متى ستشن اسرائيل عدواناً جديداً على قطاع غزة ؟

متى ستشن اسرائيل عدواناً جديداً على قطاع غزة ؟
كتب غازي مرتجى

فور تشكيل حكومة الوفاق الوطني في 2014 لم يكن هذا الإجراء يتماشى مع المخطط الاسرائيلي لإبقاء ما تبقى من وطن بلا وطن حقيقي فشنّت عدواناً على قطاع غزة كانت أسبابه مترامية الأطراف وتقاطعت مع الحصار المُستمر وعدم تمكن طرفي الانقسام من حلحلة ملفات الانقسام العالقة .

يزداد الحديث مؤخراً عن قدرات غزة العسكرية وتشبيهها بجيش نظامي يمتلك أسلحة بأقل من النووي قليلاً وتضع اسرائيل  فزّاعة الأنفاق والصواريخ يومياً عبر اعلامها المُوجّه أساساً فيما يبدو تحضيراً لعملية عسكرية ضد قطاع غزة الأعزل إلا من كرامته وصموده .

حركة حماس من جهتها لا تزال مستمرة باستعداداتها لصد أي عدوان على القطاع , فيما تُحضر اسرائيل لتجربة ما تبقى لديها من أسلحة على المواطنين العُزّل في قطاع غزة , واللعبة الاقليمية الدائرة تنتهي فترة "السماح" فيها حتى شهر مارس القادم على الأكثر ليتضح شكل التحالف الاسلامي من جهة واستقرار الاوضاع في مصر وكذلك سوريا واليمن .. مما يؤسس لمرحلة جديدة من التصعيد , لكن التصعيد الاسرائيلي سيكون قاب قوسين أو أدنى فقط في حال تمكّن طرفي الانقسام من تشكيل حكومة وحدة وطنية وهو الأمر الذي يُناقش على قدم وساق بين حركتي حماس وفتح مؤخراً .

إبقاء الاشتباك الناعم مع اسرائيل في الضفة والقدس أهم من جر القطاع لحرب جديدة - اسرائيل من جهتها تُحاول استفزاز التنظيمات في القطاع واغتالت مؤخراً قيادي في ذراع عسكري وتستمر بعملية التضييق والحصار على القطاع .. التنظيمات الفلسطينية بمُجملها لا تزال تُحافظ على رباطة جأشها وتُحاول ايصال رسائلها السياسية تارة والعسكرية بعض الأحيان من خلال التجارب شبه اليومية بأنّ أي عدوان على القطاع لن يكون نزهة .

اعتقد ان رد الفعل الاسرائيلي على تشكيل حكومة الوفاق الحالية يجب أن يكون مدعاة لقرار سياسي من الطرفين وكافة التنظيمات بأنّ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ضرورة لا بُدّ منها - ويجب الاتفاق معا على قرار السلم والحرب كما تم الاتفاق بذلك في مفاوضات القاهرة غير المباشرة بعد العدوان الاسرائيلي السابق على القطاع .