاعلامية ولحركة المقاطعة ومناهضة التطبيع، ولم شمل العرب ورفع مكانتهم وعودة القضية الفلسطينية لتحتل مكانتها في خارطة الصراع العالمي بديلا للتناحر والاحتراب الطائفي والمذهبي، فلا يمكن لنا ان نكون حركة تحرر وهناك من يتعاون ويتحالف مع اعدائنا، فهذا ليس موقع القضية الفلسطينية موقع القضية الفلسطينية هو بالنضال الوطني والديمقراطي والتقدمي مع شعبنا وشعوبنا العربية وكل شعوب العالم، موقعنا في مناهضة السيطرة الامريكية على العالم ونظام القطب الواحد، موقعنا في النضال الوطني العام الذي يضع حدا للاسرائيلية العنصرية وحروبها ليس على الشعب الفلسطيني فقط لاننا راس الحربة فحسب، بل على الشعوب العربية والعالم اجمع. مضيفا، هناك تحرك و مبادرات اهمها جهود فرنسا لتعبئة الفراغ السياسي القائم و مشاريع لفرض الحماية الدولية المؤقتة لتمكين الشعب الفلسطيني من بسط سيادته على اراضي دولته وتنفيذ قرارات الامم المتحدة وغيره من القرارات الكثيرة بما فيها حق العودة، قائلا:تلك المبادرات والمشاريع لن تغادر الواقع الذي يحلق في واقع افتراضي لا يوجد لها ترجمة على الارض، ومن اجل ان تصبح هذه الشعارات حقيقية فعلية قابلة للتحقيق فعلى قيادة الشعب الفلسطيني ان تضع حدا لكل ركام اتفاقات اوسلو ومآسي وسياسة اوسلو وتتبنى الانتفاضة والوحدة سبيلا لتحقيق اهدافه في الحرية والاستقلال والعودة.

وفي كلمته قال د. اليف صباغ بمناسبة ذكرى رحيل حبش الذي عرفته في – صوفيا- وجمعني لقاءين وكان حبش يوصي دائما على أبناء فلسطين الداخل بقوله : ديروا بالكم على اولادنا 1948 مما كان له الاثر الكبير في نفسي، معتبرا اليف تلك من اعظم الكلمات التي جذبته وقربته الى حبش، قائلا، تلك الكلمة لم تكن صدفة وانما كانت في صلب اهتمامه بوحدة الشعب الفلسطيني بغض النظر عن اختلاف المكان او الرؤيا، تلك الوحدة التي بتنا نعاني منها اليوم، اضافة انها تشكل عقبة اساسية امام تطور نضالنا الفلسطيني نحو تحقيق الاهداف المرجوة.

واضاف، ان اليوم الشعب الفلسطيني امام حالة ،لا نتفق على تعريفها، هل نحن في انتفاضة ام في هبة شعبية او نحن في ثورة، قائلا، عرفنا في السابق حينما كانت لدينا انتفاضة شعبية عارمة وشاملة، تلك التي خرجت من القاعدة –ميدانية- خرجت من الشعب وبشكل عفوي في باديء الامر، وبالتالي سميت انتفاضة لانها عفوية وجماهيرية، ولانها تعبير صادق من الجماهير بتعبير عن رفضهم الاحتلال بكل سلوكاتيه وتعبير عن رفضه وبهدف تغير الوضع نحو الافضل، وفي ذات الوقت شكلت الانتفاضة وما زالت تشكل بنداءها الى السياسي والثوري – تفضلوا خذوا دوركم- الجماهير المستعدة لاجل التضحية ومستعدة لان تقوم بكل عمل، وبدات الانتفاضة بتنظيم نفسها اولا ميدانيا قبل تدخل منظمة التحرير الفلسطينية، و بعد ذلك اخذت منظمة التحرير لاحقا دورها، مضيفا، الانتفاضة الثانية بدات ايضا ميدانيا باحتجاج شعبي عارم ضد محاولات شارون اقتحام باحات الحرم القدسي الشريف والسيطرة السياسية الاسرائيلية عليه، وكان هذا رد فعل انتشر الى الضفة الغربية وقطاع غزة واراضي العام 1948، وكان البعض يسميها هبة وليس انتفاضة.

