زوجة الاسير محمد القيق تفتح قلبها لـ"دنيا الوطن" وتتحدث..ظروف الاعتقال.. الزواج..الاولاد..الحالة الصحية

زوجة الاسير محمد القيق تفتح قلبها لـ"دنيا الوطن" وتتحدث..ظروف الاعتقال.. الزواج..الاولاد..الحالة الصحية
رام الله - خاص دنيا الوطن - احمد العشي
لم تقتصر الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على الهدم و القتل والاستيطان ومصادرة الاراضي والتهويد واستباحة كل الاراضي المقدسة الفلسطينية وانما امتد جرمهم الى طمس الكلمة الحرة التي تعمل على فضح هذه السياسات العنصرية التي تمارسها حكومة يمينية متطرفة يقودها شخص لا يعرف الانسانية لتمتد اليد الاسرائيلية الى اعتقال الصحفيين والاعلاميين وعلى رأسهم الصحفي المضرب عن الطعام محمد القيق.

64 يوما من الاضراب الذي قرر محمد القيق خوضه عندما وجد نفسه داخل الزنازين الاسرائيلية ليس سوى انه يقول كلمة الحق ، فاذا دل ذلك على شيء فانما يدل على اصراره على قول الكلمة التي سيواجه بها الله سبحان وتعالى.

في اي لحظة قد يتلقى الوسط الصحفي في فلسطين  بشكل عام
نبأ استشهاد الاسير الصحفي محمد القيق بسبب خطورة وضعه الصحي.

الصحفية والمراسلة لإذاعة صوت الاقصى الزميلة فيحاء شلش زوجة الأسير القيق فتحت قلبها لـ"دنيا الوطن" تتحدث عن حياة محمد وظروف زواجهما واسباب اعتقاله واحداث اقتحام قوات الاحتلال لمنزلهما في محافظة رام الله ، وخرجت بالتالي..

سيرة ذاتية

في البداية تحدثت الصحفية شلش عن زوجها محمد القيق وقالت: "يبلغ من العمر 33 عاما وهو من مدينة دورا جنوب الخليل ويعمل مراسلا لدى قناة المجد السعودية، وتخرج محمد من جامعة بيرزيت بتخصص اذاعة و تلفزيون عام 2007، وفي في عام 2013 حمل شهادة في الدراسات العليا بتخصص الدراسات العربية المعاصرة، وهو متزوج واب لطفلين".

وتولى محمد القيق منصب رئيس مجلس طلبة جامعة بيرزيت في 2006-2007 وهو اسير محرر، اعتقل 3 مرات، المرة الاولى في 2003 لمدة شهر، و المرة الثانية في 2004 لمدة 13 شهرا، والمرة الثالثة في العام 2008 لمدة 16 شهرا، لافتة الى ان سبب اعتقال المرة الثالثة جاءت عقابا لخدمة الطلاب في جامعة بيرزيت عندما كان رئيس لمجلس طلبتها.

يوم الاعتقال

وانتقلت "دنيا الوطن" بالزميلة شلش الى نقطة اخرى الا وهي كيفية الاعتقال لتسرد لنا قائلة: "في الساعة الثالثة فجر يوم 21/11/2015 اقتحمت قوة عسكرية اسرائيلية منزلنا في رام الله، وقامت بتفجير باب المنزل وحطمت النوافذ وشرعت بعمليات تفتيش همجية وصادرت الهاتف النقال الخاص بمحمد وهاتفي النقال ايضا، كما صادرت جهاز الحاسوب الخاص بعمل محمد".

واضافت: "استجوبوا محمد في احدى غرف المنزل، ومن ثم اعتقلوه ولم يهتموا به كونه صحفي عندما طلب مني ان اتي بالبطاقة الصحفية".

واكدت ان قوات الاحتلال اعتقلت محمد بسبب عمله الصحفي في نقل الصورة كما هي في الضفة، بالاضافة الى انه ينقل الكلمة الحرة، مشيرة الى ان محمد رفض الاعتراف بالتهم التي وجهها له الاحتلال الاسرائيلي.

وفي السياق قالت: "خضع محمد للتحقيق 25 يوما تعرض خلالها لابشع انواع التعذيب سواء الجسدي او النفسي، كما تلقى تهديدات لا اخلاقية منها الاعتداء الجنسي وحرمانه من اطفاله وتهديده بالاعتقال الاداري لمدة 7 سنوات اذا لم يعترف بتهمة التحريض الاعلامي".

واضافت: "في اليوم الرابع من اعتقاله قرر محمد خوض الاضراب المفتوح عن الطعام بسبب سوء معاملته من قبل قوات الاحتلال و التهديدات التي تلقاها كما انه تعرض الى عملية الشبح على الكرسي اثناء فترة اضرابه عن الطعام".

