مركز الميزان يصدر تقريره السنوي حول الانتهاكات الإسرائيلية لقواعد القانون الدولي الإنساني في قطاع غزة

رام الله - دنيا الوطن
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف السكان المدنيين وممتلكاتهم في قطاع غزة، وارتكبت المزيد من الانتهاكات لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي، خلال العام 2015. 

يستعرض هذا التقرير أرز الانتهاكات الإسرائيلية، ويلقي التقرير الضوء على النماذج الأكثر قسوة من جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال  الإسرائيلي بحق السكان المدنيين في قطاع غزة، من خلال شهادات الضحايا وشهود العيان، فيما يرصد التقرير أبرز الهجمات التي أسفرت عن وقوع ضحايا.

يبدأ التقرير بخلاصة احصائية لمجمل الانتهاكات التي وقعت خلال الفترة المحددة، حيث قتلت قوات الاحتلال (28) مواطناً من بينهم (4) أطفال، وسيدة واحدة. بينما بلغ عدد الاصابات (1275) مصاب، من بينهم (132) طفال، و(9) نساء، وبلغ عدد المعتقلين (202) معتقل، من بينهم (38) طفل.

ويستعرض التقرير الانتهاكات الموجهة ضد الصيادين الفلسطينيين، التي تأتي في إطار الحصار الشامل الذي تفرضه قوات الاحتلال على القطاع وتحرم سكانه من حقهم في العمل وتنتهك جملة حقوقهم الإنسانية. حيث شهدت الفترة التي يتناولها التقرير استهداف تلك القوات للصيادين ومنعهم من مزاولة عملهم من خلال حرمانهم من تجاوز ما مسافته (6) أميال بحرية عن شاطئ غزة، واستهدافهم بشكل متكرر وإطلاق النار تجاههم وملاحقتهم بالزوارق الحربية المطاطية حتى شاطئ البحر. وفي هذا السياق رصد المركز خلال الفترة التي يتناولها التقرير وقوع (126) حالة استهداف للصيادين، اسفرت عن مقتل صياد خلال مزاولة عمله، وعن إصابة (29) صياداً، واعتقلت (73) آخرين، تم اقتيادهم إلى داخل إسرائيل، وأفرج عن معظمهم بعد ساعات فيما لا يزال (3) منهم رهن الاعتقال، كما استولت خلال هذه الحوادث على (21) قارب صيد، وخربت معدات للصيد كالشباك وكشافات الإنارة الخاصة بقوارب الصيد في (12) حالة.

ويشير التقرير إلى مهاجمة الطيران الحربي الإسرائيلي عدة مواقع في قطاع غزة، ما أسفر عن إلحاق أضرار مادية في منازل ومنشآت مدنية. 


كما بثت عمليات القصف حالة من الرعب والهلع في نفوس السكان المدنيين، لاسيما الأطفال والنساء منهم. وحسب توثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان فقد سجل وقوع (29) حالة قصف صاروخي.

ويظهر التقرير مواصلة قوات الاحتلال سياسة الاعتقال والحجز التعسفي سواء من خلال توغلاتها في أراضي القطاع أو من خلال مطاردة الصيادين واختطافهم من عرض البحر. 

حيث اعتقلت قوات الاحتلال خلال الفترة التي يتناولها التقرير (202) فلسطينياً، من بيهم، (38) طفل، و(73) من الصيادين طاردتهم قوات الاحتلال في عرض البحر، و(44) شخصاً تم اعتقالهم عند معبر بيت حانون (إيرز) خلال عودتهم او خروجهم من قطاع غزة.

مركز الميزان يجدد استنكاره استمرار وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية الموجهة ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة واستمرار القيود التي تفرضها على السكان في إطار الحصار الشامل الذي ينتهك جملة حقوق الإنسان بالنسبة لهم. كما يجدد استنكاره للانتهاكات الموجهة ضد الصيادين.

 واستمرار حرمان المرضى من حقهم في الوصول إلى المستشفيات، ومواصلة الاعتقالات السياسية والاستهداف المنظم لعمال جمع الحصى، الذين دفعهم الفقر إلى البحث عن وسائل خطيرة للحصول على مصدر رزق.
والمركز يشدد على أن استمرار الحصار يشكل مساساً جوهراً بجملة حقوق الإنسان بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة، ويلعب دوراً أساسياً في تدهور الأوضاع الإنسانية، حيث تتفاقم المشكلات الاجتماعية وتتدهور مستويات المعيشة في ظل ارتفاع معدلات البطالة والفقر في صفوف السكان.

مركز الميزان لحقوق الإنسان يرى في مضي قوات الاحتلال الإسرائيلي قدماً في انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان انعكاساً طبيعياً لعجز المجتمع الدولي عن القيام بواجباته القانونية والأخلاقية تجاه المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي قطاع غزة على وجه الخصوص. وأن عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ خطوات فاعلة شجع تلك القوات على مواصلة انتهاكاتها.

مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري والفعال لوقف الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وضمان مرور المواد الضرورية لإعادة الإعمار، والأغذية والأدوية والملابس والوقود، والسماح بحرية الحركة لسكان القطاع. 

والمركز يؤكد على أن العقوبات الجماعية الإسرائيلية تتسبب بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وتشكل مخالفات جسيمة لمبادئ القانون الدولي الإنساني، تصل إلى حدود الجرائم ضد الإنسانية.

ويجدد مركز الميزان مطالبته المتكررة للمجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل والفاعل لوقف انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان. والعمل على تطبيق العدالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وملاحقة مجرمي الحرب من الإسرائيليين ومن أمروا بارتكاب هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة.

والمركز يشدد على ضرورة إنهاء حالة الإفلات من العقاب التي ميزت سلوك المجتمع الدولي تجاه انتهاكات حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.