واشار الصباغ، انه في الانتفاضة الثانية قامت السلطة الفلسطينية منذ البداية بتلقف النداء الجماهيري واخذت على عاتقها حماية الانتفاضة تلك، واتفق على حماية الانتفاضة وابقاءها في مستواها، ولاحقا السلطة ستعالج الموضوع، وقالت دعونا نكمل المفاوضات، وراينا عدة تيارات تريد ابقاءها، وكانت القرارات متشعبة ومركبة، لافتا، ان تلك الانتفاضة –الثانية- ضربت عسكريا وقمعت من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي بكل الوسائل الممكنة ولكنها صمدت على مدى سنوات بشكل لم يتوقعه احد، بمعنى ان الشعب كان مستعد لتقديم الضحايا بعد الضحايا والشهداء بعد الشهداء، لاجل الوصول الى ما لم تصل اليه الانتفاضة الاولى.

وتساءل الصباغ ، هل وصلنا الى الانتفاضة الاولى والثانية التي هي على المستوى الاعلى من حالة النضال وشعبية الكفاح، الى ما يسمى بالحالة الثورية ونسينا تعريفها وحاولنا بشكل غير مقصود عدم التحدث عن ذلك حيث لم نعد نتحدث عن ثورة بل انتفاضة فهل الانتفاضة هي ثورة ام حلقة من حلقات الثورة، هي مستوى من مستويات النضال الشعبي للوصول الى الحالة الثورية والكفاح، ومن هنا نتحدث عن انتفاضة فقط واذا ما تطورت الى حالة ثورية بشكل واعي وعقلاني وصحيح وشجاع، فيكفي ان يكون عقلاني وشجاع والعقلانية وحدها لا تكفي كذلك الشجاع، فعلينا ان ندمج ما بين الشجاعة والعقلانية وان لا ندمج بين كافة اشكال النضال ، وهو ما يجعلنا لا نصل الى الحالة الثورية المطلوبة، فالحالة الثورية ليست فقط ظروف موضوعية.

وطالب الصباغ، الى البقاء في وضع طبيعي والانتباه الى حالة العدو هل هو في وضع متماسك او في وضع متخلخل، فالعامل الذاتي ان كان مرتبك للعدو نستطيع الدخول فيه، قائلا، وقتها نكون قادرين على اختراق هذا العدو، بغض النظر عن ماذا يكون الوضع الاقليمي والدولي.
واستذكر الصباغ، مقولات للدكتور حبش في العام 1983 في المجلس الوطني في الجزائر وبعد الخروج من بيروت حيث قال ، مستشهدا بذلك لمن يتحججون بالوضع الدولي والعربي الحالي قائلا، الوضع العربي والدولي والفلسطيني "ماساوي" ولكن حبش قال كلاما واضحا وصريحا – يقولون ابواب القتال ضد الاحتلال اصبحت مغلقة امامكم – وكان هو قول رائج شبيه بالقول الرائج اليوم نحن عاجزين عن مقاومة الاحتلال، والتنسيق الامني قائم ما بقي الاحتلال، كما قال حبش –وهل الابواب مغلقة اكثر مما كانت عليه العام 1965- حيث كان في ذلك العام ايضا الوضع العربي رغم وجود عبد الناصر فجاءت انطلاقة الثورة الفلسطينية وجاء استقلال القرار الفلسطيني وانتزاعه من ايدي الانظمة العربية حتى من جمال عبد الناصر وكان القرار الفلسطيني مستقل، وقرار الانطلاق كان فلسطينيا مستقلا في وضع دولي وعربي غير جاهز.واضاف الصباغ في حديثه عن حبش مقتبسا ايضا من كلامه- ان حبش اشار الى ضروة الاعتماد على الذات اولا وليس على العوامل الخارجية وخطابه حمل في نهايته قناعتي التامة ان فلسطين لن تتحرر الا من خلال ثورة فلسطينية ملتحمة مع حركة تحرر قومي عربي- وداعيا حبش جموع الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده في فلسطين وحتى بامريكا اللاتينية مرورا بالدول العربية بالعمل التعبوي الاعلامي السياسي ينادي بحق الشعب الفلسطيني بوطنه وليبقى الشعب الفلسطيني طليعة للنضال .

