اصطفاف اقليمي حاد : لماذا حسمت الرئاسة الفلسطينية موقفها بتأييد السعودية بشكل كامل ؟ .. حماس لا تزال في المنطقة الرمادية

اصطفاف اقليمي حاد : لماذا حسمت الرئاسة الفلسطينية موقفها بتأييد السعودية بشكل كامل ؟ .. حماس لا تزال في المنطقة الرمادية
خاص دنيا الوطن

بات من الواضح تماماً أن الاصطفاف السني الشيعي وصل ذروته وأن الحرب الباردة بدأت تسخن وقد تصل مرحلة الانفجار في لحظة وضحاها .

الرئاسة الفلسطينية ومنذ أعلنت موافقتها على المشاركة في التحالف الاسلامي الذي ترأسه السعودية حسمت موقفها بالمكان الذي ستصطف به في حالة الاستقطاب الحالية ولم تُبق الرئاسة والرئيس موقفهما من التحالف طي الموافقة على المشاركة في التحالف بل نظّم الرئيس أبو مازن زيارة رفيعة المستوى (خاطفة) الى المملكة اصطحب بها رئيس الامن لديه ماجد فرج الذي من المتوقع ان يكون ممثل فلسطين في التحالف المذكور نظرا لان مشاركة فلسطين ستقتصر على لعب الدور الأمني والمساعدة المعلوماتية وليس المشاركة العسكرية فهي لا تمتلك جيشاً .. الرئيس قلّد الملك سلمان القلادة الكبرى لوسام دولة فلسطين وهي الرسالة الثانية لاصطفافه النهائي في التحالف الاسلامي برئاسة المملكة .

بعيد الاعدامات السعودية بحق معارضين شيعة وارهابيين لم تُعلن كثيرا من الدول موقفها من تلك الاعدامات سوى الامارات والبحرين وكانت ثالث دولة هي فلسطين لكن ببيان (غير صريح) لكنه يؤدي الغرض الأكبر وهو دعم أي إجراءات سعودية ضد الارهاب .

حالة الاصطفاف وصلت ذروتها بعد قطع المملكة العربية السعودية علاقاتها الديبلوماسية مع ايران بشكل كامل وسحب ديبلوماسييها من طهران وطرد الديبلوماسيين الايرانيين من اراضيها .

الرئاسة توضح سبب مشاركتها بالتحالف :

رحبت الرئاسة، بالتحالف العسكري الإسلامي الذي أعلنته المملكة العربية السعودية لمحاربة الإرهاب.

وقالت الرئاسة، مساء اليوم الثلاثاء، إن مشاركة فلسطين في هذا التحالف جاءت بعد مشاورات فلسطينية سعودية، لما في ذلك من أهمية لتحقيق الأمن والاستقرار لشعوب الأمتين العربية والإسلامية.

الرئيس يقلد الملك سلمان 

قلد الرئيس خادم الحرمين بالقلادة الكبرى لوسام دولة فلسطين، تقديرا لجهوده في دعم القضية الفلسطينية، والوقوف لجانب شعبنا.

وحضر اللقاء، الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي، ومدير عام المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، وسفير دولة فلسطين لدى المملكة باسم عبدالله الأغا.

(بعد الاعدامات) الرئاسة تؤيد السعودية في اجراءاتها في محاربة الارهاب

عبرت الرئاسة في بيان صادر، اليوم الأحد، عن تأييدها لموقف المملكة العربية السعودية في حربها ضد الإرهاب، الأمر الذي يحفظ أمن واستقرار المنطقة والعالم العربي والإسلامي.

وقالت الرئاسة في بيانها، إنها سبق ورحبت بدعوة خادم الحرمين الملك سلمان بالانضمام إلى تحالف الدول الإسلامية لمحاربة الإرهاب.

اما في حماس فلا زالت الحركة تُمسك بالعصا من منتصفه ولم تعلن رسميا موقفها بوضوح في الاصطفاف الحالي .

وعلى الرغم من عضوية تركيا وقطر الاقرب لحماس في التحالف الا ان الحركة لم تعلن حتى اللحظة موقفها بشكل واضح وجلي من التحالف .

احمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي اعتبر في رسالة وجهها لقيادة التحالف ان عليها توجيه اسلحتها ضد اسرائيل .

فقد دعا أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، «التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب»، الذي تقوده السعودية، لتوجيه سلاحه نحو إسرائيل، كونها مصدر الإرهاب في العالم.
 
جاءت أقوال بحر في رسالة بعث بها إلى التحالف العسكري الإسلامي لمحاربة (الإرهاب) اليوم الأربعاء، أكد فيها أن محاربة الإجرام والإرهاب الصهيوني ينبغي أن تحتل رأس سلم أولويات الدول العربية والإسلامية، مشددًا على ضرورة التصدي الحازم والتدخل العاجل لوقف الإرهاب الصهيوني الذي ينشر القتل والدمار والخراب ويهود الأرض والمقدسات في عموم أرضنا الفلسطينية المقدسة.

محمود الزهار في حوار سابق مع دنيا الوطن وعند الاستفسار منه عن رايه بمشاركة فلسطين في التحالف العسكري الاسلامي اجاب :"وهل تحررت فلسطين ؟ يعني سنرسل قوات للمشاركة"؟ ولم يزد لتوضيح موقف حركته من التحالف .

