تشييع جماهيري مهيب يليق بـ"صيادي النياص"

رام الله - دنيا الوطن
حظي "صيادي النياص"، وهو اللقب الذي بات يطلقه رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الشهيدين البطلين حسين أبو غوش من مخيم قلنديا وإبراهيم علّان من بلدة بيت عور التحتا، بتشييع جماهيري مهيب، شارك فيه الآلاف من المواطنين، مؤكدين مبايعتهم للمقاومة التي سار الشهيدان على دربها.

وكان مما برزت به عملية الشهيدين، وهما من أبناء حركة حماس، ما تم نشره مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي من حديث دار بين الشهيدين على موقع فيسبوك، في نيتهم لصيد "النياص"، وتحديد موعد العملية، وذلك في إشارة منهم لقتل المستوطنين أثناء عمليتهم التي خططوا لها سويًا.

وقد شارك الآلاف من المواطنين أمس السبت وأول أمس الجمعة في تشييع جثماني الشهيدين، وهما منفذي عملية مستوطنة بيت حورون، في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، والتي أدت لمقتل مستوطنة وإصابة أخرى.

ففي بلدة بيت عور التحتا غرب رام الله، ورغم الحواجز والحصار الذي فرضه الاحتلال على البلدة منذ تنفيذ الشهيدين للعملية، شارك الآلاف من أبناء البلدة والقرى المجاورة الذين تدفقوا لعرس الشهادة في تشييع الشهيد علّان ظهر أمس، وذلك في تأكيد واضح على التفاف الشعب خلف المقاومة والجهاد ضد المحتل.

أما أول أمس فقد شيع المئات من أبناء مخيم قلنديا الشهيد حسين أبو غوش إلى مثواه الأخير، لينضم بذلك إلى كوكبة من الشهداء الذين قدمهم المخيم خلال انتفاضة القدس المباركة، حيث طالب المشاركون في التشييع بالثأر لدماء الشهيد والسير على خطاه.

ويُعد الشهيدان أبو غوش وعلان من أبناء حركة المقاومة الإسلامية حماس، الذين عُرف عنهم التزامهم وأخلاقهم العالية في مجتمعهم، حيث أكدوا بعمليتهم البطولية على النهج الذي يسير عليه أبناء الحركة في مقاومتهم وجهادهم ضد الاحتلال، وأثبتوا بذلك أن نهج العمليات مستمر رغم محاولة البعض إيقافها والتضييق على المقاومين.

وقد استخدم الشهيدان في عمليتهما البطولية أكواعًا ناسفة كانا قد أعداها مسبقا، إلا أنها لم تنفجر أثناء تنفيذهما للعملية، واكتفا بقتل مستوطنة وجرح أخرى من خلال طعنهما قبل إطلاق النار عليهما من قبل قوات الاحتلال.

من جهة أخرى وفي خطوة بعيدة عن روح الوحدة والدم بين أبناء الشعب الفلسطيني، قام عناصر من الأجهزة الأمنية بنزع راية حركة حماس التي لُف بها الشهيدان بعد تسليمهما من قبل قوات الاحتلال، وهو ما أثار استهجان الجميع؛ في ظرف لا يحتمل إلا الوحدة التي تؤكدها دماء الشهداء، رغم محاولة البعض التفرقة والتقليل من شأن الشهيدين وانتمائهما الذي عُرفا به قبل ارتقائهما.