ودعا الصباغ ، الى تبني موقف حبش الانف الذكر عام 1983 اليوم، قائلا،نحن اكثر الناس حاجة الى تبني ذلك الموقف في الظروف الحالية، قائلا اذا ما تحدثنا عن معوقات تحول الانتفاضة الى مقاومة شعبية والتي افضل تسميتها بــ "المقاومة الشعبية" لانها لم تاخذ شكل الانتفاضة الشعبية العارمة كما توقعنا في بدايتها، حيث لم تطور الحالة المحلية الى حالة عامة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولذلك التراجع عدة اسباب الضغط الامني فتحولت الى حالات فردية –مقاومة فردية- ولكن في نهاية الامر هي مقاومة شعبية ضد الاحتلال، وحتى تتحول تلك المقاومة الى حالة ثورية بكل مركباتها والتاثير على الاحتلال فلا بد من انتهاك عدة معوقات وتحويلها الى حالة ثورية يمكن استثمارها سياسيا ، اولها لا بد من دراسة اتفاقيات باريس فالمعوق الاساسي ليس فقط التنسيق الامني بل ما زلنا نسير في الحالة الاقتصادية واتفاقيات باريس وكل ما فعلته اتفاقيات باريس في حالتنا كانت معوق اساسي لتطوير المقاومة الفلسطينية والوصول بها الى حالة ثورية نشطة، وثانيا وقف التنسيق الامني مع الاحتلال فقد يقول قائل لا نستطيع ايقاف التنسيق الامني ولكن نقول لا توقفوه ولكن فعليا وميدانيا بالامكان فان تستفيد منه يمكن ذلك، وذلك يحتاج الى قناعة ذاتية للقيام به، وثالثا، لا بد من مقاومة الفساد، الذي لم يعد فقط في قمة السلطة، فقد اصبح في مجتمعنا الفلسطيني رائجة، وبالتالي تحول الفساد الى عدو رقم واحد والى عدو ذاتي وتربة خصبة لاختراق الاحتلال لصفوف الفلسطينيين، اما رابعا فغياب الوحدة الوطنية بشكلها الحالي يتطلب محاولة لانتاج قيادة ميدانية جديدة تاخذ على عاتقها الهم الوطني دون اعتبار لاي تنظيم كان وهو ما يمكن ان ينتج من كل التنظيمات حيث يوجد قيادات كافية لكل التنظيمات قادرة على ان تحمل هذا الهم الوطني، منهيا الصباغ حديثه بالقول المعوق الاخير ايضا في غياب البرنامج السياسي الوطني ياتي كمعوق لتحويل وتطور المقاومة الشعبية الى حالة ثورية والاستفادة منها.

من جهته قال عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الراحل حبش موجود في عقلنا وتجربتنا وهو من الكبار الذين لا يموتون حتى حضورهم في الغياب اكثر تالقا من الحاضرين ايا كان لانه رجل مباديء منذ ان تلمس الحياة وجد من ان هناك من يمنع هذه الحياة وهو العدو، وانكفأ عربيا ثم انكفا فلسطينيا ثم انكفا امميا وجرب في كل الوسائل ان يحافظ على الذات الفلسطينية التي يجب ان تكون في مستوى التحدي بحجم المعاناة.

واضاف، ان الظرف الراهن من الوضع العربي والاقليمي والدولي والفلسطيني، نحن يوجد لدينا الان اتفاقية سايكس بيكو العام 1916 وتلك الاتفاقية التي رعتها اوروبا حتى الحرب العالمية الثانية ومن ثم جاءت الولايات المتحدة ورعتها وكانت حريصة عليها وايضا العرب اصبحوا حريصين على حدود سايكس بيكو، والان مضى مئة عام نحن 2016 وانتهت اتفاقية سكايس بيكو وبدا العالم الان يبحث في خارطة جديدة، نحن كنا نفكر خارطة بفكر امريكي ، وبات العرب الان يتسائلون ما هي الخارطة الجديدة وبدات السعودية لم تحارب يوما بدات تحارب، فالوضع تغير لان المنطقة مشاع وستكون اتفاقية ملزمة لمئة عام في المنطقة، اما نحن من دافوس وما يجري في دافوس الان التي تقول التصريحات جميعها اتفقنا على كل شيء باستثناء الجغرافيا، وبالتالي هنا الخطر الكبير الداهم ، ونحن فلسطينيا ان لم يكن لنا نصيب فان مئة عام سنكون خارج النعي العربي والدولي، وهو ما يعمل عليه نتنياهو يجب "اقصاؤهم" اي الفلسطينيين والجميع يفتش الان عن موقعه والضمانات الدولية له في المئة عام القادمة، وهو الامر المدعاة الى ان ناخذ دورنا بجد حينما تاتي روسيا ويلقون بكل امكانياتهم بالمنطقة على قاعدة ان الولايات المتحدة فشلت والاوروبين فشلوا ومن حق الان في ظل المرحلة الاستثنائية ان اكون في المنطقة وان يكون لي راي في السنوات القادمة، فهو جزء من الموقعين على الاتفاقيات السابقة.

