أيتها الدوحة ...لانكرهك ولا نثق بك

أيتها الدوحة ...لانكرهك ولا نثق بك
بقلم / المهندس نهاد الخطيب                                          

مهندس وباحث في العلاقات الدولية

          يقول الدكتور عبد الله النفيسي " عند القطريين وله بالإسرائيليين "،والوله درجة من درجات العشق تتحرر عندها إرادة الإنسان من قيود العقل تماماً .وهناك تاريخ طويل من العلاقات الباردة بين الفلسطينيين والقطريين ، إلى أن بدأ الدفء يدب  في أوصال تلك العلاقات بعد الإنقسام الفلسطيني  للعام (2007) ؛ حيث بدأ التدخل القطري النشط في الشئون الفلسطينية ، ذلك الذي أدي ،مقصوداً كان أم غير مقصود ، الى تغذية الروح الإنقسامية عند أطراف معينة على الساحة الفلسطينية.

        في العلوم السياسية تُعرّف قطر بأنها دولة وظيفية قزمة ،وسلوكها لا يختلف كثيراً عن هذا التعريف  ، وأريد أن أُذكركم بأن حمد بن جاسم كان أخر مسئول عربي من قابل الشهيد  صدام حسين رئيساً ، وكان مكلفاً من قبل المخابرات الأمريكية بمعرفة شيئيين ، هل الرئيس صدام يعرف ما يدور حوله (Connected) والشيء الثاني عن درجة الخوف أو التوتر الداخلي عنده وذلك من خلال ملاحظة عدد المرات التي يرمش بها عينيه في برهة زمنية معينة .ولقد تدخلت قطر مرات عديدة لإخراج السياسية الأمريكية في المنطقة من اختناقاتها ونفذت ما لايستطيع الساسة الأمريكان تنفيذه لأسباب قانونية ، وهي بهذا  ، أي قطر ، كانت بمثابة مقاول باطن للسياسة الخارجية الأمريكية، وهنا يجوز الحديث عن السوط الذي تجلد به قطر خصوم أمريكا ، في إطار نظرية الفوضى الخلاقة لكوندا ليزا رايس ونقصد قناة الجزيرة المشبوهة .

       اللغة الوصائية واللهجة الإستعلائية للمندوب السامي القطري في غزة أمر غير مستحب عند الفلسطينيين ، وإن كانوا لا يجهرون بسسب أدبهم الجم وذائقتهم الحضارية الرفيعة ، فالإسلوب غير اللائق وأحياناً المهين والذي تكلم به السفير المحترم مع المهندسين الفلسطينيين ، عند تفقده لبعض المشاريع ليس مقبولاً البته ، يعرف هذا الشخص وكل الأشقاء في الخليج أن الفلسطينيين كانوا هم وقود النهضة الحضارية- المعمارية  في دولهم ، وعليه ، فلا ينتظرون من سياسي  لا يعرف أحداً على وجه الدقة ، إن كان دخل كلية هندسة أم لا أن يتعالى عليهم  ، فمن غير المعروف عن المترفين أنهم مجتهدين.

       فيما يتعلق بمفاوضات المصالحة في الدوحة ، فإن المكان لا يثيرمشاعر الإرتياح لأسباب كثيرة ،منها أن قطر بالإضافة الى كونها  أداة من أدوات السياسة الأمريكية وهذا ما يضعها تحت تأثير مباشر للأمريكان الذين لا يحبذون المصالحة الفلسطينية ، هي جزء من محور وهذا ما قد يثير حفيظة المحور الأخر - الذي له أيضاً حلفاء على الساحة الفلسطينية - وذلك في إطار منازعتها للدول الاقليمية الراسخة على الدور ، رغم أنها لا تمتلك مقومات اي دور أصيل باستثناء دور الجمعيات الخيرية .

  وعندما يقول أحدهم   " دوحة الخير " فهذا تدليس  يُخادع به معجبيه ، فهي  قد تكون للتأمر أقرب منها للخير   يرحمكم لله.