نجاحات الدوحة!!!

نجاحات الدوحة!!!
خاص دنيا الوطن
كتب د نبيل عمرو

تبدأ اليوم في الدوحة جولة لا يعرف رقمها تحت عنوان المصالحة ، ويتسابق  المعنيون في الامر على قلتهم في وصف هذه الجولة لاكسابها بعض المصداقية جراء عزوف الجماهير الفلسطينية عن متابعة اخبارها والاهتمام بها فهي ستكون هذه المرة جدية وتفصيلية ومعمقة ، وستركز على تطبيق الاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل اليها في عواصم مثل القاهرة ومكة وصنعاء والدوحة وداكار والخرطوم وبيروت ومعذرة للعواصم الاكثر عددا التي نسيناها .

واذا كانت المحادثات الراهنة تتعلق بتطبيق الاتفاقات السابقة فلماذا الدوحة؟

فهل سنطبق الاتفاقات هناك مثلا؟

وما الذي يمنع ان نتفق على التطبيق على ارض مكان التطبيق فمن لا يستطيع الحضور الينا في رام الله نذهب اليه الى غزة ، وبوسع الدوحة التي لا نشك في رغبتها بالنجاح كما لا نشك في قداراتها ان تقرب وجهات النظر من خلال مبعوثيها المحترمين والمفتوحة ابواب اسرائيل ورام الله وغزة على مصراعيها امامهم !

ولكي لا يُفهم من مقالتي هذه انني اعترض على الدوحة كمكان ومدلولات، فانني وحرصا مني على صورة وايقاع هذه الدولة الشقيقة والفعالة فلا احب لها فشلا كالذي حدث معها ومع غيرها في هذا الشأن ذلك ان قطر المتوغلة بفاعلية في جميع قضايا المنطقة الساخنة والباردة والمؤجلة والمعجلة ، ووفق التجربة طويلة الامد اراها غير ضامنة النجاح في هذا الملف بالذات ، ولو قرأت قطر مواقف حماس تخصيصا المعبر عنها بمبادرة السيد احمد بحر ، لوجدت ان هذه المبادرة تحتاج الى سنوات كي تبحث بنودها كما يحتاج تطبيقها الى جهد فلكي طويل الامد، بعد كل الذي بني من وقائع في الضفة وغزة على مدى سنوات الانقسام الطويلة ، فهل ستوضع في الدوحة اليات دمج اجهزة الامن مثلا ، واليات صرف الرواتب لعشرات الالوف واليات توحيد قرار الحرب والسلام واليات المعبر والحدود واليات انتخابات المجلس الوطني ، حيث يوجد في حلب ودمشق وبغداد ناخبون فلسطينيون سيغضبون اذا استثنيناهم من انتخابات المجلس ، ام توضع اليات للمصالحة المجتمعية ، التي تشمل فيما تشمل شهداء قضوا تحت لهيب الانقسام ومعتقلين وضعوا في السجون برسم حالة السجال وتبادل الاجراءات بين غزة ورام الله ، وهل ستوضع كذلك في الدوحة اليات التعايش بين خطاب اسماعيل هنية والزهار حول الانفاق وخيار القتال وخطاب رام الله السلمي واليائس من المفاوضات والمستجير منها بالمبادرة الفرنسية او جهود نبيل العربي باستصدار قرار من مجلس الامن ينهي الاحتلال ؟

يبدو لي ان لا مشكلة لدينا في فلسطين حول الصيغ والبيانات والاتفاقات ، فما اكثر ما عملنا على هذا الصعيد وغنينا ورقصنا واحتفلنا ، اما كيف ننقل ما دبجناه على الورق الى ارض الواقع فهذه مسألة تحتاج الى ان نختتم عواصم العالم جميعا لتستضيفنا في اجتماعات جدية وتفصيلية ومعمقة ، الا ان لنا عزاءً واحداً يتجسد في براعة عزام الاحمد وابو مرزوق في تكرار نجاحاتهم التي استغرقت تسع سنوات ، والحق كل الحق في هذا الاخفاق على المواطنين في غزة ورام الله الذين يشبهون "الطليان" في القول الدارج!