وقال زكي انني اعتقد انه عند السماع بما يسمى الدولة اليهودية، وهناك مبرر لقيامها وتبرير لوجود داعش فذلك امر طبيعي جدا حيث ان امريكا قالت لن نحارب وهم يوصلون الان الى الرقة في بغداد وما يحدث في اليمن وليبيا فتلك امورا غريبة جدا ونحن فلسطينيا ، العنصر الاساسي المحرك اذا ما انطلقنا ناحية الخطوة والجسارة على طريق جورج حبش لنؤكد حضورنا والا نكون غيبنا حضورنا وانفسنا الى مئة عام قادمة.
واشار، اريد الحديث عن ما يمكن ان يكون في ظل وضع عربي فقد الفاعلية وان كان معنا في ظاهره وفي وضع دولي يتارجح الان بين المد والجزر باعتبار ان الظروف غير محكومة الان فلا يوجد سيطرة، اعتقد ان هناك حروب وجبهات ستفتح " اي خريطة" بدون مؤشرات وتحضيرات فالكل الان في دائرة الخطر والكل يحاول انقاذ نفسه، وفلسطينيا من قال ان الانتفاضة الاولى عفوية فان الانتفاضة الكبرى لم تكن عفوية بل جاءت نتيجة "الشعب ذاق ذرعا" بالتعاطي مع العدو وجاءت 1987 فلسطينا كان المجلس المركزي وكان حديث لابو جهاد –خليل الوزير- فقال لهم اني ابشر انتفاضة قادمة بالارض المحتلة ورد عليه ابو علي مصطفى فقال له ما هي الانتفاضة التي تبشر فيها بام عيني ماذا سيحدث من حجر وارى ان ذلك الحديث مخرج من المازق الذي نحن فيه فقال ابو جهاد اصبحت المراة لدينا في العمل الاجتماعي والمراكز الثقافية والاندية الرياضية والجامعات اضصبحت لدينا وهو ما يعني اننا حققنا مؤيدات ان يكون هناك عامل نوعي جديد.

ويرى زكي، ان الانتفاضة عندما بدات لم تكن عفوية، والناس التحقت فيها، وكل القوى انخرطت فيها باستثناء الاسلاميين، "حماس" وكان هناك بشكل واضح استجابة لطموحات الشعب الفلسطيني وان هناك اناس ثبتوا في كل المواقف واصبحت الانتفاضة شمولية فيها تكامل وتضامن وجميع اشكال الرقي والذي قهر العدو الذي فرض عقوبات من تكسير عظام وفي النهاية رضخ المحتل وجاءوا وعملوا مؤتمر مدريد للسلام لاحتواء الانتفاضة الكبرى التي بالفعل اوقفت حاجز الرعب وصنعت من الشبل جنرال كبير ومن الحجر صنعت ما مداه اطول من اي صاروخ عصري، وبالتالي لا يجوز ان نتحدث من ان الانتفاضة الاولى انها عفوية والناس تموج، بل كانت انتفاضة متناغمة مع طبيعة مواجهة الاحتلال للمواطنين في داخل الوطن، وكانت القيادة تتحلى بعقيدة وبتصويب وانها لن تسعى ولن تستسلم وانها قادرة على قيادة المواجهات وكنا نتباهى اننا شعب يتنافس في حمل الراية، وكانت التجربة لنا تؤهلنا ان نقول ان الانتفاضة الاولى وكما قال صحفي يهودي يعمل في قناة عالمية جاء الى فلسطين وسجل يوميات الانتفاضة وانتهى بالقول رحم الله بن غوريون الذي اقام الدولة في عهد الفرسان القادرين ولعن الله شامير الذي لم يدرك ان الطفل الفلسطيني يمتلك شجاعة والاسرائيلي مرعوب وخايف من العرب، وهو ما يجعلنا ان لا نخضع الانتفاضة الى العفوية بقدر ما كان فيها هامات وقامات صنعت المعجزات، اما الانتفاضة الثانية فمن الخطا ايضا القول انها كانت عفوية، بل كانت وعندما هدد الرئيس ياسر عرفات في كامب ديفيد وكان عرفات عندما عرض عليهم عروضا دولة ان ارض العام 1967 ولم يرد عليه كلينتون قال له انك لا تنوي ان تموت، وهو انك تهاجم وتتحدث لرئيسلا العالم فقالوا له انك تقدر ترفض هنا ولكن ستعود الى بلاد حدودها وشعوبها قابلة للشطب والتعديل فقال عرفات ارجوكم السير بجنازتي.