حركة الجهاد الاسلامي لم تعلن اي موقف منذ تشكيل التحالف وستستمر في حالة الصمت كما الأمر في عاصفة الحزم التي شت فيها السعودية حربا على حوثيي اليمن الامر الذي دعا ايران لوقف التمويل عن الجهاد الاسلامي لعدم اتخاذها موقفا واضحا من عاصفة الحزم .

الزميل غازي مرتجى اعتبر في مقال له ان ايجابيات اعلان الرئاسة الفلسطينية الاصطفاف الى جانب المملكة في التحالف المذكور كثيرة وقال :"إيجابيات الاصطفاف الفلسطيني الرسمي مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج سيجلب المنافع للسلطة شبه المُنهارة فالتمويل الخليجي لاستمر السلطة على وضعها الحالي سيزداد في الفترة المقبلة أضف الى ذلك عدم وجود علاقات ثنائية بين إيران والسلطة بالمعنى الديبلوماسي الواسع بل على العكس فقد تحملّت السلطة والتي تمثلها بالغالب "فتح وفصائل المنظمة" الاعوجاج الايراني في الوضع الفلسطيني الداخلي وحاولت مرارا وتكرارا اللعب على وتر اضعاف الجبهة الداخلية الفلسطينية المُوحدّة بتقوية طرف على آخر وتمويع الموقف الفلسطيني الرسمي بتصرفات سياسية كانت غير مفهومة في حينها ."

واعتبر ان بقاء حركة حماس في المنطقة الرمادية سيكون سلبياً عليها وقال :"حماس تُناور حتى اللحظة في منطقة بعيدة عن الهدف الرئيسي فرسائلها بضرورة ان يكون التحالف موجهاً للاحتلال الاسرائيلي تعتبر رسائل للاستهلاك الاعلامي لن تقبلها ايران كموقف رافض للتحالف (نظراً لأنها فضفاضة) ولن تقبلها المملكة كموقف مؤيد للسبب ذاته ." مضيفاً في مقاله المنشور على صحيفة دنيا الوطن :"الايجابيات من اعلان حماس صراحة تأييدها لأي إجراءات قد تتخذها المملكة العربية السعودية يعني ضغط سعودي على الرئيس ابو مازن لضم حماس الى الجسم السياسي الفلسطيني الرسمي والموافقة على بعض الشروط التعجيزية التي طرحتها حماس ولا تزال في ملف انهاء الانقسام ." وأوضح سلبيات ذلك قائلاً:" اما السلبيات في حال استمرارها في المنطقة الرمادية فهي خروجها خالية الوفاض من اي تقسيم قادم وتوزيع مرتقب مع وضعها في قائمة المنظمات الواجب اضعافها وفي اللعبة الاقليمية والدولية وعندما يكون القرار واجب النفاذ يُمكن تنفيذه بأدوات مختلفة ."

وعن الجهاد اعتبر الزميل في دنيا الوطن انّ الجهاد لا تملك اي حل سوى البقاء في المنطقة الرمادية مع التعريج قليلا على المحور الايراني وقال :"لن تُعلن الجهاد الاسلامي اصطفافها علناً في أي طرف ضد الآخر وبالتالي ستحاول البقاء في المنطقة الرمادية وتميل قليلاً نحو إيران ومواقفها .. هذا سيكلفها كثيراً في المحيط الاسلامي والعربي بحيث يُمكن أن تشكل مجموعة عداوات ضدها لكن في المقابل سيحميها من الانهيار في حال قررت البقاء في المنطقة الرمادية ونقطة ." , واضاف :"مشكلة الجهاد الاسلامي هنا ليست مشكلة موقف فهي بالأصل لا تستطيع تصدير موقفها بشكل علني ورسمي في الاصطفاف الاقليمي الحاصل , فهي لا تتلقي اي تمويل سوى من ايران ولديها من العناصر والتجهيزات في قطاع غزة ما يُمكن ان ينهار في حال استمرار وقف التمويل عنها , لذا فالجهاد الاسلامي ستمسك العصا من النصف وتميل بها قليلاً تجاه ايران وتقتنص الفُرص لتثبت ذلك كاستهشاد سمير القنطار وعمليات الارهاب التي تطال حزب الله في لبنان فهي مواقف ثابتة ولا تعتبر اصطفافا بقدر ما هي "رد جميل" .. سيبقى الجهاد في هذه المنطقة المائلة وتحاول قدر الامكان التركيز في مقاومتها للانقسام الفلسطيني الداخلي من جهة وتجهيز عسكرييها ضد الاحتلال الاسرائيلي من جهة أخرى وقد تحاول خلق "تفاهمات" من تحت الطاولة تعفيها من الموقف الواضح الذي سيضرها في كل الاتجاهات ."

وكانت اعلنت المملكة تشكيل تحالف إسلامي عسكري مؤلف من 34 دولة لمحاربة الإرهاب، ومقره الرياض . 

ويضم التحالف 34 دولة وسيكون مقره العاصمة السعودية الرياض، ويشارك فيه، إلى جانب المملكة العربية السعودية، كل من: مصر، والأردن، وتركيا، والإمارات، وقطر، وفلسطين، وباكستان، والبحرين، وبنغلاديش، وبنين، وتشاد، وتوغو، وتونس، وجيبوتي، والسودان، والسنغال، وسيراليون، والصومال، والغابون، وغينيا، وجزر القمر، وساحل العاج، والكويت، ولبنان، وليبيا، والمالديف، ومالي، وماليزيا، والمغرب، وموريتانيا، والنيجر، ونيجيريا، واليمن.

التعليقات