حالة محمد الصحية

وعن حالة الاسير الصحفي محمد القيق الصحية اوضحت زوجته الصحفية ان حالته الصحية في غاية الخطورة، لافتة الى ان المحامي الخاص بمحمد في احدى المرات الغى زيارته له بسبب خطورة وضعه الصحي، حيث قالت: "في احدى المرات زار المحامي محمد وكان فاقدا للوعي لدرجة انه لم يتعرف على محاميه ولم ينطق الا كلمة واحدة (يارب يارب) حيث قال المحامي لم يتبق امام محمد الكثير من الوقت".

ظروف الزواج

وفيما يتعلق بظروف زواج الصحفي محمد القيق بالصحفية فيحاء شلش قالت: "تعرفت على محمد في عام 2005 اثناء دراستنا لتخصص الاذاعة والتلفزيون وقررنا الزواج بعد سنتين من الخطوبة".

اضافت: "محمد كان يسكن في الخليل، وفي شهر 6 لعام 2008 كان يعمل صحفيا حرا، حيث جهزنا كل ما يلزم للزواج من شقة و ملابس وقاعة الفرح ولكني كنت انتظر حفل التخرج من الجامعة".

واستطرت بقولها: "قرر محمد مشاركتي في حفل تخرجي في 4/6/2008 وفي طريقه لذلك كان الاحتلال الاسرائيلي متواجدا على حاجز الكونتينر العسكري واوقفوا سيارته واعتقلوه، بينما كنت انتظره في قاعة حفل التخرج واتصل بي زميله وقال لي ان الاحتلال اعتقلت محمد، اعتقدت حينها ان ذلك مجرد توقيف ولكنه تبين فيما بعد انه اعتقال والذي استمر لمدة 16 شهر بسبب رئاسته لمجلس طلاب جامعة بيرزيت".

وتابعت: "وعلى خلفية ذلك تأجل كل شيء يتعلق بحفل الزفاف الذي تحقق في شهر 11 لعام 2009".

محمد الانسان

وفي مديحها له قالت زوجته: "محمد الانسان فهو الطف انسان في حياتي، فكان يحب الجميع، خدوم لدرجة كبيرة، شخص يحب ان يرى الجميع في حالة سعادة"، مشيرة الى ان محمد توظف في قناة المجد السعودية قبل ستة سنوات".

انتظر خبر استشهاده

واوضحت زوجة الاسير القيق انها تنتظر خبر استشهاده في اي لحظة، لافتة الى انها ملزمة بالتفكير في هذا الخيار، مؤكدة انه مصرا على موضوع الاضراب فهو انسان عنيد وصلب على الحق، قائلة: "لذلك فاننا ننتظر ان يصلنا خبر استشهاده في اي دقيقة".

رسالة

وفي رسالة وجهتها زوجة الاسير محمد القيق الزميلة فيحاء شلش قائلة فيها: "نتمنى ان يكون هناك تحركات واسعة حيث اننا ناشدنا الكثير من الشخصيات والفصائل وكان الرد دائما هو ان الجهود مستمرة وانشا الله ان تثمر بالافراج عن محمد".

خوف من الوقوع في نفس المصير

وفي سؤال لـ"دنيا الوطن" حول احتمالية مواجهتها نفس مصير زوجها كصحفية قالت الزميلة شلش: "نحن كصحفيين اهم شيء هو نقل الرسالة مهما كلف الثمن ولكن في موضوع محمد اصبحت غير قادرة على ان أعطي عملي حقه فصرت مشغولة البال على محمد، لذلك وتقديرا من اذاعة صوت الاقصى لهذا الموضوع فقد اعفوني عن العمل لفترة معينة لانهم يقدرون ما امر به".

واضافت: "اذاعة صوت الاقصى ومنذ البداية وهي مهتمة بقضية محمد حيث انها تقوم بالعديد من الرسائل الاعلامية و الفعالية و المتابعات والبرامج والتحليلات وعلى رأسهم الاستاذ ايمن دلول وذلك اهتماما منهم لقضية محمد".

اولاده يذكرونه

وفيما يتعلق بأولاده اسلام البالغ من العمر 4 سنوات ولور البالغة من العمر سنة و نصف، فانهم دائما ما يذكرونه و يتساءلون "وين بابا"،  "ليش اسرائيل اعتقلته"، لافتة الى انها في كثير من الاحيان يصعب عليها الجابة عن اسئلة الاولاد.

وقالت: "براءة الاطفال وصغر اعمارهم هو الذي يخفف عني المهمة الصعبة في الاجابة عن اسئلتهم، ففي يوم الاعتقال وعندما فجرت قوات الاحتلال الباب قال لي اسلام: (ليش يا ماما اسرائيل فجرت الباب؟ علشان الباب مش حلو؟) فأخذ بالضحك ولم ادر كيف ابدي له بجواب مقنع".