ادخلوا مصر بحكومة الوحدة آمنين

ادخلوا مصر بحكومة الوحدة آمنين
كتب غازي مرتجى
مدير التحرير

بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني اثر ما أُطلق عليه تفاهمات الشاطيء كتبنا وتحدثنا بأعلى صوت ان هذه الحكومة لن يُكتب لها النجاح لأنها لم تمر من البوابة الصحيحة وهي القاهرة – ردّ في حينه عدد من تابعي الطرفين وانبروا هجوماً وأن القرار الفلسطيني يجب ان يخرج من المخيمات والقرى الفلسطينية – قلنا لهم ان مصر تدخلت منذ عشر سنوات في ملف انهاء الانقسام الفلسطيني ولم تفرض شيئاً على أي طرف على الرغم من تبدّل أنظمة وحُكّام .

بعد الحكومة "الميتة أصلاً" جاءت حرب غزة فتدخلت مصر بعد ايام ثمانية وطرحت مبادرة تُصنّف للوهلة الأولى أنها بغير قدر التضحيات "عُشر الضحايا بعد 43 يوم من العدوان" وقُلنا في حينه ان المبادرة المصرية واجبة النظر والتوافق عليها  واجب وطني – رُفضت المبادرة حاولت تركيا وقطر وبمساندة اوروبية الدخول الى المربع المصري فتركتهم القاهرة يصولون ويجولون الى ان عادوا اليها  لاجراء المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل .

اليوم – تتكشف المساعي الرامية الى تشكيل حكومة وحدة وطنية عبر المنفذ القطري – وعلى الرغم من القول الخجول ان المملكة العربية السعودية اوعزت لقطر بموافقة مصرية للتدخل في الملف الفلسطيني الداخلي الا انّ هذه الاحاديث لم تُؤكد ولم يتضح صدقها .

على غرار المثالين السابقين فإنّ أي حكومة سترى النور –حتى لو بقلب رام الله او غزة- دون المرور بالقاهرة ستولد ميتة ولن يُكتب لها النجاح كسابقاتها , قد تنجح الجهود القطرية المدعومة بـ"المال" لحل الأزمة الأكبر في ملف المصالحة وهم الموظفون الذين عينتهم حماس بعد أحداث 2007 لكن بعد ذلك ستتكشف عشرات القضايا العالقة – الواضحة وغير المرئية- التي ستقف عائقاً مرة أخرى أمام إمكانية نجاح الحكومة على الارض والبدء بتوحيد المؤسسات .

المأزق الجديد لولادة حكومة الوحدة الوطنية لن يكون "سهلاً" خاصة مع الجنون الاقليمي الحالي والاصطفاف الواضح في المواقف – لا أرى خطاب السيد حسن نصرالله بريئاً من محاولة ضم "حماس" للصف الايراني او على الاقل ابقائه في المنطقة الحرام –لا مع ولا ضد- وهذا سينعكس على مواقف الحركة في الحوار المزمع عقده في الدوحة مع الاستمرار بلعبة "حرق الوقت" انتظاراً للقادم المجهول !

لعلّ الرئيس أبو مازن هو الأقدر على فهم الواقع الاقليمي الحالي ولا اعتقد انه سيوافق على توجه وفد من حركته الى الدوحة دون "الرضا" المصري لأنّ ذلك قد يؤدي الى زعزعة العلاقات الوثيقة وضرب الثقة مع القاهرة .

لو أرادت قطر "الزين" عليها بتوحيد جهودها مع الجهود المصرية السابقة وتوجيهها من خلال جامعة الدول العربية لإلزام طرفي الانقسام بتطبيق ما سينص عليه أي اتفاق بإجماع عربي دون العودة الى نظرية "الشيطان يكمُن في التفاصيل" .

**

شاهدت عدة فيديوهات للإعلامي المصري احمد موسى يحرض فيه على قطاع غزة ويزعم ان الانفاق التي تُعّد الآن لحرب قادمة مع مصر , ويزيد "موسى" في استهباله ان الشهداء السبعة الذين استشهدوا مؤخراً شمال القطاع كان نفقهم مُعداً لاقتحام مصر – لن اناقش موسى سياسياً أو حتى منطقياً ويكفي ان نقول له "كفى تخلُفاً"