واستطرد يقول، الانتفاضة الثانية لم تكن عفوية، فقد جاءت بعد ان عاد الرئيس عرفات واستقبل من خصومه ايضا بالتاييد والترحيب لانه قال لاى ليس على شاكلة الزهماء العرب التابعين للولايات المتحدة الامريكية فعاد يقول لاء ان شعبي احترمه واحترم ذاتي والشعب احبه، رغم حجم الخسائر بقي مصرا على الوضع وتم سؤاله ذات مرة ماذا نفعل قال فلنضحي بانفسنا كي لا نضحي بالوطن، فاي سقوط لنا سنفقد القضية وهو من كان يقول اللهم اطعمني الشهادة، وهو من قال ايضا على القدس رايحيين ... شهداء بالملايين ما يدلل على انها لم تكن عفوية بل على العكس فقد قاتلت اجهزة الامن فيها وفي ذلك الوقت دمرت مراكزها، وما زالت مرحلة الرعب هي الان فالمراحل السابقة كان هناك اصرار عنيف وتجربة واناس تخجل من الانحناء امام العاصفة، واذا كان ما يوجد شيئا نخجل منه الان ان نتحدث عن اربعة شهور واختلافنا على التسمية ما بين هبة وانتفاضة، هؤلاء شبان فلسطينيين وبعد ان يعلن الرئيس عباس نفسه شرطة بلا سلطة واحتلال دون كلفة وانا لن اخدم حياتي خائننا، فجاء هؤلاء الشباب على طريقة جورج حبش طائعين الى السماء عاشقين قد يبددوا هذا العار الذي لبس القضية الفلسطينية وبالتالي تقدموا اولئك الشباب شهداء وعندما وصل عددهم الى 36 شهيد في هذه الهبة او البانتفاضة المختلف على تسميتها اسرائيل فرضت منع التجوال في اكثر من مكان فهذه هي اسرائيل التي لا يجوز ان نخاف منها ولا ان نبقي الرد الحي عليها ، فاذا كان شبابنا على تلك الاشكال من النضال يقتلون جنرالا فذلك امرا في منتهى الاهمية للتفكير ان هذه القضية وتواتر الاجيال عرفت الكرامة وورثت الحرية عند ابنائها ولن تسمح بالتفريط في هذه القضية، من هنا يجب الان الابتعاد غعن موضوع تسمية هبة ام انتفاضة فذلك عيب علينا تجاوز هذا المبدأ، هناك من يقول انها مقاومة شعبية ولكن ما هو تعريف المقاومة وما هو تعريف الانتفقاضة او تعريف الاحتلال، فعندما يحدث تحالفات عسكرية بدون ان نسال ما هو تعريف الارهاب تعريف الارهاب هو ( الاحتلال اعلى اشكال الارهاب) فاذا فهمنا ان الاحتلال كان اعلى اشكال الارهاب فاين الدور اتجاه القضية الفلسطينية، نحن علينا من ان يقول ويقوم على التحدي.

وانهى زكي حديثه بالقول، انه لا يمكن الحديث عن وحدة وطنية فلا وحدة وطنية في ظل مساومات وضبابية الرؤى فالوحدة الحقيقية مساهمة الجميع في اطار مواجهة اسرائيل كعدو اساسي رئيسي دون اختلاف هنا وهناك، علينا اخذ الاشارات من الشبان الصغار جنازاتهم اكبر من اي موكب لاي زعيم ومن هنا نقول ان الناس تتجمع حول الاكثر جدية وطهرا وصدقا عند الناس مثل جورج حبش والئم الشهداء، فقد ان الاوان الى مناقشة والوقوف امام الاسئلة الحائرة نتيجة غياب الرؤية والجسارة والشجاعة وان الاوان ترجمة قرارات المجلس المركزي بعد ان قطعنا شوطا فتلك القرارات جاهزة وعلى اسرائيل ان تفهم اذا كانت بهذا الشكل يمكن لها ان تخسرنا شعبنا وهويتنا فهذا مستحيل، اسرائيل يجب ان تعرف ان جميغعنا مع الذين يطلقون الصارة ونحيي اولئك الشهداء الذين يعيدونا الى الشهادة.

التعليقات