أحتفالية كبرى باليوم العالمي للاراضي الرطبة في الجبايش

رام الله - دنيا الوطن-حسين باجي الغزي
 كان لفته جميلة ومهمة أن تختار وزارة الموارد المائية الجبايش مكانا لإقامة احتفالية اليوم العالمي للأراضي الرطبة ، فالمدينة النائمة على ضفاف الاهوار كانت ضحية ومصدر قلق محلي ودولي بسب موجة الجفاف الأخيرة التي ضربت الأراضي المغمورة بمياة اهوارها وألحقت اضرار بيئيه ومعاشية بسكانها .والاجمل هو ان يختار نصب الشهداء في الجبايش لتقام تحت قبته هذه الاحتفالية المهمة .

فرمزية المكان وتمازج التضحية والعطاء الذي قدمه سكان هذه المناطق يستحق من الحكومة المركزية وكل المنظمات الدولية والانسانية بذل كل مابوسعها لرد جميل عطائهم والوفاء لدمائهم.الجولة النهرية للسيد وزير الموارد المائية مع عدد من السادة المدراء العامين وممثلي الحكومات المحلية لمحافظات البصرة وذي قار وميسان ووجهاء وشيوخ عشائر وإعلاميين . خلال الاحتفالية للاطلاع على واقع الاهوار والدخول الى اعماق المناطق الرطبة في الاهوار, ورؤية المساحات الشاسعة التي وصلها تدفق الماء من الاطلاقات الاخيرة.وعد فيها سكان هذة المناطق بزيادة إطلاقات مياه إضافية الى حوض الفرات في مدينة الجبايش لزيادة منسوب المياه في تلك المناطق قبل موسم الصيف القادم.كونها تعاني من انخفاض منسوب المياه في الفترات السابقة بسبب نقص الاطلاقات المائية ومشاكل إقليمية مع دول الجوار لزيادة تلك الاطلاقات.

رغم ان نسبة الاطلاقات وصلت الى 500 مليون م3 خلال شهرين الاخيرين .مؤكدا ان أغمار الأهوار سيتم تدريجياً وحسب خطة مدروسة وضعت من قبل الوزارة بهدف انعاشها واعادة الحياة اليها.وقال ان الأزمة المائية التي مر بها البلد ألقت بظلالها على البلد بشكل عام ولم تكن الاهوار بمعزل عنها وهي بسبب السياسة الخاطئة المتبعة من قبل الدول المتشاطئة مع العراق وهو موضوع كبير ومتشعب الا اننا وبعون الله قادرون على تخطي الازمة والوصول الى بر الامان ومستوى مقبول من واقع اروائي يعيد الحياة لاهوارنا .هذا وقد احتضنت الجبايش احتفالية كبرى صباح الخميس4-2-2016 بمناسبة اليوم العالمي للأراضي الرطبة (رامسار) وبرعاية السيد الوزير وألقيت فيها العديد من الكلمات التي تحدثت عن اهمية المناسبة والتعريف بالاتفاقية الدولية لاستدامة الاراضي الرطبة في الحاضر والمستقبل وبحضور عددا من ممثلي السلطات المحلية في المحافظات الجنوبية

وعرض خلالها فلما تسجيليا بعنوان “الطين السومري…..حكايا أخرى” للمخرج عصام جعفر, تناول موضوعه الاهوار من الناحية التاريخية واستمرارا بالمرور على سحرها وجمالها انتهاءا بالفاجعه الكبرى التى تمر بها وفي اللحظات الاخيرة يقدم الفلم بارقة امل لبث روح الحياة في مياهه وقصباتة ..

وكُرم فيها الوزير بدرع تقديرا لجهودة في اعادة الحياة للاهوارمن قبل ابناء القضاء, كما تم تكريم الدكتور عبد الأمير الحمداني الباحث الآثاري, والكاتب المسرحي علي عبد النبي الزيدي لإبداعهما المتميز في عكس تاريخ وحضارة البلاد ومناطق الجنوب العراقي.و اقام مركز انعاش الاهوار بالتعاون مع منظمة طبيعة العراق والباحث الآثاري جاسم دويج الاسدي وجهات فاعله أخرى معارضاً للكتب والنشريات والصور الفوتوغرافية ومعارض للصناعات الفلكلورية المتعلقة بالأهوار والأراضي الرطبة.ويعود الاحتفال باليوم العالمي للاراضي الرطبة الى تاريخ التوقيع على اتفاقية رامسار للاراضي الرطبة الذي جرى بمدينة رامسار في إيران في الثاني من شباط 1971

.وتعتبر اتفاقية "رامسار" للأراضي الرطبة أقدم اتفاقية عالمية في مجال البيئة، ويزخر العراق بالمناطق الرطبة التي تعتبر من أغزر وأكثر النظم الطبيعية تنوعا حيث يمتلك العراق ما يقارب من 1379500 هكتار من المناطق الرطبة بموجب مسح عام 1994، وبذلك تؤلف حوالي 3.2% من مساحة البلد. ويوجد حوالي 82% من هذه المناطق في المحافظات الجنوبية وهي المسطحات المائية أو الاهوار التي آوت منذ آلاف السنين مختلف أشكال الحياة من نبات وطير وبشر اللذين اعتاشوا على خيراتها الطبيعية.

التعليقات