صمود جملان ريادية فلسطينية تحافظ على التراث عبر مواكبته للموضة العصرية

صمود جملان ريادية فلسطينية تحافظ على التراث عبر مواكبته للموضة العصرية
نابلس - دنيا الوطن-رحمة خالد

بين التراث والحداثة قطع ومقتنيات جمع نسيجها الأصالة ومواكبة الموضة، لتثبت تمسك المرأة الفلسطينية بتراثها الذي يضفي رونقه على القطع الممتزج بها ويكسبها هوية فلسطينية.

صمود جملان ابنة القرية الفلسطينية عصيرة الشمالية قضاء نابلس ثارت حميتها وغيرتها على تراثها الذي يسرق ويهود دون حسيب أو رقيب، فدأبت على تطوير هوايتها بالتطريز والتمرن على اتقانه مدركة أهمية الحفاظ عليه كسلاح أمام تهويده، فتقول صمود لدنيا الوطن "التطريز كان لدي في البداية مجرد هواية ولكن حرصت على اتقانه والعمل على تطويره بعدما رأيت الاحتلال يسرق المطرزات الفلسطينية ويعرضها على أنها تراثه كما حدث حين جعل الثوب الفلسطيني زيا لمضيفات الطيران الاسرائيلي ولعارضات أزيائه".

وتتابع جملان " دمج التطريز في القطع المختلفة من ملابس واكسسوارات وأثاث منزلي بطريقة عصرية كان الخطوة الأولى وباكورة مشروعي لمواجهة خطر الغزو الاسرائيلي لتراثنا".

تأسس مشروع شال للمطرزات والإكسسوارات عام 2013 بجهود فردية في بدايته ورأس مال لا يتجاوز المئة دينار، ومن ثم بدأت صمود تتردد على المؤسسات الريادية لدعم وتطوير مشروعها الذي أخذ بالاتساع بدعم من منتدى سيدات الأعمال وغيره من المنظمات الداعمة من حيث الاشراف على المشروع وتطويره وتشبيك العلاقات والترويج له بشكل يخدم هدفه القائم عليه.

أما بنية المشروع من الموارد البشرية فيتكون من ستة  نساء يعملن بشكل ثابت وخمسة يعملن حسب الحاجة وفي ظل الأزمات، فتشير جملان "استهدف المشروع النساء الفلسطينيات ليصبحن منتجات وشريكات في إعالة أسرهن في ظل الأوضاع الاقتصادية الر اهنة".

ومن الجدير ذكره أن المشروع جلَ اعتماده على الأيدي العاملة  في عملية التطريز، وتستخدم ماكنات الخياطة لحياكة الأجزاء الإضافية للقطع، ويعزى سبب اعتماده العمل اليدوي في التطريز للحفاظ على موروثات الأجداد وطرقهم التقليدية.

أما إقبال السوق لمنتجات المشروع يزداد بين الفينة والأخرى، فتؤكد ياسمين حجاوي والتي تعمل على تسويق المشروع ضمن خطة مدروسة "طلب السوق على منتجات المشروع يرتفع نظرا لتميز القطع ودمجها التراث الفلسطيني بالأزياء العصرية والشنط والإكسسوارات وزينة المنزل وأثاثه"، وتتابع " أصبح للمستهلكين دورا فاعلا في طرح الأفكار الجديدة لتطبيقها، الأمر الذي يعمل على استمرارية المشروع والحفاظ على التراث".

إضفاء الهوية التراثية لكل ركن فلسطيني واقتناء كل مغترب جزءا من عراقة هذا الوطن، هي جملة من الأهداف التسويقية للمشروع والتي ذكرتها حجاوي، كما تردف قولها "يحمل المشروع بين طياته أبعادا تسويقية هادفة تسعى لنشر التراث الفلسطيني في المستويين المحلي والدولي واستهداف المراكز السياحية وتجمعات المغتربين وطلبة المدارس لضمان توارثه عبر الأجيال".

ووجهت جملان رسالتها لكل امرأة لديها القدرة على إعداد مشروعها الخاص مهما بلغ حجمه أو ممن خطون أولى خطواتهن في مشاريع مماثلة الصمود والتحدي للمعيقات للحفاظ على تراثنا الذي لا حماة له سوانا.

وكما غزت العديد من الثقافات الغربية مجتمعنا الفلسطيني عبر الدراما فإن مشروع صمود سيغزو المجتمعات الغربية لتعريفها بالثقافة والتراث الفلسطيني، فتقول جملان" سأشارك مشروعي شال للمطرزات العام القادم في مهرجان بوابة تركيا  وسأعرض منتجاتنا لتكون أيقونة تعريفية بالهوية الفلسطينية وإثبات أحقيتنا في أدم هذه الأرض".

صمود اسم اختار السير في دروب معناه علَه يكون منارة لفلسطينيات يحفظن الهوية بأناملهن.











التعليقات