خطاب الرئيس نواة للدولة الفلسطينية

خطاب الرئيس نواة للدولة الفلسطينية
كتب غازي مرتجى

*
كلمة الرئيس أبو مازن في نهاية العام تضاهي كلمته في الامم المتحدة والتي على اثرها انطلقت الشرارة الاولى في الهبة الجماهيرية الفلسطينية , الرئيس الذي بدا مُتشائماً من الاقليم والعالم لم ييأس من شعبه بشيبه وشبّانه , فأطلق مجموعة حملات نتمنى أن تُسند لمن يريدون تنفيذ الرؤية العامة للرئيس.

حديث الرئيس عن الخريجين والشباب لم يكن كلاماً مرسلاً بقدر ما بان من حديثه من مخططات مرسومة لانتشال اليأس والإحباط الملازم للشباب والخريجين فأطلق صندوق الاقراض وسيصدر قوانين تسهيل مهام للخريجين والشباب واختصر نهاية 2015 بكلمته للشباب :"المستقبل لكم" .

سيدي الرئيس , قبل أن تُوكل "رؤيتك" لأحدهم لينفذها نتمنى منك دقّة الاختيار ولن أبالغ لو عرضت عليكم إجراء استفتاء جماهيري على الشخص المؤتمن على قضايا الشباب , فطرق الاستفتاء كثيرة لا تقتصر فقط على صناديق اقتراع فالعالم أصبح قرية صغيرة وبالامكان الحصول على رأي مائة ألف شاب من غزة والضفة والقدس ليختاروا ممثلهم بكل شفافية إلكترونياً دون أي تكلفة مادية .

سيادة الرئيس : خطابكم الأخير يُشكل رؤية مستقبلية للدولة الفلسطينية التي يجب أن يكون عمادها الرئيسي الشباب والخريجين .. سيدي الرئيس لقد أبدعت وحدّدت النقاط وبقي وضعها على الحروف جيداً .. فحذاري من إفشال رؤيتكم باختيار الشخص الخطأ .. وكم أتمنى ان يكون اختياركم نابعاً من "رأي" الشباب نفسهم لا من عقول من أفشل رؤيتكم سابقاً وسيفشلها دوماً ..

**
الزميل الصديق منير أبو رزق احد مؤسسي صحيفة الحياة الجديدة نشر مقالاً "فرحاً" يُبرز فيه ذمته المالية التي لم تتعدى شقة وسيارة مملوكة لبنك مُعترضاً على قانون "مكافحة الفساد" الذي لا يجيز كشف الذمة المالية الا في حال التقدم بشكوى فساد ضد "أبو ذمة واسعة" .

ولأنّ منير يعتقد أنّ الوضع على ما هو عليه برضوخ السلطات كلها للسلطة الرابعة لم يتجاوب مع مطلبه أي مسؤول رغم ان مطلبه ينبغي أن يكون مطلباً للرأي العام الفلسطيني بأكمله .

ذمّة منير أبو رزق لم تُعجب أصحاب الذمم الواسعة فآثروا الصمت والتطنيش وربما قرعوا الكؤوس على مطالب أبو رزق على أنغام أغنية "راحت عليك" .

المشكلة زميلي منير ليست في المسؤولين وأصحاب الذمم الواسعة بقدر ما هي بالرأي العام المُخدّربأقوى أنواع المسكنات فاصبح الاعلام مُداناً إن فتح قضية فساد لشخص ما ومُلاحق في أروقة القضاء عدا عن ملاحقته من قبل الرأي العام المُنقسم .. فإن اتهّم "تُجار غزة" بالفساد وصموه بالراملاوي والمُتآمر ضد الإسلام والمسلمين وإن تحدث عن عناوين الفساد في رام الله أصبح من المُتحمسسين ويسبح ضد المشروع الوطني المستقل .

لا تُتعب نفسك رغم معرفتي الحقيقية بـ"عنادتك" ولا تتوقع أن يستجيب لك مسؤول طالما بقي من يجب أن يتحرّك نائماً مُقتنعاً بضرورة السكوت عن كل شيء لأننا في مرحلة تحرر وطني .. أو إنقسام إسلامي ..!

***

لن أتحدث كثيراً عن الإعلام الرسمي بقدر ما أطالب السيد الرئيس أبو مازن والرجال "الأشدّاء" بضرورة معرفة الأرقام المخيفة المصروفة كـ"ترضية" لفلان وعلاّن وصفقات "البرامج" ولعبة "الانتاج" وفذلكة "المُهمات" وغيرها من أوجه الصرف غير القانوني للمال العام بإسم الاعلام الرسمي الفلسطيني .
 

التعليقات